معرض في بيروت يلقي الضوء على ضحايا "مجهولي الهوية" للحرب في سوريا

الفنانة صفاء الست تحضر معرضها في بيروت
الفنانة صفاء الست تحضر معرضها في بيروت
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ضحايا "مجهولو الهوية" في معرض للسورية صفاء الست ببيروت

اعلان

هياكل عظمية مصاغة من حديد ونحاس لجرذ بقيت جثته في العراء دون أن يلتفت إليه أحد، وأخرى لببغاء استلقى على ظهره رافعا قوائمه وكأن صاعقة حلت به، وثالثة لطائر حمام أسبل جناحيه ورقد كشهيد على سراب السلام، باشق قتلته حرب البقاء، غزال وعنزة وبقرة وجاموس بقي منها الرأس والقرون وزرافة انتصبت بكامل طول هيكلها العظمي وكائنات أخرى كثيرة كانت يوما تصنع بحركتها الحياة لكنها ماتت تباعا لتبقى آثارها شاهدة على موت الحياة في الإنسان ذاته حين يعيش على هامش الحرب.

معرض صفاء الست في صالة نمر ببيروت

تلك الأعمال وغيرها قدمتها النحاتة السورية صفاء الست التي عرفت بأعمالها الفنية المعدنية التجميعية، في معرض استضافته صالة الفنون "نمر" في بيروت، بالتعاون مع "آرت أون ٥٦"، تحت عنوان "الموت يسكن قريباً مني" من 15 نوفمبر/ تشرين الثاني ويستمر إلى 22 كانون الأول 2017.

تعمل الفنانة السورية صفاء الست كما يعمل الحداد في قص المعادن لاسيما الحديد الذي يعتبر خامتها المفضلة إضافة إلى النحاس فتطوعه وتصقله وتلونه كما تشاء فكرة العمل، لكنها في معرضها الأخير تدخل إلى جانبه موادا أخرى لم يسبق لها استخدامها كالعظام والرزين، وذلك في عملين جاءا صادمين من حيث القسوة والوحشية، وهما عملان اعتمدا على قطع عديد، الأول بعنوان مائدة الطعام وتضمن قوائم أبقار صنعتها من الريزين ولونتها بألوان أثاث المطابخ الزاهية، وغرست بأعلاها أدوات المطبخ سكاكين وشوك ملاعق مقلاة .. في دلالة على وحشية البشر بافتراس الحيوانات وتقول صفاء:" نحن وحوش في مطابخنا.. واليوم نُقتل بالطريقة ذاتها التي نقتل فيها نحن الحيوانات لنأكلها".

طاولة الطعام، عمل للفنانة صفاء الست في صالة نمر ببيروت

أما العمل الثاني فهو عبارة عن خمس عشرة قطعة مؤلفة من سلال شبك معدني حوَّت مجموعات من العظام التي تمت معالجتها بمواد خاصة، ويشير هذا العمل بشكل غير مباشر إلى حالة الانتظار القاتلة التي يعيشها المدنيون في مناطق الحرب، حين يتحولون مع مرور الوقت إلى سلال من عظام لا حياة فيها .

اختارت صفاء الست التي ما تزال تعيش في دمشق، موت الحيوانات والطيور لتعبّر عن الموت اليومي للمدنيين أو ما أسمته "مجهولي الهوية"، هؤلاء الذين لا تصل أناتهم إلى نشرات الأخبار ولا إلى قوائم الضحايا، إذ يتركون للعراء ينهش أجسادهم مخلفا قطعا من عظام لا يعرف أصحابها.

والفنانة السورية صفاء الست من مواليد 1974، درست في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وتخرجت العام 1997. عملت لفترة قصيرة في تصميم الغرافيك متعدد الوسائط، ثم قررت أن تغني تجربتها الفنية بالاتجاه نحو فضاءات جديدة وطرقت باب النحت مستخدمة موادا وخامات متنوعة كالمعادن والخشب وغيرها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

افتتاح المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء بمشاركة 45 دولة ومصر ضيف الشرف

تشهد مسابقة البيانو الكلاسيكي الدولية عرض مواهب 70 عازفًا وعازفة

هل مات الموسيقار حلمي بكر مسموما؟ اتهامات تطال زوجته وجدلٌ حول مكان دفن الجثمان