وثّقت مقاطع نُشرت على تطبيق "تيليغرام" جنوداً روساً يندفعون بسرعة عبر حقول مفتوحة على ظهور الخيل، بينما ظهر في بعض الفيديوهات جنديان يركبان حصاناً واحداً: يقوده أحدهما بينما يستعد الآخر للهجوم، وتحلق فوقهما طائرات مسيّرة لتوجيه الضربات.
كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن القوات الأوكرانية أنقذت جَمَلاً (ذو سنامين) كان الجنود الروس يستخدمونه خلال عملياتهم الهجومية في شرق أوكرانيا.
وقد عُثر على الحيوان، الذي يزن طناً تقريباً، وهو يتجوّل وحيداً بعد اقتحام موقع عسكري روسي، ليتم نقله إلى حديقة "فيلدمان إيكوبارك" (Feldman Ecopark) في قرية ليسنيه قرب خاركيف.
وأظهر مقطع مصوّر الجمل وهو يسير خلف شاحنة صغيرة بيضاء، في الوقت الذي كان جنود أوكرانيون يعملون فيه على إصلاح مدرعة من طراز M-113 تالفة.
وتشير "التلغراف" إلى أن الحيوان ينتمي إلى سلالة الجِمال المغولية، المعروفة بقدرتها على التحمّل في الظروف المناخية القاسية ونقل الأحمال الثقيلة، وهو ما قد يفسّر لجوء القوات الروسية إلى استخدامه في ظل تعطيل طرق الإمداد الميكانيكية.
وهذا ليس الحادث الأول من نوعه؛ إذ سبق أن صُوّر جمل آخر في فبراير الماضي يُركبه جندي روسي، في مشهد يعكس تحوّلاً ملحوظاً في تكتيكات الكرملين على جبهات القتال.
الخيول والحمير.. تكتيك روسي مُعلَن
ويشير تقرير "التلغراف" إلى أن وحدة خاصة من القوات الأوكرانية نفّذت عملية الإنقاذ، وسط تصاعد المواجهات مع قوات روسية لجأت بشكل متزايد إلى وسائل نقل غير تقليدية.
وسبق أن دافع فيكتور سوبوليف، عضو لجنة الدفاع في الدوما الروسية، عن استخدام الخيول والحمير في ساحات القتال، قائلاً: "إذا استُخدمت وسائل مثل الحمير والخيول لنقل الذخائر واللوازم الأخرى إلى خط المواجهة، فهذا أمرٌ طبيعي".
وفي تطور ميداني لافت، بدأ قائد وحدة "ستورم" التابعة للواء التاسع في الجيش الروسي رقم 51، العامل في منطقة دونيتسك، بتدريب فرق هجومية راكبة خلال الصيف الماضي.
ووثّقت مقاطع نُشرت على تطبيق "تيليغرام" جنوداً روساً يندفعون بسرعة عبر حقول مفتوحة على ظهور الخيل، بينما ظهر في بعض الفيديوهات جنديان يركبان حصاناً واحداً: يقوده أحدهما بينما يستعد الآخر للهجوم، وتحلق فوقهما طائرات مسيّرة لتوجيه الضربات.
وكتب مدوّن موالٍ للكرملين على قناة "وارغونزو" على "تيليغرام": "الخيول ترى جيداً في الليل، ولا تحتاج إلى طرق للتسارع في المرحلة النهائية، ويُزعم أن غريزتها تساعد على تجنّب الألغام".
وأضاف: "أنا متأكد أننا سنرى قريباً عودة تاريخية للفرسان الروس إلى صفوف الجيش. فلنتمنَّ الحظ لخان و"جحافله" الحديثة – آملين في مشاهدة لقطات ملحمية من خط المواجهة".
تراجع التقدّم الروسي
ويأتي هذا الاعتماد على وسائل بدائية في وقت يعاني فيه الجيش الروسي من تباطؤ شديد في تقدّمه. فبحسب معهد دراسة الحرب، سيطرت قوات موسكو في أكتوبر الماضي على 173 ميلاً مربعاً فقط من الأراضي الأوكرانية، أي ما يعادل أقل من نصف معدل التقدّم الشهري المسجّل في بعض الأشهر السابقة.
وبحلول نهاية سبتمبر، تراجع هذا المعدل إلى 12 ميلاً مربعاً بين 20 و30 سبتمبر، مع ثبات شبه تام في خطوط الجبهة منذ منتصف الشهر.
وتشير "التلغراف" إلى أن هذا التراجع دفع الكرملين إلى اعتماد "حلول تقنية منخفضة" كبديل عن الفشل في اختراق الدفاعات الأوكرانية المدعومة بأنظمة غربية متقدمة.
ضربات جوية على البنية التحتية
وفي وقتٍ سابق من يوم الخميس، قُتل شخصان وأُصيب آخرون جرّاء غارة جوية روسية استهدفت محطة حرارية في سلوفيانسك، في إطار حملة متواصلة من الهجمات التي تشنّها موسكو على البنية التحتية الطاقوية الأوكرانية، والتي وصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ"الإرهاب الطاقي الممنهج".
كما أدّى هجوم آخر على منشأتين للطاقة في مدينة لفيف إلى تحليق طائرات بولندية احترازية، دفع وكالة الملاحة الجوية البولندية إلى إغلاق مطاري رادوم ولوبلين مؤقتاً.
وقال ماكسيم تيمتشينكو، الرئيس التنفيذي لشركة DTEK ــأكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانياــ إن هذه الهجمات "ضربة قاسية لجهودنا في الحفاظ على تدفّق الكهرباء هذا الشتاء". ونتيجة لذلك، سيُطبّق انقطاع مبرمج للكهرباء في جميع أنحاء البلاد يوم الجمعة.
وفي بوكروفسك، المحور الحرج الذي تحاول روسيا اختراقه منذ أكثر من عام، تكثّف القوات الأوكرانية جهودها لتأمين طرق إجلاء المدنيين، بحسب ما أعلنه قائد الجيش الأوكراني أوليكسياندر سيرسكي يوم الخميس.
ولفت سيرسكي إلى أن وحدات المشاة الروسية "تتجنب القتال المباشر، وتتجمّع في المناطق الحضرية وتغيّر مواقعها باستمرار"، مشيراً إلى أن المهمة الأوكرانية الأساسية تتركّز الآن على "تحديد مواقعها وتدميرها".
ويمثّل استيلاء روسيا على بوكروفسك اختراقاً استراتيجياً قد يمكّنها من مواصلة سعيها لاحتلال كامل منطقة دونيتسك الهدف الذي عجزت عن تحقيقه حتى الآن رغم الخسائر البشرية والمادية الفادحة.