أعاصير آسيا وموسم أمطارها الكارثي.. ما السبب خلف هذه الظواهر؟

كشفت صحيفة الغارديان في تقرير مفصل أن أعاصير مدارية اجتمعت مع أمطار موسمية غزيرة، تسببت في دمار واسع النطاق في عدد من مناطق قارة آسيا، وأسفرت عن مقتل نحو 1000 شخص وتشريد مئات الآلاف، في واحدة من أسوأ الكوارث المناخية التي تشهدها المنطقة هذا العقد.

ووفقاً للتقرير، كانت أجزاء من الأرخبيل الإندونيسي من بين أكثر المناطق تضرراً. حيث قُتل 442 شخصاً على الأقل جراء فيضانات بدأت قبل حوالي أسبوع، مع توقعات بارتفاع هذا العدد. وأدى الحدث إلى نزوح قرابة 300 ألف شخص، وتضرر ما يقرب من 3000 منزل، بينها 827 دُمّرت بالكامل أو جرفتها المياه.

وأظهرت مقاطع فيديو، تداولتها منصات التواصل الاجتماعي من جزيرة سومطرة، سكاناً وهم يتدافعون عبر حواجز متهاوية وطرق مغمورة وزجاج محطم للحصول على الطعام والدواء والوقود. كما شوهد آخرون يخوضون في مياه وصلت إلى مستوى الخصر للوصول إلى متاجر تالفة.

ونقلت الغارديان عن المتحدث باسم الشرطة، فيري والينتوكان، قوله إن شرطة المنطقة نُشرت لاستعادة النظام، موضحاً أن أعمال النهب حدثت قبل وصول المساعدات اللوجستية، حيث لم يكن السكان على علم بقدوم المساعدات وخشوا المجاعة.

سريلانكا: أسوأ كارثة منذ عقدين

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة الغارديان أن عدد القتلى في سريلانكا بسبب الفيضانات والانهيارات الطينية الناجمة عن إعصار "ديتواه" قفز إلى 334 شخصاً، مع بقاء نحو 400 شخص في عداد المفقودين. وأعلن مركز إدارة الكوارث في البلاد تأثر أكثر من 1.3 مليون شخص بهذه الأمطار القياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الكارثة تعد الأسوأ التي تضرب سريلانكا منذ عشرين عاماً، حيث بدأ حجم الدمار الحقيقي في المناطق الوسطى الأكثر تضرراً بالظهور مع قيام فرق الإغاثة بإزالة العوائق عن الطرق.

تفاعل نادر للأعاصير يزيد الكارثة تعقيداً

وأوضح تقرير الغارديان أن الأمطار الغزيرة المعتادة في هذه الفترة من السنة تفاقمت بسبب تشكل إعصاري "كوتو" و"سينيار" بشكل نادر، مما ضخّ هواءً رطباً ودافئاً وازاد من حدة الهطول.

ونقلت الصحيفة عن أندري رامداني من وكالة الأرصاد والمناخ والجيوفيزياء الإندونيسية قوله إن تشكل إعصار "سينيار" في مضيق ملقا حدث "نادر"، وإن كان قد تكرر أكثر في السنوات الخمس الماضية، مشيراً إلى أن قرب إندونيسيا من خط الاستواء يجعلها نظرياً أقل عرضة لتشكل الأعاصير المدارية.

وبحسب خبراء فأن أزمة المناخ العالمية غيّرت أنماط العواصف، لا سيما من حيث مدة الموسم وشدّته، ما يؤدي إلى هطول أمطار أشد غزارة، وفيضانات مفاجئة، ورياح عنيفة أكثر من السابق.

تداعيات الكارثة في دول أخرى

وبحسب ما أوردته الغارديان، امتدت التأثيرات إلى دول أخرى:

تايلاند: أعلنت وزارة الصحة العامة عن ارتفاع حصيلة الفيضانات في الجنوب إلى 170 قتيلاً. وسجلت محافظة سونغكلا العدد الأعلى من الوفيات (131).

وتلقت مدينة هات ياي 372 ملم من الأمطار في 21 نوفمبر، وهو أعلى معدل في يوم واحد منذ 300 عام. وذكرت الصحيفة وجود انتقادات محلية لإدارة ملف الفيضانات، مما أدى إلى تعليق عمل مسؤولين.

فيتنام: أعلنت السلطات عن مقتل ثلاثة أشخاص إثر غرق قاربين بسبب الأمطار التي حملها إعصار "كوتو". وتسببت أمطار غزيرة في الأسابيع الأخيرة بفيضانات في مناطق وسط البلاد، أحدثت أضراراً بملايين الدولارات. وتتوقع الأرصاد مزيداً من الهطول في مناطق لم تتعافَ بالكامل.

ماليزيا: لقي شخصان حتفهما في فيضانات غطت أجزاء من ولاية بيرليس الشمالية، ولا يزال حوالي 18,700 شخص في مراكز الإخلاء.

استجابة الحكومات وجهود الإغاثة

ونقلت صحيفة الغارديان عن رئيس سريلانكا، أنورا كومارا ديساناياكي، الذي أعلن حالة الطوارئ، قوله: "نواجه أكبر وأصعب كارثة طبيعية في تاريخنا، وبالتأكيد سنبني وطناً أفضل مما كان عليه من قبل".

كما أشار التقرير إلى قيام آلاف من أفراد الشرطة والجيش في سريلانكا بتوزيع الطعام وفتح الطرق وإيواء النازحين.

وفي تايلاند، ذكرت الصحيفة أن السلطات تعمل على تقديم المساعدات وتقديم تعويضات للأسر التي فقدت أفراداً.