ترامب يحذر حماس من انتهاك الهدنة في غزة، ويشير إلى استعداد حلفاء أميركيين للتدخل عسكريًا في حال عدم الالتزام بالاتفاق.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن دولًا حليفة في الشرق الأوسط مستعدة لإرسال قوات إلى قطاع غزة لمواجهة حركة حماس في حال استمرت الأخيرة في "انتهاك" بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد ترامب، في وقت سابق، أن حماس قد تواجه "القضاء" عليها إذا لم تلتزم بالمتطلبات المفروضة عليها وفق الاتفاق الذي أنهى حربًا استمرت أكثر من عامين مع إسرائيل.
وكتب على منصة تروث سوشال: "العديد من حلفائنا العظام في الشرق الأوسط ومناطق محيطة بالشرق الأوسط أبلغوني علنًا وبقوة، وبحماسة كبيرة، أنهم سيرحبون، بناءً على طلبي، بالذهاب إلى غزة مع قوة شديدة وتأديب حماس في حال واصلت التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا".
وتزامنت هذه التصريحات مع زيارة نائب الرئيس الأميركي، جاي دي فانس، إلى إسرائيل برفقة اثنين من كبار المبعوثين الأميركيين، في محاولة لدعم خطة السلام بعد أسبوع عنيف شهد تصاعد التوترات في غزة.
وأشار ترامب إلى أنه أبلغ إسرائيل وحلفاء واشنطن الآخرين في المنطقة بأن "الوقت لم يحن بعد" لمواجهة عسكرية جديدة مع حماس، مضيفًا: "لا يزال هناك أمل بأن تفعل حماس ما يجب فعله.. إذا لم يقوموا بذلك، فإن نهاية حماس ستكون سريعة وقوية وقاسية".
حماس تؤكد التزامها بوقف إطلاق النار
أكد خليل الحية، كبير المفاوضين في حركة حماس، التزام الحركة الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأوضح أن حماس تلقت تطمينات من الوسطاء ومن الرئيس الأميركي ترامب بأن الحرب الإسرائيلية على غزة قد انتهت.
وأشار الحية إلى أن لدى الحركة "إرادة قوية لتنفيذ اتفاق وقف الحرب بشكل كامل"، بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مؤكدًا أن حماس "تتعامل بإيجابية مع كل الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت الهدنة واستعادة الحياة المدنية تدريجيًا في غزة".
وقال الحية في تصريح صحفي وزعته الحركة اليوم: "ما سمعناه من الوسطاء والرئيس الأمريكي يُطمئننا أن الحرب انتهت.. كلنا ثقة وعزم على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل".
ملف الرهائن: تسليم جثة جديدة وسط صعوبات في انتشال المحتجزين
أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، أن الحركة جادة في استخراج رفات جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مشيرًا إلى أن جهود الانتشال تواجه صعوبات كبيرة نتيجة الدمار الواسع الذي خلفته الحرب في مناطق متعددة من القطاع.
وكان من المقرر أن تسلم حماس بحلول 13 أكتوبر/تشرين الأول جثامين 28 رهينة متوفى، إلا أن الحركة أكدت حاجتها إلى معدات خاصة لرفع الأنقاض والوصول إلى الجثامين.
وفي خطوة حديثة، سلّمت حماس مساء الإثنين جثة رهينة إسرائيلي عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد العثور عليها الأحد لدى كتائب "أبو علي مصطفى". وأعلنت إسرائيل الثلاثاء أن الجثة تعود لضابط الصف تال حاييمي، الذي قتل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن "عملية التحقق التي أجراها المعهد الوطني للطب الشرعي أسفرت عن تأكيد هوية الجثة، وتم إبلاغ عائلة تال حاييمي بها عبر ممثلين عن الجيش".
من جانبه، شدد نتانياهو على أن إسرائيل لن تقدم أي تنازلات في ملف الرهائن، مشيرًا إلى لقاء مرتقب مع نائب الرئيس الأمريكي لبحث التحديات الأمنية والفرص الدبلوماسية المرتبطة بالملف.
" وصول محدود للمساعدات الإنسانية"
في سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن كمية المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع منذ بدء وقف إطلاق النار لا تزال محدودة جدًا مقارنة بالاتفاق المبرم، حيث دخلت حتى مساء الاثنين 986 شاحنة فقط من أصل 6600 كانت مقررة.
وأشار المكتب إلى أن هذه الكميات لا تكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، في ظل نقص حاد في الوقود والمواد الأساسية، لافتًا إلى أن متوسط عدد الشاحنات اليومية لا يتجاوز 89 شاحنة فقط من أصل 600.
ودعا إلى تدفق منتظم للمساعدات، مؤكدًا استعداد السلطات المحلية للتنسيق مع المؤسسات الدولية.