أكدت كايا كالاس لـ"يورونيوز" أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ما زالا حليفين رغم الخلافات، داعية إلى التركيز على التحديات العالمية المشتركة.
أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الولايات المتحدة ما تزال الحليف الأكبر لأوروبا، رغم الانتقادات الحادة وغير المسبوقة التي وجهتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاتحاد الأوروبي.
وخلال مقابلة مع "يورونيوز" في منتدى الدوحة في قطر، قللت كالاس من أهمية الجدل الذي أثاره تقرير "استراتيجية الأمن القومي" الأميركية الذي زعم أن أوروبا تتجه نحو "الاندثار الحضاري" بسبب الهجرة والرقابة والسياسات فوق الوطنية، ودعا الولايات المتحدة إلى العمل مع "الأحزاب الوطنية الأوروبية" لاستعادة "عظمة القارة".
ورغم أن لغة التقرير تنسجم مع الخطاب السياسي لإدارة ترامب، إلا أن لهجته بدت قاسية تجاه الحلفاء الأوروبيين، فيما شددت كالاس على ضرورة إبقاء التعاون قائمًا، وقالت: "دعونا نركز على الأمور التي يمكننا القيام بها معًا. ما يمكننا استخلاصه من تلك الاستراتيجية هو أننا ما زلنا حلفاء مع أميركا. نحن لا نتفق دائمًا في كل شيء".
التحديات المشتركة مع واشنطن
ودعت كالاس إلى التركيز على الملفات العالمية الأكثر إلحاحًا، مضيفة: "دعونا نركز على التحديات العالمية التي نواجهها فعليًا، مثل الممارسات الاقتصادية القسرية من الصين التي نواجهها نحن الاثنين، والتهديد الذي يأتي من جهات خبيثة مثل روسيا، والصين، وإيران".
وجاء تقرير الأمن القومي في سياق أسبوع شهد ارتفاعًا في مستوى التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فقد غرمت المفوضية الأوروبية منصة "اكس" التابعة لإيلون ماسك 120 مليون يورو بسبب خرق قواعد الشفافية، ردّ عليها ماسك بالدعوة إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي، فيما وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الغرامة بأنها "عمل مشين".
انعكاسات التوتر على مفاوضات أوكرانيا
وتأتي هذه التوترات تزامنًا مع المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما يسعى الأوروبيون للعودة إلى طاولة التفاوض بعدما تم تهميشهم في بداية المحادثات الأميركية الروسية. ومن المقرر أن يعقد اجتماع في لندن يوم الاثنين يضم المستشار الألماني ميرتس، والرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ستارمر، والرئيس الأوكراني زيلينسكي لاستكمال المحادثات.
دور قطر المتصاعد وتوسيع التعاون معها
وفي سياق مواز، أشارت كالاس إلى انطلاق مفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وقطر، لافتة إلى الدور المتصاعد للدوحة في المنطقة. وقالت: "نرى الدور المتصاعد لقطر في الشرق الأوسط أيضًا، كل الوساطة الدولية التي يقومون بها فيما يتعلق بالسودان، وكذلك غزة وأطفال أوكرانيا، أو منطقة البحيرات العظمى".
وأضافت أن مجالات التعاون واسعة بين الجانبين، ليس فقط في السلام والأمن، بل أيضًا في التجارة والعلاقات الاقتصادية والابتكار والتكنولوجيا التي يمكن تطويرها.