تأتي الحادثة بعد أسبوعين فقط من حادثة أخرى هزّت الأوساط الأثرية، تمثلت في اختفاء إسوارة ذهبية أثرية من المتحف المصري بالتحرير تعود إلى عصر الانتقال الثالث.
كشفت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اختفاء لوحة أثرية نادرة تعود إلى عصر الأسر الفرعونية المتأخرة من مقبرة "خنتي كا" الشهيرة بسقارة.
وأوضح بيان الوزارة أن اللوحة اكتُشفت مفقودة مؤخراً، رغم أن عملية السرقة يُرجح أنها حدثت خلال عامي 2018 و2019.
وأكدت الوزارة أن الإدارة الأثرية أجرت تحقيقاً داخلياً مطولاً على مدار الأشهر الماضية، ورفعت تقارير مفصلة إلى الجهات المختصة التي أحالت الملف إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
وأشارت إلى أن اللوحة تُعد من القطع النادرة في التراث المصري القديم، حيث تصور جزءاً من النقوش الجدارية المتعلقة بتقويم وفصول السنة في مقبرة "خنتي كا"، إحدى المقابر المهمة في منطقة سقارة التي تعود إلى عصر الدولة القديمة.
وأضاف البيان أن اللصوص قاموا بقطع اللوحة من جدار المقبرة باستخدام منشار، في حادثة وصفها الخبراء بأنها جريئة وغير مسبوقة، ولم يلاحظ العاملون غيابها إلا أثناء عمليات جرد دقيقة للعُهد الأثرية في المنطقة.
وأوضحت الوزارة أن الجهات الأثرية بدأت منذ أسابيع بمراجعة دقيقة لجميع السجلات والدفاتر التاريخية لمقتنيات سقارة، بعضها يعود إلى ستينيات القرن الماضي، بهدف تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لاختفاء اللوحة ومطابقة أوصافها وصورها مع القطع المسجلة رسمياً لدى الوزارة.
إجراءات قانونية ومتابعة التحقيق
أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وإحالة القضية كاملة إلى النيابة العامة للتحقيق.
وأوضح أن المقبرة كانت مغلقة تماماً وتُستخدم كمخزن للآثار منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي، ولم تُفتح منذ عام 2019، مشيراً إلى تشكيل لجنة أثرية برئاسة الدكتور عمرو الطيبي، المشرف على آثار سقارة، للقيام بجرد كامل لمحتويات المقبرة.
وأضاف خالد أنه فور استلام تقرير اللجنة الأثرية، تم رفعه إلى النيابة العامة في نفس اليوم، مؤكداً أن وزارة السياحة والآثار تتابع مجريات التحقيق عن كثب بالتنسيق مع الجهات المختصة.
حادثتان أثريان متتاليتان
وتأتي هذه السرقة بعد نحو أسبوعين من حادثة أخرى أثارت ضجة واسعة، وهي اختفاء سوار ذهبي أثري من المتحف المصري بالتحرير، يعود إلى عصر الانتقال الثالث. وكشفت التحقيقات الإدارية أن إحدى العاملات، وهي أخصائية ترميم بالمتحف، قامت باختلاس السوار ثم مغادرة مقر العمل بهدف بيعه لاحقاً.
وأظهرت معاينة النيابة أن السوار يعود لعصر الانتقال الثالث، أي منذ نحو 900 عام قبل الميلاد، وهو مصنوع من الذهب الخالص ومرصع بحجر اللازورد النادر، وكان معروضاً في إحدى صالات المتحف قبل نقله إلى معمل الترميم استعداداً للعرض في أحد المعارض بالخارج.
ويُذكر أن منطقة سقارة الأثرية تقع على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب أهرامات الجيزة غرب القاهرة، وتُعد من أغنى المواقع الأثرية في مصر، حيث تضم مقابر ملكية وكهنة وأمراء من عصور مختلفة، بينها هرم زوسر المدرج ومجموعة من المقابر التي توثق بدايات تطور الفن الجنائزي في مصر القديمة.