مهرجان فاس للموسيقى الروحية يوحد ثقافات شعوب العالم ويحتفي بمعارف الأسلاف

مهرجان فاس للموسيقى الروحية يوحد ثقافات شعوب العالم ويحتفي بمعارف الأسلاف
بقلم:  Kawtar Wakil
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

مهرجان فاس للموسيقى الروحية يوحد ثقافات شعوب العالم ويحتفي بمعارف الأسلاف

اعلان

تحت شعار "معارف الأسلاف وتجديد مدينة فاس" ترأست الأميرة للا حسناء حفل افتتاح الدورة الـ 24 ل**مهرجان فاس للموسيقى الروحية.**

 حفل الافتتاح شكل مقاربة شعرية وموسيقية للعلاقة الخاصة القائمة في المدينة العلمية والروحية للملكة المغربية بين المعمار من  جهة والصناعة التقليدية، والفرق الصوفية والحرف من جهة أخرى.

وعرفت دورة هذه السنة مشاركة موسيقيين ومنشديين من جميع أنحاء المعمورة، إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا، وكانت فرصة لفنانين عالميين للابداع أمام جمهور متعطش لهذا الصنف الموسيقي في كل من باب ماكينة وساحة بوجلود، الحديقة الجناحية جنان السبيل أو القصور الفخمة العريقة.

دورة استثنائية انطلقت مع كوران بريكوفيتش ورسائله إلى سراييفو مرورا بالمبدع التونسي ظافر يوسف وألبومه ديوان الجمال والغرابة الذي يمزج بين فن الجاز الحديث والموسيقى العريقة والتنويم الصوفي، وصولا إلى الموسيقي الإسباني الشهير جوردي سافال الذي أبدع بعرض تحت عنوان ابن بطوطة، أما فرقة أورفوس 21 و فامتعت الجمهور بموسيقى من أجل الحياة والكرامة على نغمات الرقص التعبدي التيراتاني من الهند، ومجموعة تري بوساكا ساكلي، إضافة إلى غناء السفرديين من المقدس إلى المدنس، وأسدل المهرجان الستار على فعالياته مع صوفيتو دو كوسبل شوار من جنوب إفريقيا، في عرض بعنوان في قلب إفريقيا الصوفية.

التسامح والتعايش من خلال الفنون والموسيقى

عرف المنتدى الذي نظم بالموازاة مع المهرجان السنوي، مشاركة باحثين وكتاب وفلاسفة، أبرزهم إدغار موران وإزا جينيي وأحمد عيدون وسيمون الباز وفريدييك كالمس وجيرار كوردجيان ورايموند بنحاييم وبيرلا كوهين وفيديريكا فان إنغن والمعطي قبال.

المنتدى نظم انطلاقا من ثلاثة محاور تتمثل في الجماليات وارلموز وطريقة ونطاق الحياة الاجتماعية وفنون وإبداعات والهدف منهم حسب اللجنة المنظمة التسامح والتعايش من خلال الاعتماد على الموسيقى.

مؤسسة روح فاس

يتطلع المهرجان الذي بات رمزا للحوار بين الثقافات المختلفة والأديان، إلى الدعوة إلى التبادل وطرح التساؤلات اللازمة في عالم يعيش تحولات اجتماعية و اقتصادية وسياسية.

عبد الرفيع زويتن، رئيس مؤسسة المهرجان أكد ليورونيوز أن دورة هذه السنة تمثل رمزا للحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، خاصة وأن المهرجان صنف في العام 2001 من طرف الأمم المتحدة كواحد من التظاهرات الهامة التي تساهم في حوار الحضارات.

وأضاف زويتن أن دورة 2018 تربط التراث والموروث الصناعي المغربي الروحاني والإبداع المعاصر، من خلال مشاركة أكثر من عشرين دولة، والهدف من ذلك إبراز روح التسامح والتعايش من خلال لغة الموسيقى."

ظافر يوسف

تألق ظافر يوسف، عازف العود والمطرب التونسي خلال اليوم الثاني من المهرجان، ونجح في خلق أجواء استثنائية بأداء متميز على مسرح باب الماكينة.

ظافر قدم أجمل الأغاني والمعزوفات التي تضمنها ألبومه الأخير واختار له عنوان "ديوان الجمال والغرابة".

