يشكّك خبراء آخرون، من بينهم أنطونيو ألونسو، المدير السابق للمعهد الوطني للطب الشرعي في إسبانيا، في المنهجية العلمية للدراسة، مشيرين إلى أنها لم تقدّم بيانات تحليلية كافية.
على مدى قرون، ساد اعتقادٌ بين المؤرخين أن رسالة كريستوفر كولومبوس -التي أوصى فيها بإبقاء ممتلكاته في جنوة الإيطالية لعائلته "لأنه جاء منها وولد فيها"- تشير إلى أن هذه المدينة هي مسقط رأسه. إلا أن بعض الباحثين شككوا في هذه الفرضية، معتقدين أن الأمر قد يكون أكثر تعقيداً.
ففي العام الماضي، دعمت دراسة طويلة الأمد، قادها عالم الأدلة الجنائية خوسيه أنطونيو لورينتي من جامعة غرناطة رواية مغايرة، تشير إلى أن كولومبوس ربما لم يكن إيطالي الأصل، بل وُلد في إسبانيا لأبوين من أصول يهودية.
وقد عرض هذه الدراسة فيلم الوثائقي بعنوان "الحمض النووي لكولومبوس: أصله الحقيقي"، بُث على قناة (TVE) الإسبانية العامة.
ومع ذلك، يشكك خبراء آخرون مثل أنطونيو ألونسو، المدير السابق للمعهد الوطني للطب الشرعي في إسبانيا، في المنهجية العلمية للدراسة، مشيرين إلى عدم تقديم بيانات تحليلية كافية.
ومن المعروف تاريخياً أن كريستوفر كولومبوس كان يُدعى أصلاً كريستوفورو كولومبو، ووُلد في جنوة الإيطالية عام 1451. ومع ذلك، ظهرت نظريات بديلة تشير إلى أنه ربما كان يهوديًا يمارس معتقداته بشكل سري، ووُلد في إسبانيا خلال فترة الاضطهاد الديني.
ويعتمد مؤيدو هذه النظرية على تفسيرات لغوية لرسائل كولومبوس وملاحظات في وصيته. وقد زعم فريق لورينتي أن تحليلات الحمض النووي المأخوذ من رفات أقارب كولومبوس تشير إلى أصول إسبانية أو يهودية سفاردية. إلا أن هذه النتائج لا تنفي بشكل قاطع ولادته في جنوة، كما أنها لم تحدد مكاناً محدداً لمولده في أوروبا.
ومن المثير للاهتمام أن هجرة اليهود من إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر تزامنت مع رحلة كولومبوس التاريخية، مما يطرح تساؤلات حول إمكانية وجود صلة بين الحدثين.
وعلى الرغم من الجدل العلمي المستمر، تظل القصة السائدة هي أن كولومبوس كان بحاراً إيطالياً استطاع جذب دعم الأسرة المالكة الإسبانية، ليصبح شخصية تاريخية مثيرة للجدل حتى يومنا هذا.