حركة"وقوفاً في الليل": سلطة المواطنين

حركة"وقوفاً في الليل": سلطة المواطنين
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في 31 آذار / مارس، حركة جديدة واسعة النطاق ولدت ضد مشروع قانون العمل في فرنسا هي “ وقوفاً في الليل”.

في 31 آذار / مارس، حركة جديدة واسعة النطاق ولدت ضد مشروع قانون العمل في فرنسا هي “ وقوفاً في الليل”.
الاعتصام في ساحة الجمهورية في باريس وتنظيم الجمعيات العامة في الموقع، مبادرة يغذيها نجاح الفيلم الوثائقي “ ميرسي باترون” للمخرج الفرنسي فرانسوا روفين. أسباب مختلفة أدت إلى ظهور هذه الحركة في المدن الفرنسية، لكنها تبدو كما لو أنها ستتوقف. حاليا، هناك مناقشة لمشروع قانون العمل
في مجلس الشيوخ. هل استمرار حركة” وقوفاً في الليل” يتطلب أن تصبح حزبا سياسيا كحزب بوديموس، الذي ولدت منح حركة “ الساخطون“؟ *

التظاهرات مشهد مألوف في فرنسا. هذه المرة ف
ي باريس احتجاجا على مشروع قانون العمل الجديد الذي يثير الكثير من الغضب.
وفقا للحكومة، انه يهدف إلى دعم التوظيف بينما ترى النقابات أنه يصب في مصالح أرباب العمل فقط.
الكفاح مستمر منذ اشهر على شكل مسيرات وإضرابات. حركة جديدة ظهرت أيضاً هي: “ وقوفاً في الليل.”

لمعرفة المزيد، مراسلة يوروينوز فاليري زابرزكي توجهت إليهم، سألت أحدى المشاركات في حركة المواطنيين :” قلتم انكم تتوقعون هذه اللحظة منذ ثلاث سنوات ؟”

صوفي تيسيي، مواطنة مشاركة في حركة المواطنين، أجابتها قائلة:“حركة “ وقوفاً في الليل” هي تعبير عن شعب يدرك أن النظام السياسي لم يعد مناسبا، ويدرك بضرورة أن يأخذ زمام السياسة.”

اما هيلانا أوغاميس، مشاركة في حركة المواطنين أيضاً، فقالت “ كثير من الناس يعتبرون أن قوة حركة “ وقوفاً في الليل” هي تأسيس ميدان ليعود الخطاب العام عاماً.”

مشهد مألوف آخر أيضاً: مواجهات بين الفوضويين وقوات شرطة مكافحة الشغب. ما يحدث هو تعبير عن رسالة هي:” آراء المواطنين لم تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المسؤولين السياسيين”.

بعد التظاهرة، يورونيوز توجهت إلى ساحة الجمهورية التي اصبحت مقراً لاعتصام المحتجين منذ 31 من مارس / آذار .
هنا، الاشتباكات في نهاية التظاهرة لا تعد مفاجأة.

“هذه الحركات العنيفة متأصلة في جميع التظاهرات. تظاهرت كثيراً، وكانت هناك دائماً احداث كهذه في النهاية . هذا لا يقلقني كثيراً.“، جول راغينو من حركة المواطنين.

حركة وقوفاً في الليل تريد أن توفر فرصة التحدث لكل شخص. جمعيات عمومية تجتمع في ساحة الجمهورية يومياً. اليوم، يتحدثون عن أساليب العمل والتصويت عليها. وهناك لجان، تناقش موضوعات أخرى. “” وقوفاً في الليل” هي حركة تطالب بالافقية والمساواة بين الجميع. لا توجد مكافاة الأقدمية أو الخبرة. هناك أشخاص كانوا هنا منذ البداية، وآخرون جاءوا لاحقاً، وهناك من هم في الطريق والذين سيصلون من بعد. ليس هذا ما سيحدد أهمية الأشخاص.” يضيف جول راغينو.

منذ انطلاقها قبل شهرين ونصف، الحركة تجذب شخصيات مختلفة وتوحد العديد من الأسباب.
التعليم والهجرة وحقوق المرأة … الجميع يحاول الاستفادة من هذا المنبر للتعبير عن مطالبه وتشجيع الآخرين على الانضمام لهم.

فاليري زابرزكي، يورونيوز:“في ساحة الجمهورية، في حركة “وقوفاً في الليل” هناك موسيقيون وحماة البيئة ومعاضو الراسمالية والتجارة الحرة. من خلال جمعيات ولجان مختلفة كل شخص له حرية التعبير لكن من دون أجندة سياسية أو زعيم، فهل سيكون لها تأثير اجتماعي حقاً؟”

للإجابة على هذا السؤال توجهنا إلى مدينة مرسيليا حيث يشارك اليوم فرانسوا روفين مخرج فيلم “ميرسي باترون “.

الفيلم يروي قصة زوجين كانا يعملان في مجموعة LVMH للألبسة، فقدا وظيفتهما بسبب ترحيل المصنع. الزوجان مهددان بفقدان منزلهما. والمخرج يساعدهما
في وضع خطة حيز التنفيذ لإيجاد حل لمشكلتهما مع مدير المجموعة بيرنارد أرنو، الذي يعد أغنى رجل في فرنسا.

