Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

من تلة في "سديروت".. مأساة غزة تتحوّل إلى "عرض سينمائي" مقابل خمسة شواقل

تصاعد الدخان عقب غارة للجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، في 8 أكتوبر 2025.
تصاعد الدخان عقب غارة للجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، في 8 أكتوبر 2025. حقوق النشر  Abdel Kareem Hana/AP
حقوق النشر Abdel Kareem Hana/AP
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك محادثة
شارك Close Button

يحوّل موقع في "سديروت" بإسرائيل المأساة الجارية بقطاع غزة إلى ما يشبه عرضًا مفتوحًا للمشاهدة، في وقت لا تزال فيه تداعيات الحرب الإنسانية والنفسية والاقتصادية تتفاقم داخل القطاع رغم الإعلان عن انتهائها.

على تلة مرتفعة في سديروت، أُقيمت منصة أُطلق عليها اسم "سينما سديروت"، مُجهّزة بمناظير مدفوعة الأجر تتيح رؤية مباشرة لشمال قطاع غزة.

مقابل خمسة شواقل، أي ما يعادل نحو 1.30 يورو، يستطيع الزائر استخدام المنظار لمراقبة ما يجري خلف الحدود، بينما تتجمع عائلات إسرائيلية، بمن فيهم أطفال، لمتابعة القصف والدمار والقتل بشكل "مباشر"، في مشهد يحوّل معاناة الفلسطينيين إلى "عرض سينمائي" مجرّد من أي بُعد إنساني.

هذا الموقع، المطلّ على قطاع غزة الذي تعرّض لقصف شبه متواصل لنحو عامين، أثار موجة انتقادات واسعة بعد أن نشر شخص يُعرّف عن نفسه باسم the.salukie، ويقدّم نفسه على أنه صحافي، وصانع أفلام وكاتب وناشط، ويعمل على تغطية الشأن الفلسطيني، مقطع فيديو من المكان عبر حسابه على منصتي "انستغرام" و "تيك توك".

في الفيديو، استخدم نبرة نقدية ساخرة، مشيرًا إلى وجود جنود إسرائيليين يشاهدون "عرضاً"، قبل أن يشير إلى المنظار الموضوع خصيصًا لمراقبة غزة، معتبرًا أن الأمر الأكثر فظاعة هو فرض رسم مالي لمشاهدة الفلسطينيين وهم يُقتلون.

الفيديو سرعان ما انتشر وأشعل غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وُصف المشهد من قبل مستخدمين كثر بأنه "لا إنساني" ويمثل "انحدارًا أخلاقيًا".

وبعض التعليقات التي رافقت الفيديو اعتبرت أن ما يحدث يكشف مستوى جديدًا من الوحشية، فيما وصف آخرون القائمين على هذه الممارسات بأنهم "مجموعة من المتوحشين والمرضى"، في تعبير عن صدمة أخلاقية تتجاوز حدود السياسة المباشرة.

تداعيات مستمرة للحرب في غزة

يأتي انتشار هذا الفيديو في سياق إنساني أشد قسوة داخل قطاع غزة نفسه، فرغم انتهاء الحرب رسميًا، لا تزال الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مستمرة منذ دخوله حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.

ووفق توثيق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سُجّل حتى الأحد الماضي 969 خرقًا ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي داخل القطاع. كما ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 71 ألفًا و266 قتيلًا، إضافة إلى 171 ألفًا و222 مصابًا.

إلى جانب الخسائر البشرية، تتفاقم الأزمة الإنسانية بفعل عوامل طبيعية وأخرى بنيوية. فقد أدت الأمطار الغزيرة والرياح القوية إلى غمر خيام أُقيمت في مناطق منخفضة واقتلاع أخرى، ما فاقم أوضاع آلاف النازحين، في ظل أوضاع معيشية هشّة أساسًا.

فلسطينيون يقفون قرب منطقة غمرتها المياه بعد أمطار غزيرة في مخيم عشوائي للنازحين في الزوايدة، وسط قطاع غزة، في 17 ديسمبر 2025.
فلسطينيون يقفون قرب منطقة غمرتها المياه بعد أمطار غزيرة في مخيم عشوائي للنازحين في الزوايدة، وسط قطاع غزة، في 17 ديسمبر 2025. Abdel Kareem Hana/ AP

ويترافق ذلك مع نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية، إضافة إلى تفاقم أزمة الغذاء وسوء التغذية، وسط تحذيرات من استخدام التجويع كوسيلة ضغط عبر منع وصول المساعدات بالكميات المتفق عليها لتغطية الاحتياجات.

كما يهدد النقص الحاد في الوقود تشغيل المرافق الحيوية، فيما أطلقت منظمات إنسانية تحذيرات متكررة من أزمة صحية حادة قد تؤدي إلى توقف الخدمات الطبية، في ظل الضغط المتزايد على القطاع الصحي واستمرار القيود المفروضة على الإمدادات الأساسية، فضلًا عن الدمار الاقتصادي الواسع الذي طال مختلف مناحي الحياة.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك محادثة

مواضيع إضافية

غزة في مفترق عام جديد.. منظمات دولية مهددة بالإقصاء و32% من الإسرائيليين بحاجة إلى دعم نفسي

غزة تحت النار.. واجتماع فلوريدا يبحث تغيير سياسات إسرائيل في الضفة الغربية

أمطار غزة تغرق خيام النازحين.. ونتنياهو إلى الولايات المتحدة بشروط جديدة