دعت والدة مهدي كساسي الحكومة إلى التحرك قائلة: "قلبي يتمزق من الألم.. لا عزاء لي".
نُظّمت أمس السبت 22 نوفمبر مظاهرة في مرسيليا تكريمًا لـ مهدي كساسي، شقيق أمين كساسي، الناشط في مكافحة المخدرات في إطار دعوات لإقامة نحو أربعين تجمعًا،، في جميع أنحاء فرنسا.
الشاب البالغ من العمر 20 عامًا كان قُتل قبل أيام قليلة في وضح النهار برصاص مسلّحيْن اثنيْن كانا على متن دراجة نارية خارج قاعة للحفلات الموسيقية في مرسيليا.
وكانت عائلة كساسي قد فُجعت عام 2020 بمقتل إبراهيم (22 عاماً)، وهو شقيق آخر من أشقاء أمين الأصغر سناً، والذي عُثر على جثته محترقة في سيارة.
ووفقاً لإحصائية نهائية صادرة عن محافظة بوش دو رون، فقد حضر 6,200 شخص في التجمع الذي أقيم تكريماً لمهدي في المكان الذي لقي فيه مصرعه.
وقالت والدته وسيلة كساسي: "قُتل ابني مهدي يوم الخميس 13 نوفمبر/تشرين الثاني.. قُتل برصاصات أصابته في صدره"، وتابعت بتأثر وهي تحمل الميكروفون في يدها: "قلبي يتمزق من أعماقي، أنا لا أستطيع التحمّل"، قبل أن تدعو الأم المكلومة حكومة ماكرون إلى التحرك قائلة: "يجب أن يتوقف هذا".
ومن بين آلاف المشاركين في التجمع في مرسيليا، تم الإعلان عن مشاركة حوالي خمسين شخصية سياسية، من بينهم رئيسة البرلمان يايل براون-بيفيت، وقادة حزب الخضر مارين تونديليه، والاشتراكيين أوليفييه فور، والشيوعيين فابيان روسيل، ورافائيل غلوكسمان عن حزب "بليس بوبليك/Place publique" اليساري، وفرانسوا كزافييه بيلامي عن حزب "LR" اليميني المحافظ، ورئيس الوزراء السابق عن حزب "رينيسانس/ Renaissance " غابرييل أتال.
ووفقًا لقناة فرانس إنفو، فإن ممثّليْن عن الحكومة قد غابا عن التجمع، حيث تم إلغاء رحلتهما من باريس بسبب سوء الأحوال الجوية.
"جريمة تحذيرية"
لا يزال التحقيق في جريمة قتل الشاب مهدي مستمراً، مع توجيه عدة تهم من بينها "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في عصابة منظمة" و"التآمر الجنائي لارتكاب جريمة في عصابة منظمة".
وفي الوقت الحالي، تُرجح السلطات أن تكون هذه "جريمة تحذيرية" موجهة لشقيق الضحية، أمين (22 عاما).
وقبل المسيرة من أجل شقيقه، دعا أمين كساسي سكان مارسيليا إلى المشاركة في الفعالية دون "استغلال سياسي"، بل بـ"التحلي بالشجاعة للقول إن مهدي كساسي طفل صغير مات من أجل لا شيء".
من جهتها، تعتزم الحكومة الفرنسية تكثيف مكافحة تهريب المخدرات الذي يمثل "تهديداً يعادل على الأقل تهديد الإرهاب"، وفقاً لوزير العدل جيرالد دارمانان.
وفي أعقاب مقتل مهدي كساسي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تكثيف" مكافحة تهريب المخدرات، معتمدًا نفس النهج المتبع في مكافحة "الإرهاب".
وقالت مود بريجيون، المتحدثة باسم الحكومة، إن "مكافحة نقاط البيع وتجارة المخدرات" تُعدّ "أولوية" بالنسبة للدولة الفرنسية.