Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين

الطفلة الفلسطينية حليمة أبو ياسين، البالغة من العمر 7 سنوات، التي تم نقلها إلى لبنان من قطاع غزة
الطفلة الفلسطينية حليمة أبو ياسين، البالغة من العمر 7 سنوات، التي تم نقلها إلى لبنان من قطاع غزة حقوق النشر  Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reserved
حقوق النشر Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reserved
بقلم: Nour Chahine
نشرت في آخر تحديث
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

عندما وصلت عائلة ظريفة نوفل إلى بيروت مع ابنتها حليمة لإجراء عملية جراحية في رأسها، كانت أول رغبة لها هي التوجه إلى البحر الأبيض المتوسط. بالنسبة لها، كان البحر رفيقاً دائماً في حياتها في غزة قبل أن تجتاحها الحرب.

اعلان

وقالت ظريفة: "في اللحظة التي شممت فيها رائحة البحر، شعرت بالسلام الداخلي، كما لو كنت في غزة". لكن سرعان ما تحولت هذه اللحظات الهادئة إلى مذكرات مريرة عن الدمار الذي جلبته الحرب إلى حياة الطفلة ومن حولها.

وأما حليمة، التي كانت في السابعة من عمرها، فقد أصيبت بشظايا صاروخية شديدة في غزة. وعندما نُقلت إلى المستشفى، ظن الأطباء أنها قد فارقت الحياة.. كانت حالتها مروعة: فجمجمتها مكسورة، وجزء من دماغها مكشوف. لكن بعد أيام من الاحتجاز في المشرحة، اكتشفت العائلة أنها على قيد الحياة، رغم الجروح البالغة، فنُقلت إلى لبنان لتلقي العلاج، حيث أُجريت لها عملية جراحية ناجحة في المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت.

أطفال من غزة ينضمون لمخيم صيفي في لبنان
أطفال من غزة ينضمون لمخيم صيفي في لبنان Bilal Hussein

ومع تحسن حالتها في لبنان، بدأ الوضع يتدهور في هذا البلد أيضا، فقد اندلعت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر/تشرين الأول، عام 2023، مما جعل العائلات الفلسطينية التي كانت تبحث عن السلام في لبنان، تجد نفسها في حرب جديدة. تقول ظريفة: "لبنان ليس مجرد بلد آخر بالنسبة لنا، إنه شقيق لغزة. نحن نعيش أو نموت معاً." كان أطفال غزة يفرون من الحرب ليجدوا أنفسهم مرة أخرى في خضم صراع لا يرحم.

وفي تلك الأيام، بدأت عائلة نوفل وأطفال آخرون يعانون من الضغط النفسي الناتج عن القصف المستمر بالهرب إلى غرفة المعيشة في الفندق لحماية أنفسهم من الزجاج المتناثر بفعل الانفجارات. وكانت أصوات القصف تُعيد لهم ذكريات الحرب في غزة، مما جعلهم يتنبهون إلى ما هو قادم، لكنهم كانوا عاجزين عن الهرب من هذا المصير. حليمة، التي كانت قد بدأت في التكيف مع حياتها الجديدة، عادت لتعيش ذات الخوف الذي عاشته في غزة.

حصيلة ضحايا الحرب في غزة بحسب تقرير يعود للأمم المتحدة

ورغم هذه الظروف الصعبة، فإن الأطفال متمسكون بحلم العودة إلى حياة طبيعية. ومن خلال دعم الأطباء اللبنانيين، الذين كانوا يتعاملون مع جروحهم بكل خبرة، بدأ الأمل يعود إلى قلوب هؤلاء الأطفال المكلومين. تقول ظريفة: "في بيروت، كان لدينا الأمل في الشفاء، لكن الوضع في لبنان أصبح صعباً جداً. لم نكن نريد سوى أن نعيش بسلام".

ومع تصاعد القتال في لبنان، توقفت حملة العلاج التي كان يقودها الدكتور غسان أبو سيتة، وهو جراح بريطاني فلسطيني، من أجل علاج أطفال غزة. يقول أبو سيتة: "الجروح التي يعاني منها الأطفال في لبنان تشبه تماماً تلك التي عانوا منها في غزة. الحرب لا تستثني الأطفال".

أطفال غزة يتلقون العلاج في لبنان
أطفال غزة يتلقون العلاج في لبنان Hussein Malla

وفي الوقت عينه، استمرت العائلات الفلسطينية في بيروت في التمسك بالأمل، عازمة على البقاء في لبنان رغم كل ما يواجهها، عسى أن يعود السلام يوماً ما.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء

وسط حالة طوارئ وحرب مدمرة.. أطفال غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال في خان يونس

غارة إسرائيلية تقتل شخصاً جنوب لبنان وسط تصعيد عسكري متواصل