الفيلم يتناول صراعات مختلفة، مخرج الفيلم يقول إنه شارك بحركة” وقوفاً في الليل” منذ ظهورها. الناشط ومخرج الفيلم، فرانسوا روفين، يقول: “طوال جولات ما قبل العرض فيلم” ميرسي باترون“، كان هناك شعور بوجود الكثير من الطاقة، وفي النهاية، يتساءل الناس:” ماذا يمكننا أن نفعل؟” كان هناك اقتراح هو التظاهر ضد قانون العمل، سنعتصم في مكان ما. وهذا هو ما حدث في 31 من آذار/ مارس. الاعتصام في ساحة الجمهورية بدأ بعرض فيلم “ ميرسي باترون” مساء اليوم ذاته.”

على وجه الخصوص، تحت قيادة فرانسوا روفين، تم تنظيم الحركة وتوسعت في مدن أخرى فرنسية أخرى أيضاً.
بالنسبة لهذا العضو في “ وقوفاً في الليل” ، كل شيء يعتمد على الأفراد.

المواطن كامل، ضمن حركة” وقوفاً في الليل“، يقول: “ في حركة “ وقوفاً في الليل“، المواطن يأخذ زمام المبادرة. هناك روائييون، ومسرحيات، بفضل فيلم” ميرسي باترون”
، كل شخص وضع حجرة. هناك محامون، وكثير من الأشياء الصغيرة التي تحدث. أعتقد أن على عالم المثقفين هنا الإلتقاء بالعالم الاجتماعي. وهذا هو الأهم.”

اما الناشط والمخرج فرانسوا روفين، فيضيف قائلاً:“أنا مع سياسة الخطوات الصغيرة. لكني أعرف وجود الشعور بالعجز احياناً. المهم هو اظهار القدرة على الفوز أحياناً، والفيلم وضح هذا. اوضح امكانية الفوز بشيء ضد أشخاص أقوياء. اذا، الناس يقولون لربما اننا أقوى مما نعتقد، وربما هم أكثر هشاشة مما نعتقد. الأمر يتعلق بإعادة هذا الدرس، لكن بطريقة أكثر ضخامة، هذا ما حاولت القيام به في المعركة ضد قانون العمل.” لكن هل هذه الخطوات الصغيرة ستحقق نتائج دون أن تؤدي هذه الحركة إلى حزب سياسي على غرار ما حدث في مكان آخر؟

الكثير يقارن هذه الحركة الفرنسية بالحركة الأمريكية “احتلوا وول ستريت” في خريف 2011 أو الساخطون التي ولدت في حزب بوديموس. كاتب العلوم السياسية غايل بروستيه كتبت كتاباً عن حركة” وقوفاً في الليل.” مراسلة يوروينوز فاليري سابرزكي، توجهت له بالسؤال:” هل حركة “ وقوفاً في الليل” تحتاج إلى حزب سياسي فرنسي كحزب بوديموس؟”

غايل بروستيه، اجاب قائلاً:“يعتقد البعض ان أسوأ ما يمكن أن يحدث في حركة “ وقوفاً في الليل” هو حزب بوديموس، لأنه حزب راديكالي في الأصل، هذه الأحزاب الراديكالية الجديدة خانت فكر “ الساخطون“، أننا نستطيع تغيير العالم دون الاستيلاء على السلطة.
أي طموح للاستيلاء على السلطة هو خيانة لتطلعات الثورة التقدمية. انها في ثقافة حركة” وقوفاً في الليل” منذ البداية، لكنها ليست من بين حقائقها. هناك آخرون يعتقدون بضرورة دخول المؤسسات لتغيير الأشياء تدريجيا. “

بانتظار هذا، مشروع قانون العمل، بعد تعديل جزئي، يسير نحو البرلمان: قد يتم التصويت عليه في أوائل شهر تموز/ يوليو في مجلس الشيوخ. لذا، بعض الناس يقولون إن الحركة أظهرت حدودها، ولربما الوقت قد حان للذهاب “إلى الفراش”. هيلينا أوغاميس، حركة” وقوفاً في الليل، تقول:” لا أعرف ما إذا كانت حركة” وقوفاً في الليل” ستستمر أم لا. لكني أعرف أنه مهما حدث فيما بعد، التجربة أتاحت للناس أن يدركوا أن لديهم ما يقولونه.
لديهم شيء لاستثماره في السياسة وأنه ليس شأناً خاصاً. لنفترض أن حركة “ وقوفاً في الليل” قد فشلت، ستكون هناك تحديات أخرى في السنوات المقبلة.
الناس سيتذكرون ما حدث هنا، سيتذكرون أن لديهم قوة كمواطنين. مهما كان الشكل الذي ستتخذه الحركة في الأيام أو الأسابيع المقبلة، هناك معنى لها بالنسبة لنا.”

في باريس، الشك يحوم حول حركة “ وقوفاً في الليل” بينما يدور الحديث في المحافظات عن فشلها في انتشارها في الأحياء الشعبية.
اليوم، ثلثا الفرنسيين يعتقدون أن الحركة ستنتهي سريعاً.

Nuit debout

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

قاضية سابقة تحدث ثورة في طريقة ترأسها لبلدية مدريد

حركة " وقوفاً في الليل" ستسمر حتى وان أصبحت غير مرئية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات