ذكرت الصحيفة أن السعوديين "حافظوا على سبّ اليهود في الخطبة الأسبوعية"، بينما توقّفوا عن سب المسيحيين بسبب العلاقات مع الولايات المتحدة ورغبتهم في الحصول على مقاتلات إف-35، معتبرة أنها "تشجع الإرهاب وتبرر أعمال العنف ضد اليهود، وتمنحها شرعية دينية في أعين البعض".
نشرت صحيفة جيرازوليم بوست مقالا تحدثت فيه عن خطبة ألقاها الخطيب الأسبوعي في مكة في السعودية، قبل يومين من الهجوم الذي وقع في سيدني، ووصفتها بأنها خطبة "معادية للسامية ومعادية لإسرائيل بشكل صريح".
وأشارت إلى أن الإمام الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد طلب خلال خطبته من الله "معاقبة اليهود"، ووصف إسرائيل بأنها "عدو صهيوني قاسٍ"، مشيدا بـ"النضال الفلسطيني". وأكدت أن الخطبة كانت موجهة لليهود في كل أنحاء العالم، بما في ذلك اليهود في أستراليا والولايات المتحدة وفرنسا.
ولفتت الصحيفة إلى أن خطبة كهذه، حتى وإن لم تكن مرتبطة مباشرة بالهجوم في سيدني، تساهم في "تشجيع الإرهاب وتبرر أعمال العنف ضد اليهود، وتمنحها شرعية دينية في أعين البعض".
وذكرت أن "السعوديين حافظوا على تقليد سبّ اليهود في الخطبة الأسبوعية، بينما توقّفوا عن سب المسيحيين بسبب العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة ورغبتهم في الحصول على مقاتلات إف-35". وأكدت أن الأسباب المرتبطة بالقضية الفلسطينية أو بعدم حدوث التطبيع مع إسرائيل ليست سوى ذرائع، فالسعوديون لم يتوقفوا عن سبّ اليهود من منبر مكة.
وأضافت الصحيفة أن الخطبة، التي تُبث على التلفزيون السعودي وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تصل إلى عشرات الملايين وربما مئات الملايين من المسلمين حول العالم، بما في ذلك غير العرب من أتراك وإندونيسيين وباكستانيين. وأوضحت أن الخطبة تُترجم إلى عشرات اللغات، ما يجعل تأثيرها واسعاً جداً.
وأشارت إلى أن ولي العهد السعودي يعرف بكل ما يحدث في المملكة، وخاصة الخطبة الأهم في المسجد الحرام، مؤكدة أن التحريض لم يكن بقرار منفرد من الإمام. وأوضحت أن الصراع التاريخي بين "النبي محمد وبعض القبائل اليهودية في خيبر ما زال حاضراً" في بعض الشعارات مثل "خيبر، خيبر يا يهود".
ونقل المقال عن الكاتب، أستاذ لبناني وباحث في معاداة السامية، أن ولي العهد السعودي يسعى لتعزيز مكانته بين العرب من خلال القضية الفلسطينية، و"لن يتوقف عن استخدام هذه القضية لتحقيق أهدافه السياسية"، مؤكداً أن "التطبيع مع إسرائيل لن يحدث إلا بوجود دولة فلسطينية".
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن أي توقف عن "التحريض على اليهود في الخطبة قد يكون مرتبطاً بتعليمات أمريكية"، وحذّرت من أن "تصورات الاعتدال السعودي"، مستذكرة أن أسامة بن لادن و15 من منفذي هجمات 11 سبتمبر كانوا سعوديين.