أوبرا "دون باسكواليه" ملهاة يعيشها أشخاص يخفون حقيقتهم ويمرون بقصص حب حزينة. كتبها، في عام 1842، المؤلف الإيطالي، غايتانو دونيزيتي، بعد أن أصيب بمرض قاتل، وتعتبر من أشهر الأعمال التي خلفها.
أوبرا "دون باسكواليه" ملهاةٌ يصنعها أشخاص يخفون حقيقتهم ويمرون بقصص حب حزينة. كتبها المؤلف الإيطالي غايتانو دونيزيتي، في عام 1842. يعرض العمل حاليا على خشبة دار الأوبرا بزيورخ. ويؤدي دوري البطولة فيه، مغنية السوبرانو الفرنسية جولي فوكس، والباريتون الألماني يوهناس مارتين كرانسله.
تبدأ القصة عندما يشعر دون بسكاليه أنه لا يحب وريثه الوحيد، إرنستو. لذلك يقرر الرجل الثري المسن الزواج بامرأة كي ترثه بدلا من ابن أخيه! الطبيب مالاتيستا يقنع دون باسكواليه بالزواج من أخته "سوفرونيا". لكن هذه الفتاة ليست إلا نورينا عشيقة إرنستو. بعد الزواج، تتحول حياة العجوز إلى جحيم لأنه يشعر أن زوجته الصغيرة في السن تخونه. وعندما يحاول أن يوقعها في المصيدة، ينقلب الأمر ضده. قصة مأساوية تقدم بقالب طريف!
مغني الباريتون، يوهناس مارتين كرانسله، أخبرنا عن شخصية دون باسكواليه التي يؤديها: "جميع العروض تظهر دون باسكواليه كشخص بائس يحمل قربة ماء ساخن طوال الوقت. لذا سألنا أنفسنا كيف لنا أن نرسم الشخصية بشكل مختلف عن المعتاد".
أما السبرانو جولي فوكس، فقالت لنا عن الشخصية التي أدتها: " دور نورينا ممتع جدا، لأنها طريفة. وقد أكدنا على الجانب الهزلي المبطن في هذا العمل. خلال العمل تقول الشابة إنها تعرف التعامل مع الرجال بشكل جيد. بنظرة واحدة تفهم إن كان عليها التظاهر بالبكاء أم التنهد أو إظهار الضعف". أما كريستوف لوي، مخرج العمل فقال عنها: "أردت إظهار نورينا كامرأة تكتشف أشياء جديدة في نفسها من خلال اللقاء مع دون باسكواليه، نوع من الضمير الأخلاقي!".
المخرج، كريستوف لوي، ركز على تعقيدات النفس البشرية، بدلاً من تقديم الصور النمطية المعتادة. وقد أشار إلى البعد التراجيدي في العمل لأن غايتانو دونيزيتي عندما بدأ بتأليفه كان قد أصيب بمرض قاتل، وبدأت أعراضه تظهرعلى جسده. كريستوف لوي قال عن ذلك: "أردت المزج بين مشاعر الوداع للحياة وبين لحظات البهجة التي تتيحها الحياة. كنت أبحث عن توازن بين الأمرين!".
البعض يعتبر أن الحكمة من العمل هي القول بأن على الكبار في السن عدم الزواج من السيدات الصغيرات، لكن المغنية فوكس لها رأي مخالف تماما، وقد أخبرتنا عنه قائلة: "أظن أن حكمة العمل هي أن الحب موجود في كل مكان".