التونسي نجح في مزج الموسيقى العريقة والصوفية ما نال استحسان الجمهور بعد أزيد من ساعتين من السفر بعشاق هذا الصنف الموسيقي إلى عوالم روحانية.

جوردي سافال

وتحت عنوان "ابن بطوطة، رحالة الإسلام" تمكن الفنان والمبدع الإسباني جوردي سافال بمعية مجموعته الموسيقية هيسبيريون 21 من السفر بجمهور مهرجان فاس إلى عالم غرائبي على خطى الرحالة المغربي العالمي الشهير ابن بطوطة، من خلال إبداعاته الموسيقية مختلفة الأنماط.

واستطاع الجمهور المغربي والعالمي الذي حج على موقع باب الماكينة اكتشاف فن سافال والفرقة الموسيقية المتكونة من فنانين وموسيقيين من سوريا وتركيا والمغرب واليونان وبلغاريا وأرمينيا وبنغلاديش وإسبانيا.

وتواصلت العروض الفنية في العاصمة العلمية للمملكة عبر بوابة الموسيقى اللغة التي توحد العالم في تأكيد على التلاقح الثقافي والانفتاح على الآخر أي كانت جنسيته.

العروض الموسيقية التي قدمها مهرجان فاس للموسيقى الروحية، تميزت عن باقي العروض الفنية المقدمة في مهرجانات فنية نظمت في الوقت ذاته في المغرب، فالطابع الروحاني طغى على جميع العروض، وأضفى على أماكن عرض المهرجان أجواء من الهدوء والسكينة، باستثناء الحفلات التي خصصت للفن الشعبي المغربي.

فن عيساوة

وفي دار التازي كان جمهور مهرجان فاس على موعد مع فرقة الطريقة العيساوية التي أتحف أعضاؤها الجمهور بمجموعة من الأمداخ النبوية خلال سهرة خاصة استمتع خلالها الجمهور بالفن المغربي التقليدي.

الموسيقى الأندلسية

كما أطربت الموسيقى الأندلسية جمهور المهرجان، خاصة وأن الطرب الأندلسي يمتزج فيه الطابع الديني الفني بعبق التاريخ مانحا للجمهور أنغاما خاصة.

اعلان

هذا اللون الموسيقي معروف في المغرب بعدما انتقل إليه بعد سقوط الأندلس، وتعاطى له العلماء ورجال التصوف. فن يجمع الحس الفني والوقار والموروث الثقافي والزي التقليدي.

وأمتعت المجموعة جمهورها بقصائد شعرية صوفية شهيرة، وألوان شعرية استوحت الفرقة كلماتها من الحياة اليومية في المجتمع المغربي بين مزج المدح والغزل الرقيق وبين الموعظة.

كوسيل شوار

وأحييت فرقة كوسيل شوار، من جنوب إفريقيا الحفل الختامي للمهرجان في فضاء باب الماكينة.

وحولت الفرقة على مدار ساعة ونصف الساعة باب الماكينة إلى ساحة للموسيقى الإفريقية، بعدما انضمت إليها فرقة للأمداح من مدينة فاس.

وجعل أعضاء الفرقة الجنوب إفريقية من منصة باب الماكينة مسرحا للفرجة الإفريقية، تجاوب معها الجمهور بشكل كبير.

اعلان

وعلى إيقاعات إفريقية وأمداح صوفية اختتم مهرجان فاس للموسيقى الروحية فعاليات الدورة الرابعة التي استمرت على مدى 9 أيام، وشكلت لوحات فنية بهية وبرمجة استوحت مضامينها من موضوع ''معارف الأسلاف وتجديد مدينة فاس''.

**إقرأ المزيد على يورونيوز: **

الفنانة أحلام تتبرع بأجرها في مهرجان موازين العالمي إلى مؤسسات خيرية

فرقة مغربية تشارك في مهرجان مونبلييه للرقص في فرنسا

مهرجان الصويرة لموسيقى الغناوة حدثٌ اسثثنائي يتجدد كل عام

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شهوة العرش تنصر الشر على الخير وتتوج بوبيا في رائعة مونتيفيردي

ماجدة الرومي تتألق في ليالي الأرز اللبنانية

سويسرا تحتفل بالبوق في أكبر مهرجان عالمي