أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط 13 قتيلا وعدد من الجرحى كحصيلة للغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخيم عين الحلوة في صيدا جنوبي لبنان.
واصلت إسرائيل تصعيدها العسكري في لبنان، منفذةً أكثر غاراتها دموية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعدما استهدفت محيط مسجد خالد بن الوليد داخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا.
شهود عيان أكدوا سماع أكثر من ثلاثة انفجارات داخل المخيم المكتظ بالسكان، ما أثار حالة واسعة من الهلع بين الأهالي.
وزارة الصحة اللبنانية أعلنت سقوط 13 قتيلا وعدد من الجرحى كحصيلة للغارة الإسرائيلية، ومع ارتفاع عدد الإصابات، أصدر مستشفى لبيب في صيدا نداءً عاجلًا دعا فيه المواطنين إلى التبرع بالدم من جميع الفئات لتلبية الحالات الطارئة التي وصلت بعد الغارة.
الجيش الإسرائيلي: استهدفنا موقعًا لحماس
وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إنه شنّ غارة على "عناصر إرهابية تعمل داخل مجمع تدريبات تابع لحركة حماس في منطقة عين الحلوة"، مضيفًا أن الموقع كان يُستخدم، بحسب زعمه "للتدريب والتأهيل بهدف التخطيط لعمليات ضد إسرائيل".
وأشار البيان إلى أن الهجوم تم بعد "استخدام ذخيرة دقيقة واستطلاع جوي ومعلومات استخبارية"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي "سيواصل العمل ضد تموضع حركة حماس في لبنان".
حماس تدين وتقدم روايتها
من جهتها، أصدرت حركة حماس بيانًا أدانت فيه القصف ورفضت الرواية الإسرائيلية بالكامل، ووصفت الغارة بأنها "عدوان استهدف مكانًا مكتظًا بالمدنيين وقريبًا من أحد المساجد، وتشكل اعتداءً وحشيًا على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى السيادة اللبنانية".
وقالت الحركة إن الهجوم يأتي استمرارًا "للاعتداءات على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والاعتداءات المتواصلة على لبنان".
وأكد بيان حماس أن "ما أعلنه الجيش الإسرائيلي بشأن استهداف مجمع تدريبات هو افتراء وكذب يهدف إلى تبرير هذا العدوان والتحريض على المخيمات"، مشيرة إلى أنه لا توجد منشآت عسكرية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وأوضحت الحركة أن الموقع الذي أصيب هو ملعب رياضي مفتوح يرتاده الفتيان من أبناء المخيم، وأن من تم استهدافهم كانوا مجموعة من الفتية داخل الملعب لحظة القصف.
خرق مستمر لاتفاق وقف النار
الغارة على عين الحلوة تأتي ضمن سلسلة من الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وتشكل التصعيد الأخطر حتى الآن في منطقة تضم عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين.
حديث متصاعد عن جولة قتال جديدة
وفي الأيام الماضية، تكاثرت التقارير في الإعلام الإسرائيلي حول استعداد إسرائيل لاحتمال خوض جولة قتال جديدة ضد حزب الله في لبنان، وسط تصاعد التصريحات الرسمية التي تربط هذا السيناريو بضرورة تنفيذ مطلب "نزع سلاح الحزب" وفرض وقائع ميدانية جديدة على الحدود.
وبحسب القناة الإسرائيلية الثانية عشرة، نقل مسؤولون إسرائيليون تقديرات تفيد بأن تل أبيب لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قوته.