أعلنت حركة حماس أنّ وفدًا قياديًا رفيعًا التقى رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد في القاهرة، اليوم الأحد، لبحث اتفاق وقف إطلاق النار وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وضمّ الوفد رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش، وأعضاء المجلس خالد مشعل وخليل الحية ونزار عوض الله وزاهر جبارين، إضافة إلى عضو مكتبها السياسي غازي حمد.
وقالت الحركة في بيانها إن المحادثات ركّزت على ترتيبات المرحلة الثانية من الاتفاق، وعلى تقييم الوضع في غزة في ظل الظروف الميدانية الراهنة.
كما ناقشت الحركة مع المسؤولين المصريين سبل تثبيت المرحلة الأولى، مؤكدة التزامها بتطبيقها بالكامل، وإصرارها على وقف الخروقات عبر آلية واضحة ومحددة تتمّ برعاية ومتابعة الوسطاء.
وتطرّق الوفد أيضًا إلى ملف مقاتلي رفح، إذ أوضحت الحركة أن الاتصال مع مجموعة من مقاتليها المحاصرين في شبكة أنفاق شرق رفح، ضمن مناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية، قد انقطع. ويعمل الوسطاء على إيجاد آلية لمعالجة هذا الملف.
بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنّ الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تناول ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير وتمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية من أداء مهامها.
ترتيبات ما بعد الحرب
جاءت هذه التحركات في سياق اتفاق وقف النار الذي كان قد جرى التوصل إليه في وقتٍ سابق بوساطة مصرية وأمريكية وقطرية، قبل أن تلتحق تركيا بجهود الوساطة عقب حرب مدمّرة استمرت سنتين.
وقد استند الاتفاق حينها إلى خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي نصّت في مرحلتها الأولى على وقف العمليات العسكرية والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وتسليم جثث المتوفين منهم، مقابل الإفراج عن اسرى فلسطينيين وإعادة جثامين من الجانب الفلسطيني. كما تضمنت تلك المرحلة انسحابات إسرائيلية من مناطق مأهولة في القطاع، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
ورغم دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ منذ أربعة وأربعين يومًا، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات على مناطق مختلفة من غزة، إذ أفادت مصادر ميدانية بمقتل ما لا يقل عن 24 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 80 آخرين في قصف استهدف مواقع مدنية. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد قتلت إسرائيل 339 فلسطينيًا منذ بدء تطبيق الاتفاق.
وكانت حماس وفتح قد اتفقتا العام الماضي على تشكيل لجنة إدارية فلسطينية مستقلة، تضم شخصيات كفوءة غير منتمية لأي فصيل، لتولّي إدارة غزة مؤقتًا بعد انتهاء الحرب. وبحسب خطة ترامب التي حظيت مؤخّرًا بتأييد مجلس الأمن، يُفترض تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية بمشاركة خبراء دوليين لتسيير الشؤون اليومية للقطاع، إلى جانب قوة استقرار دولية تكلّف حفظ الأمن ومراقبة وقف إطلاق النار، فضلًا عن "مجلس سلام" يشرف على تنفيذ الخطة برئاسة ترامب.