مازالت مياه الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة تغمر الطرق السريعة والرئيسية في الإمارات العربية المتحدة، فيما كان مطار دبي يعمل بدوره على استعادة عملياته العادية، كما تحاول السلطات جاهدة أن يستعيد الناس النسق العادي لحياتهم اليومية.
كان المسافرون المغادرون للبلاد على متن رحلات شركة الطيران الإماراتية منعوا من التسجيل يوم ضربت العاصفة المنطقة، بسبب الفيضانات، ولكن يوم الخميس سمح لهم بدخول المطار.
بسبب مناخها الصحراوي الجاف، تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة نزول أمطار قليلة، ورغم ذلك، هبّت عاصفة عاتية كان خبراء الأرصاد الجوية يحذرون منها منذ أيام في الإمارات السبع للبلاد، وبحلول نهاية يوم الثلاثاء، هطلت أكثر من 142 ملليمتر من الأمطار على دبي على مدار 24 ساعة، فيما شهدت مناطق أخرى تساقطات أعلى نسبة.
وسرعان ما غمرت المياه أنظمة الصرف الصحي في الإمارات العربية المتحدة، مما أدى إلى إغراق الأحياء والمناطق التجارية وحتى أجزاء من طريق الشيخ زايد السريع المكون من 12 مساراً والذي يمر عبر دبي.
ولمواجهة الكارثة البيئية قال حاكم أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم أبو ظبي، إن السلطات "ستعمل بسرعة على دراسة حالة البنية التحتية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة والحد من الأضرار الناجمة".
لم تقدم السلطات أي معلومات عن الأضرار الإجمالية أو الإصابات الناجمة عن الفيضانات التي أودت بحياة شخص واحد على الأقل.
البنية التحتية ومياه الفيضان
يعرف عن السلطات الإماراتية إحداثها أنظمة تحكم عن بعد، في معالجة مياه الصرف الصحي منذ سنة 2020 (وتحديدا في جبل علي)، وفق إدارة شبكة ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي في بلدية دبي، لكن يبدو أن التحدي الذي تواجهه البلاد اليوم والناجم عن التغيرات المناخية على الأرجح، هو أكبر من ذلك بكثير.
ففيما تواصل السلطات المحلية في البلاد من التخفيف حجم أضرار الفيضان على الأهالي، تحدث مستخدمون للإنترنت عن بدء مراجعة مشاريع البنية التحتية لتعزيز أنظمة الصرف الصحي، وتقليل مخاطر الفيضانات في المستقبل، من خلال أنظمة خاصة قادرة على استيعاب مياه الفيضان.
فيضانات غير مسبوقة
وأثارت الفيضانات تكهنات بأن حملة الإمارات العربية المتحدة لاستمطار السحب، من خلال نشر طائرات صغيرة المواد الكيميائية عبر السحب بهدف الحصول على الأمطار، ربما ساهمت في حدوث الطوفان، إلا أن الخبراء قالوا إن أنظمة العواصف التي أنتجت الأمطار كانت متوقعة مسبقاً، وإن استمطار السحب وحده لم يكن ليتسبب في مثل هذه الفيضانات.
وقال خبير الأرصاد الجوية في مؤسسة ييل للأرصاد الجوية جيف ماسترز، إن الفيضانات في دبي كانت ناجمة عن نظام ضغط منخفض قوي غير عادي، تسبب بعديد العواصف الرعدية الممطرة.
ويقول العلماء أيضاً أن التغير المناخي مسؤول عن العواصف الشديدة والجفاف والفيضانات وحرائق الغابات حول العالم. ووصفت صحيفة "ذا ناشيونال" المرتبطة بالدولة في أبو ظبي في افتتاحيتها يوم الخميس الأمطار الغزيرة، بأنها تحذير لبلدان منطقة الخليج العربي من أجل "حماية مستقبلها من التغيرات المناخية"، وقالت الصحيفة: "إن المهمة شاقة، لأن مثل هذه التغييرات تنطوي على تغيير البيئة الحضرية لمنطقة لم تشهد منذ أن كانت مأهولة بالسكان سوى الحرارة والرمال".