لم تُسجَّل أي تجارب نووية رسمية منذ نحو ثلاثة عقود، باستثناء كوريا الشمالية التي أجرت ستّ تجارب بين عامي 2006 و2017.
أعربت روسيا، الثلاثاء، عن استعدادها للتحاور مع الولايات المتحدة حول الاتهامات التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لموسكو بإجراء تجارب نووية تحت الأرض، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين القوتين النوويتين. ويأتي هذا الموقف فيما تواجه إدارة ترامب تعثّرًا في جهودها لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
نفي روسي واستعداد لبحث الملف
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع وسائل إعلام رسمية، إن بلاده "مستعدة لمناقشة الشبهات التي أثارها الأميركيون بشأن احتمال إجراء تجارب سرية تحت الأرض". ونفى لافروف الاتهامات التي وجهها ترامب الأسبوع الماضي إلى كل من روسيا والصين بإجراء تجارب نووية. وكانت بكين قد أكدت بدورها أنها لم تُجر مثل هذه التجارب. وأشار لافروف إلى أن لدى الولايات المتحدة القدرة على التأكد من حقيقة إجراء أي اختبار نووي عبر النظام الدولي لرصد الزلازل، مضيفًا أن "الاختبارات غير الحرجة واختبارات أنظمة الإطلاق لم تُحظر في أي وقت".
خلفية تاريخية للتجارب النووية
لم تُسجَّل أي تجارب نووية معلنة من جانب القوى الكبرى منذ نحو ثلاثة عقود، حيث تعود آخر تجربة نووية روسية (الاتحاد السوفياتي سابقًا) إلى عام 1990، فيما أجرت الصين آخر تجاربها عام 1996. أما كوريا الشمالية، فهي الدولة الوحيدة التي نفذت تجارب نووية حديثة (بين 2006 و2017). ورغم توقف التفجيرات النووية، تواصل العديد من الدول، من بينها الولايات المتحدة، اختبار أنظمة نقل وإطلاق الأسلحة النووية مثل الصواريخ والغواصات والطائرات. وتُعد الولايات المتحدة طرفًا موقعًا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وبالتالي فإن أي تفجير نووي سيكون مخالفًا لالتزاماتها الدولية.
تصريحات ترامب وإثارة الجدل
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة انتقادات عالمية عندما أعلن أنه طلب من البنتاغون "البدء في اختبار الأسلحة النووية على قدم المساواة" مع روسيا والصين، مجددًا لاحقًا رغبته في استئناف التجارب دون توضيح تفاصيل الخطة. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن "الجانب الأميركي لم يقدّم أي توضيحات بشأن هذه التصريحات". وجاءت هذه الاتهامات بعد أن أجّل ترامب لقاءً كان مقرّرًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، لبحث تسوية الحرب في أوكرانيا، وهو تأجيل لم يرَ لافروف أنه مرتبط بمسألة التجارب النووية.
احتمال عقد قمة روسية-أميركية
ترك لافروف الباب مفتوحًا لاستئناف التحضيرات لقمة بين بوتين وترامب، قائلاً: "نحن مستعدون لمناقشة استئناف التحضير للقمة المقترحة بين زعيمي البلدين". ويُعد هذا التصريح أول ظهور للوزير بعد تكهّنات إعلامية حول تهميشه، وهو ما نفاه الكرملين مؤكّدًا أن "كل شيء على ما يرام".