صرح المتحدث باسم الرئاسة، بايو أونانوجا، يوم الأحد أن إجمالي عدد الطلاب الذين تم إطلاق سراحهم وصل الآن إلى 230 طالبًا.
أعلنت السلطات النيجيرية تمكنها من تأمين إطلاق سراح الـ130 تلميذًا والمعلمين المتبقين لدى الجماعات المسلحة، والذين اختُطفوا من مدرسة داخلية كاثوليكية في ولاية النيجر وسط البلاد، ووصفت عملية الإفراج بأنها "لحظة انتصار وراحة بال" للبلاد ولأسر الأطفال.
وكان قد اختطف أكثر من 250 طفلًا وموظفًا من مدرسة سانت ماري الكاثوليكية في بابيري في 21 نوفمبر، أُفرج عنهم على دفعات.
وأكدت السلطات في بيان أن جميع الأطفال قد تم إنقاذهم الآن، مشيرة إلى أنه "لم يبقَ أي تلميذ في الأسر". ومع ذلك، لم تُعلن رسميًا عن الطريقة التي تمكنت بها من ذلك، أو ما إذا كان قد تم دفع فدية.
وكان لافتًا خلال عملية الإفراج السابقة تصريح محافظ ولاية نصراوة المجاورة، عبد الله سولي، الذي قال إن الحكومة الفيدرالية لعبت دورًا رئيسيًا، مضيفًا أن الجهود وراء الكواليس لا يمكن الكشف عنها لأسباب أمنية، فيما ذكرت الجمعية المسيحية في نيجيريا أن 50 طالبًا تمكنوا من الفرار أثناء عملية الاختطاف.
وتضمن إعلان الإفراج صورًا للأطفال وهم يبتسمون ويحيون المصوّر، وقيل إن الطلاب سيصلون إلى عاصمة ولاية النيجر، مينا، الاثنين.
وقال قائد شرطة ولاية النيجر، آدمو عبد الله إلمان، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الأسرى يخضعون الآن "لفحوصات من قبل القوات الأمنية وسيتم نقلهم إلى مدرستهم غدًا للالتحاق بأسرهم". كما أكد الأسقف بولوس داوا يوهانا، المسؤول عن المدرسة، أن المحافظ طلب منه الحضور لاستقبالهم.
من جهته، صرح المتحدث باسم الرئاسة، بايو أونانوجا، يوم الأحد أن إجمالي عدد الطلاب الذين تم إطلاق سراحهم وصل الآن إلى 230 طالبًا.
ويعتبر اختطاف نوفمبر أحدث عملية من هذا النوع، بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت المدارس وأماكن العبادة في شمال ووسط نيجيريا، حيث سبق هجوم مدرسة سانت ماري عمليات اختطاف جماعية قبل أيام قليلة.
ويظل الاختطاف الجماعي الأكثر شهرة في البلاد هو حادثة بلدة تشيبك في شمال شرق نيجيريا عام 2014، حيث تم اختطاف أكثر من 200 فتاة طالبة، ما أثار حملة عالمية دعمتها عشرات الشخصيات الشهيرة، بما في ذلك ميشيل أوباما وإلتون جون.
وفي 18 نوفمبر، قُتل شخصان وخُطف 38 آخرون في هجوم على كنيسة المسيح الرسولية في ولاية كوارا، وقبل ذلك بيوم واحد، قُتل شخصان وخُطف 25 طالبًا مسلمًا من مدرسة الحكومة الثانوية للبنات في ولاية كيبي. وتم الإفراج عن جميع المختطفين في هجومَي كوارا وكيبي منذ ذلك الحين.
وفي 9 ديسمبر، قال الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو إن حكومته ستواصل العمل مع ولاية النيجر وغيرها من الولايات "لتأمين مدارسنا وجعل بيئة التعلم أكثر أمانًا وملاءمة لأبنائنا".
ولا يزال من غير الواضح من يقف وراء هذه الاختطافات، ويعتقد معظم المحللين أنها تُنفذ من قبل عصابات إجرامية تسعى للحصول على فدية مالية.
وتأتي هذه العمليات ضمن واقع أمني معقد في نيجيريا، ففي الشمال تتجول عصابات مسلحة في المناطق الريفية الشاسعة، بينما ينشط الجهاديون بدعم خارجي من مناطق مجاورة في منطقة الساحل. وتظل المناطق الريفية عرضة بشكل خاص بسبب وفرة الجهات غير الحكومية، فيما تواجه وكالات الأمن النيجيرية غير المجهزة بشكل كافٍ ضغوطًا كبيرة.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد هدد سابقًا بالتحرك العسكري في نيجيريا، وصنفت إدارته البلاد كـ"دولة تثير القلق بشكل خاص"، مشيرة إلى ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية للمسيحيين"، وهو وصف رفضته أبوجا مرارًا باعتباره تبسيطًا مفرطًا لأزمة معقدة.