تثير العملية الأميركية مخاوف من أن يكون هدفها على المدى البعيد الإطاحة بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو. وأفادت شبكة "سي بي إس" نيوز بأن مسؤولين عسكريين قدموا للرئيس ترامب خيارات إضافية تشمل عمليات محتملة على الأراضي الفنزويلية، بما فيها غارات جوية.
أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغست عن إطلاق عملية عسكرية في أميركا اللاتينية تستهدف ما وصفه بـ"تجار المخدرات الإرهابيين".
وفي منشور على منصة إكس، كتب هيغست: "اليوم، أعلن عن عملية الرمح الجنوبي"، موضحاً أن هدف العملية هو "الدفاع عن وطننا، القضاء على تجار المخدرات الإرهابيين، وحماية شعبنا من المخدرات التي تهدد حياتهم".
ورغم الإعلان، لم يقدم وزير الدفاع أي تفاصيل إضافية حول طبيعة العملية أو الاختلاف بينها وبين الضربات الأميركية التي بدأت قبل أسابيع في المنطقة.
وتشن إدارة الرئيس دونالد ترامب منذ أسابيع ضربات بحرية في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، تستهدف قوارب تقول واشنطن إنها "تُستخدم لتهريب المخدرات".
وقد نشرت الولايات المتحدة قدرات جوية وبحرية كبيرة، أبرزها حاملة الطائرات جيرالد فورد، التي وصلت قبالة سواحل أميركا اللاتينية يوم الثلاثاء الماضي.
ووفقاً للبيانات الأميركية، فقد استهدفت الضربات نحو 20 قاربا، ما أسفرعن مقتل العشرات، دون تقديم أي دليل على استخدام هذه القوارب لتهريب المخدرات فعلياً.
وتثير العملية الأميركية انتقادات دولية، وسط مخاوف من أن تكون جزءاً من خطة لإطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وأفادت شبكة "سي بي إس نيوز" بأن مسؤولين عسكريين قدموا للرئيس ترامب خيارات إضافية تشمل تنفيذ عمليات محتملة داخل الأراضي الفنزويلية، بما في ذلك غارات جوية.
من جانبها، أعلنت فنزويلا الثلاثاء أن جيشها ينتشر "بكثافة" في أنحاء البلاد للرد على ما وصفته بـ"الإمبريالية الأميركية"، موضحة أن الانتشار يشمل قوات برية وجوية وبحرية ونهرية، بالإضافة إلى صواريخ وأنظمة أسلحة ووحدات عسكرية وميليشيات بوليفارية تضم مدنيين وعسكريين سابقين لدعم الجيش والشرطة.
وتخشى كاراكاس، بدورها، أن يشكل الانتشار العسكري الأميركي، الذي يشمل مقاتلات F-35 في بورتوريكو وست سفن حربية في البحر الكاريبي، تمهيداً لتغيير نظام الحكم والإطاحة بالرئيس مادورو.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد رد، الأربعاء، على انتقادات بعض الحلفاء الأوروبيين بشأن شرعية الضربات الأميركية، مؤكداً أن الأوروبيين لا يملكون الحق في تحديد كيفية حماية الولايات المتحدة لأمنها القومي. وقال روبيو إن "الاتحاد الأوروبي ليس مخوّلاً لتحديد ما هو القانون الدولي، وبالتأكيد لا يمكنه تحديد طريقة دفاع الولايات المتحدة عن أمنها الوطني".
ومن جهتها، دعت الأمم المتحدة، في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، إلى فتح تحقيق في الضربات الأميركية على القوارب في الكاريبي والمحيط الهادئ، معتبرة أنها "غير مقبولة" وتنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان.