حقق ترامب مئات الملايين من الدولارات من مشاريعه الخارجية، معظمها من دولة واحدة في الشرق الأوسط، ويبدو أنه يستعد لإطلاق أكثر صفقاته الخارجية ربحية حتى الآن، بحسب مجلة "فوربس" الأمريكية.
كشفت المجلة عن مشروع جديد تعمل عليه عائلة ترامب في أبوظبي لم يُعلن عنه بعد، وتشير الوثائق إلى أنه قد يكون في منطقة "شاطئ الراحة" في العاصمة الإماراتية.
وتوضح "فوربس" أن أولاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخططون لاستخدام طرق مبتكرة تشمل العملات الرقمية بهدف توسيع استثماراتهم العقارية وزيادة عائداتهم في المنطقة.
وتشير إلى أن الإمارات تسعى لتحقيق مكاسب متعددة من الولايات المتحدة، من شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى التعاون العسكري، مرورًا بالحصول على دور فاعل في المفاوضات الدبلوماسية.
وهنا، يظهر اسم ستيف ويتكوف، صديق ترامب العقاري والمقرّب منه، الذي أصبح اليوم بمثابة "سفير" الرئيس الأمريكي في هذه الملفات. ويتكوف دخل في شراكة مع ترامب قبل الانتخابات الأخيرة، لتأسيس شركة للعملات الرقمية باسم "World Liberty Financial"، وقد تدفقت مليارات الدولارات منذ فوز ترامب، معظمها من الإمارات، بحسب "فوربس".
أما إريك ترامب، الذي يدير العمليات اليومية لمنظمة ترامب، فلا يخفي إعجابه بالإمارات، قائلاً خلال زيارة إلى أبوظبي العام الماضي: "الإمارات هي حلم المطورين الأكبر، لأنهم لا يقولون أبداً 'لا' لأي شيء".
من الرفض العلني إلى التوسع
في 11 كانون الثاني/ يناير 2017، قبل تسعة أيام فقط من تولي ترامب الرئاسة للمرة الأولى، أعلن أمام الصحافيين في برج ترامب أنه لن يعقد صفقات جديدة في الخارج، رغم تلقيه عرضًا بقيمة ملياري دولار من دبي، قائلاً: "رفضتها". لكنه اليوم، بعد ثمان سنوات، تبدو الإمارات مركزًا رئيسيًا لتوسع منظمة ترامب.
مع تولي ابنيه دون جونيور وإريك مسؤولية التوسع الخارجي، دخلت العائلة في تسع اتفاقيات على الأقل مع جهات إماراتية، بعضها يشمل مؤسسات حكومية، بحسب "فوربس".
وتقدّر المجلة أن هذه المشاريع، التي تضم خمس اتفاقيات ترخيص وثلاث صفقات للعملات الرقمية، ستدر على العائلة نحو 500 مليون دولار في عام 2025، وما يقارب 50 مليون دولار سنويًا في السنوات التالية.
شراكة بالملايين
بدأت علاقة عائلة ترامب بالشرق الأوسط قبل نحو عقدين. وكان قد أعلن عن مشروع فندق وبرج ترامب الدولي على جزيرة النخلة في دبي، بمساحة 50 ألف قدم مربعة و378 غرفة فندقية و399 شقة، كانت إحداها مخصصة لترامب نفسه، لكن الأزمة المالية عام 2008 أجهضت المشروع، وتم إلغاؤه نهائيًا في عام 2011.
في السنة نفسها، برز مطوّر إماراتي جديد هو الملياردير حسين سجواني، الذي أطلق مشروع "داماك هيلز" الضخم بمساحة 42 مليون قدم مربعة خارج دبي. أحد مساعديه، زياد الشعار، تواصل حينها مع منظمة ترامب لترخيص نادي غولف يحمل اسم العائلة.
وفي 7 كانون الثاني/ يناير، قبل 13 يومًا من عودته إلى البيت الأبيض، استقبل ترامب سجواني في مقرّه في "مار-أ-لاغو". وبحسب "فوربس"، تدفع شركات سجواني للرئيس نحو 6 ملايين دولار سنويًا كرسوم ترخيص وإدارة، بينما أعلن رجل الأعمال الإماراتي عن خطة لاستثمار 20 مليار دولار لتوسعة مركز بياناته في الولايات المتحدة.