حفل رأس السنة الميلادية الذي أحيته أوركسترا فيانا فيلهارمونيك هذا العام بالعاصمة النمساوية كان من أكثر حفلات الموسيقى الكلاسيكية مشاهدة عبر العالم.
من أهم الأعمال الموسيقية التي عزفتها الأوركسترا في هذا الحفل نجد الأعمال الخالدة لعائلة ستراوس المعروفة يقول رئيس الأوركسترا و الذي يضطلع كذلك بمهمة عازف الكمان الأول في المجموعة. هذه الاعمال الموسيقية ولدت و انتشرت و اشتهرت انطلاقا من فيينا. انها موسيقى خاصة بهذه المدينة تعكس الى حد كبير طريقة تفكير و تخاطب سكان فيينا. أوركسترا فيينا ارتبطت منذ بداياتها بهذه الموسيقى. البعض منا نشأ و ترعرع على انغام موسيقى عائلة ستراوس و هي موسيقى شعبية الا أنها في الوقت ذاته تتطلب جهذا كبيرا من الناحية الفنية و نحن نسعى الى أن نقدم هذه الأعمال بالشكل الذي يليق بتاريخ عائلة فنية عريقة مثل عائلة ستراوس.
موسيقى أوركسترا فيينا فيلهارمونيك هي موسيقى الحلم و الحرية. فمنذ انبعاثها عام ألف و ثمانمئة و اثنين و أربعين لم يتم تعيين مدير قار لهذه الأوركسترا و انما أوكلت هذه المهمة الى الموسيقيين الذين يختارون كل مرة الرجل المناسب الذي سيعملون تحت أوامره. الموسيقار الفرنسي جورج براترحظي بشرف قيادة الأوركسترا في حفل رأس السنة في مناسبتين. أوركسترا فيينا تستقطب كبار الموسيقيين الذين ياتون من دول بعيدة أحيانا مثل الأسترالي التو طوبياس.
طريقة عزفي اليوم هي طريقة خاصة بمدينة فيينا يقول موسيقي من أصول أسترالية. و الحرية رمز هذه الأوركسترا هي ربما كل ما تبقى لي من جذوري الاسترالية التي تذكرني دائما بطفولتي هناك و ذكرى تلك السنوات التي كنت أمضي فيها تسعة أشهر كاملة في العام أتجول على الشواطئ حافي القدمين.
مدينة فيينا مدينة عاشقة للموسيقى منذ زمن طويل. كان للموسيقى دوما مكانة خاصة لدى عائلة هابسبورغ تماما مثل سكان فيينا.
عندما أتجول في المدينة. أقول في سري. لعل موزار مر من هنا من هذا المكان. بيتهوفن هو أيظا ربما متع ناظريه بجمال هذا القصر أو هايدن و براهمس كذلك أظن انهما تجولا طويلا في هذه الأماكن الجميلة. أعتقد أن العالم سيكون افضل حالا لو استمعنا بصدق الى هذه المعاني العظيمة التي يهديها ايانا الفن.