تحولت رحلة العودة إلى الوطن إلى مأساة على طريق العرقوب في محافظة أبين جنوب اليمن، حين اشتعلت حافلة ركاب تقل عشرات اليمنيين العائدين من السعودية، ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة آخرين.
في ساعات الفجر الأولى، اصطدمت حافلة الركاب بسيارة صغيرة على الطريق الجبلي في منطقة العرقوب، وخلال لحظات تحولت إلى كتلة من اللهب، ولم يتبقَّ سوى حطام متفحم وعائلات مكلومة كانت تنتظر وصول أحبائها إلى منازلهم.
الحافلة، التي كانت قد انطلقت من مدينة جدة السعودية متجهة إلى عدن، كانت تقل 42 راكبًا. وأفادت مصادر يمنية أن سبعة ركاب نزلوا من الحافلة في محافظة شبوة قبل وقوع الحادث، في حين نجا بعض الركاب من الحريق الهائل الذي التهم الحافلة بالكامل.
وتم نقل المصابين إلى مستشفى الجمهورية في مدينة عدن، حيث يتلقون العلاج من إصابات وحروق بالغة. وقد أكد مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة أبين، الدكتور محمد حسين القادري، عدد الضحايا، مشيرًا إلى أن من بين القتلى عددًا من النساء.
وروى أحد الناجين أنه شاهد الركاب وهم يحاولون بشدة تحطيم النوافذ فيما كانت النيران تلتهم الحافلة، لكنه قال إن "النار كانت أسرع من أي فرصة للهروب".
تحقيقات ومتابعة رسمية
أوضحت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري أن الحافلة كانت مرخّصة وتستوفي معايير السلامة، مشيرة إلى أنها تتابع التحقيقات الجارية لتحديد الأسباب الحقيقية للحادث الذي وصفته بأنه "قضاء وقدر".
من جانبه، أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية رشاد محمد العليمي اتصالات هاتفية بمحافظ أبين ووزير الصحة للاطلاع على آخر المستجدات، وقدم تعازيه لأسر الضحايا، موجّهًا الحكومة والسلطات المحلية والجهات المعنية بتوفير الرعاية الكاملة للمصابين.
طريق الموت
أعادت هذه الفاجعة إلى الواجهة الواقع الخطير الذي يواجهه اليمنيون على الطرق الطويلة والمتآكلة، وسط بنية تحتية متهالكة، وصيانة شبه غائبة للمركبات، وغياب واضح لرقابة السلامة المرورية.
ويُعرف طريق العرقوب بوعورته وخطورته الشديدة، إذ يُعد من أكثر الطرق الجبلية التي حصدت أرواح المسافرين في اليمن على مدى السنوات الماضية.
وقد عبّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم وصدمتهم، مشيرين إلى أن "الأرواح تُزهق المرة تلو الأخرى من دون أي مساءلة حقيقية أو إصلاح جذري" في قطاع النقل المتداعي في البلاد.