في حفل مرموق هذا الشهر، كشفت السلطات في أوروبا عن أكثر المدن خضرة في البلاد، معلنة منحها جوائز بقيمة مليون يورو لدعم مشاريع الاستدامة فيها.
في 2 أكتوبر، تُوّجت مدينة هايلبرون الألمانية بلقب العاصمة الأوروبية الخضراء لعام 2027 خلال حفل توزيع الجوائز الذي استضافه المتحف الوطني للفنون في فيلنيوس.
وتقدمت هايلبرون، الواقعة في منطقة شتوتغارت، إلى صدارة القائمة بفضل تفوقها في معايير جودة الهواء والمياه، والحد من الضوضاء، والتكيف مع تغير المناخ، إضافة إلى قوة اقتصادها المستدام.
لماذا هايلبرون العاصمة الخضراء؟
واستحقت المدينة اللقب بفضل خطتها الشاملة التي دمجت إدارة الضوضاء وتحسين جودة الهواء ضمن مبادرتين رئيستين: خطة المناظر الطبيعية 2030 ومفهوم التنقل.
كما نوّهت لجنة التحكيم التابعة للمفوضية الأوروبية بأهداف هايلبرون الطموحة لعام 2035، وبالتعاون الإقليمي الذي أطلقته لتعزيز جودة الهواء والحد من الضوضاء فيها.
وعليه، ستتلقى المدينة الألمانية جائزة مالية قدرها 600,000 يورو لتوظيفها في تطوير برامجها البيئية وتنفيذ المزيد من التدابير المستدامة.
مدن أخرى على قائمة التقدير
إلى جانب هايلبرون، فازت كل من مدينة أسن الهولندية ومدينة سيينا الإيطالية بـ جائزة الورقة الخضراء المخصصة للمدن الصغيرة التي يقل عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، مع حصول كل منهما على منحة قدرها 200,000 يورو.
وأشاد المنظمون بمدينة أسن لالتزامها القوي بسياسات إعادة التدوير والتخفيف من آثار تغير المناخ، وبـ"إجراءاتها المبتكرة لإدارة النفايات"، مثل تعزيز جمع كراتين البلاستيك والمعادن والمشروبات.
وقالت المفوضية الأوروبية أن المدينة نجحت في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بفضل تحديث المباني، وإزالة الكربون من العمليات البلدية، وتنفيذ مشاريع مبتكرة مثل حديقة الطاقة.
وأضافت: "يمثل الطريق السريع للدراجات إلى جرونينجن مثالًا بارزًا على مشاريع التنقل المستدام، ويجسد التزام مدينة أسن بخفض الانبعاثات."
أما مدينة سيينا الإيطالية، فقد شاركت أسن الميدالية الذهبية بفضل مساحاتها الخضراء الواسعة، والاستخدام المستدام للأراضي، ومعدل إعادة التدوير المتميز الذي خفّض كمية النفايات المرسلة إلى المكبات إلى 1% فقط.
سفراء التحول الأخضر
أجرت لجنة التحكيم، التي ضمت ممثلين عن المفوضية الأوروبية، لجنة الأقاليم، الوكالة الأوروبية للبيئة، ميثاق رؤساء البلديات للمناخ والطاقة، والمكتب البيئي الأوروبي، مقابلات مع المدن المرشحة النهائية.
وأشادت اللجنة كذلك بمدن مثل ديبريسين (هنغاريا)، كلاغنفورت على بحيرة فورتيرسي (النمسا)، بينيدورم (إسبانيا) وسان كوينتين (فرنسا) على التزامها الملحوظ بتعزيز الاستدامة الحضرية في مجتمعاتها.
وقالت مفوضة البيئة ومرونة المياه والاقتصاد الدائري التنافسي، جيسيكا روزوال: "تُمنح جائزتا العاصمة الخضراء الأوروبية والورقة الخضراء الأوروبية كل عام تقديرًا للمدن التي تسعى لتكون في طليعة الاستدامة الحضرية والبيئية. هذه المدن ببساطة نماذج يُحتذى بها."
وختمت بقولها: "يسعدني أن أهنئ هايلبرون وأسن وسيينا على فوزها بهذه الألقاب لعام 2027. إنه اعتراف ومسؤولية في الوقت ذاته — أنتم سفراؤنا الجدد للتحول الأخضر."