قال جيدي كروخ، الرئيس التنفيذي لـ "Leket Israel"، إن النتائج تكشف "فشلاً وطنياً بلا أي مبرر أخلاقي أو بيئي أو اجتماعي أو اقتصادي".
كشفت منظمة Leket Israel (أكبر منظمة لإنقاذ الغذاء في إسرائيل وتعمل أيضاً بمثابة بنك الغذاء الوطني) في تقريرها السنوي العاشر، بالتعاون مع وزارة حماية البيئة ووزارة الصحة وشركة BDO، أن نحو 40 في المئة من الغذاء في البلاد يُهدر، في وقت يعيش فيه أكثر من 1.5 مليون مواطن في حالة انعدام أمن غذائي. وتُظهر البيانات أن قيمة الغذاء المهدور خلال عقد واحد بلغت 64 مليار دولار، ما يعكس أزمة ذات طابع اقتصادي وأخلاقي وبيئي.
هدر بملايين الأطنان خلال عام واحد
ووفق التقرير، تخلّصت إسرائيل في عام 2024 وحده من 2.6 مليون طن من الغذاء بقيمة 26.2 مليار شيكل (7 مليارات دولار)، أي ما يعادل 39 في المئة من إجمالي الغذاء المنتج في البلاد.
وعلى مستوى المنازل، بلغت الخسارة 10 مليارات شيكل، بمتوسط سنوي يصل إلى 10,785 شيكلاً لكل أسرة. ويأتي ذلك فيما يكافح نحو 485 ألف أسرة لتأمين غذاء كافٍ ومغذٍ كل شهر.
تكاليف بيئية وصحية تتسع
ولا يقتصر الضرر على الجانب الاقتصادي. فالكلفة البيئية السنوية لهدر الغذاء تصل إلى 4.2 مليار شيكل، وتشمل هدر المياه والأراضي، وانبعاثات ملوثة، وتكاليف معالجة النفايات. أما الكلفة الصحية لانعدام الأمن الغذائي فتصل إلى 5.8 مليار شيكل، أي نحو 4 في المئة من ميزانية الصحة، ما يضيف ضغطاً كبيراً على نظام صحي يعاني من أعباء متزايدة.
تحول في السياسات
منذ تقرير مراقب الدولة عام 2015 الذي انتقد غياب سياسة وطنية لإنقاذ الغذاء، دفعت Leket Israel باتجاه إصلاحات مهمة، شملت إقرار قانون التبرع بالغذاء وتعديله، وإدراج الأمن الغذائي ضمن البرنامج الوطني، وتطوير أطر عمل مشتركة بين الوزارات. وفي عام 2025، أطلقت الحكومة أول خطة وطنية لخفض فقد الغذاء، بقيادة وزارة حماية البيئة وبالتعاون مع وزارة الزراعة، مع تحديد أهداف قابلة للقياس للحد من الهدر وتعزيز إنقاذ الغذاء.
"فشل وطني"
قال جيدي كروخ، الرئيس التنفيذي لـ Leket Israel، إن النتائج تكشف "فشلاً وطنياً بلا أي مبرر أخلاقي أو بيئي أو اجتماعي أو اقتصادي". وأضاف: "بعد عقد من الوعي، آن أوان العمل. يجب أن نتوقف عن رمي الطعام ونبدأ بإنقاذه". وأكد أن كل "شيكل واحد يُستثمر في إنقاذ الغذاء يعود بقيمة 10.7 شيكل على الاقتصاد الوطني".
وزيرة حماية البيئة إدِيت سيلمان وصفت الخطة الوطنية بأنها "خارطة طريق" لمعالجة واحد من أكبر تحديات منظومة الغذاء في إسرائيل. ورأت أن إنقاذ الغذاء يساعد في بناء اقتصاد مستدام، ويخفف العبء عن الأسر، ويقلص الفجوات الاجتماعية.
تحسين الوصول إلى المنتجات الطازجة
الدكتورة موران بلايشفِلد مغنازي من وزارة الصحة أكدت أن تحسين الوصول إلى الخضار والفواكه لدى الفئات الضعيفة يمكن أن يرفع مستوى الصحة ويُقلّص التكاليف العلاجية لاحقاً.
شِن هيرزوغ، كبير الاقتصاديين في BDO، حذّر من أن فقد الغذاء ساهم بارتفاع يقارب 15 في المئة في أسعار الفواكه والخضار منذ بداية الحرب، خاصة في المناطق الزراعية القريبة من غزة والشمال التي تنتج نحو 30 في المئة من المحاصيل. وأشار إلى أن الكلفة السنوية لفقد الغذاء ارتفعت من 18 مليار شيكل عام 2015 إلى 26 مليار شيكل اليوم، واعتبر غياب التمويل الحكومي "فشلاً مستمراً".