كيف تتحرك الدبلوماسية الصينية في العمق الأوروبي من خلال المساعدات الطبية؟

كيف تتحرك الدبلوماسية الصينية في العمق الأوروبي من خلال المساعدات الطبية؟
Copyright Marton Monus/MTVA
Copyright Marton Monus/MTVA
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

في شهر مارس، عندما كانت جائحة كوفيد 19 تضرب أوروبا أصدر الاتحاد الأوروبي قراراً بحظر تصدير الإمدادات الطبية إلى بلغراد ما جعله يواجه انتقادات لاذعة في داخل صربيا.

اعلان

في شهر مارس، عندما كانت جائحة كوفيد 19 تضرب أوروبا أصدر الاتحاد الأوروبي قراراً بحظر تصدير الإمدادات الطبية إلى بلغراد ما جعله يواجه انتقادات لاذعة في داخل صربيا. وعندما وصلت شحنة من أدوات الاختبارالصينية قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش : 

الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش:

"أصبح من الواضح أن أوروبا بالكاد تستطيع حماية نفسها من دون الصين" مضيفا أن بلاده " كانت تنتظر إخوانها الصينيين"..قبل أن يقوم "فوتشيتش" بتقبيل العلم الصيني إعرابًا عن "امتنانه العميق لدعم ومساعدة الصين لبلاده" على حد قوله.

الأمر نفسه ينسحب على المجر حيث استقبل رئيس وزراء المجر فيكتور أوروبان، الطائرة التي نقلت خلال مارس الماضي المساعدات الطبية لمكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" في مطار بودابست، والتي شملت عددا من الأدوات الطبية والكمامات وآلات تشخيص الجديدة.

في تلك الأثناء أرسلت بكين أيضا أطباء وأدوية وأجهزة إلى صربيا وإيطاليا وإيران والعراق وعشرات الدول الأخرى التي تعاني من فيروس كورونا. كما هبطت طائرات من الصين في فيينا ومطارات أوروبية أخرى، حاملة أدوات طبية ومعدات تنفس.

الصين متهمة بسوء إدارة جائحة الفيروس

انتقد كثيرون في الدول الغربية الصين متهمين بكين بسوء إدارة جائحة الفيروس لكن البلد الذي استشرى فيه أولا فيروس كورونا يحاول اليوم اعتماد ما أصبح يطلق عليه ب"دبلوماسية الاقنعة" لتغيير الصورة لكن تلك المساعدات يمكن أن ينظر إليها أيضا على أنها رسائل سياسية  تتخفى وراء استراتيجية مدروسة مفادها أن بكين حليف سخي وفعال في وقت الشدائد.

مساعدت الصين تجد أراضي خصبة في صربيا والمجر

لكن المساعدات الصينية وجدت أيضا أراضي خصبة في صربيا والمجر حيث يرتبط بعض القادة السياسيين الشعبويين بعلاقات وطيدة مع الصين و روسيا في آن معا.  من جانب آخر لقيت شحنات المساعدة الصينية استحسانا في إيطاليا وإسبانيا وهولندا وسلوفاكيا ، على الرغم من أن بعض الشحنات الصينية لمجموعات اختبار فيروسات التاجية وأقنعة الوجه تبين أنها غير دقيقة كما هو الحال مع اسبانيا حيث.نقلت صحيفة "إل بايس" :أن أنابيب الفحص التي استوردتها إسبانيا من شركة بيوأيسي الصينية تكتشف 30 بالمائة فقط من حالات الإصابة بفيروس كورونا".

استياء من تنامي " القوة الصينية العظمى"

كما لم يخف بعض المسؤولين الأوروبيين استياءهم من تنامي " القوة الصينية العظمى" المتهمة بأنها تتمدد في العمق الأوروبي لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية .

صراع على السلطة عبر تشويه الوقائع؟

في 24  مارس، أعرب جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية  عن استيائه من "الصراع العالمي على (كيفية) رواية الأحداث" و"الصراع على السلطة" القائم عبر "تشويه" الوقائع و"سياسة السخاء". وذكّر  بأنه إذا كانت هناك اليوم "محاولات لتشويه سمعة" أوروبا، ففي يناير كانت الأزمة صينية متركّزة في هوباي "وتفاقمت بسبب إخفاء مسؤولين في الحزب (الشيوعي) الصيني معلومات أساسية". مضيفا أن "أوروبا قدّمت المساعدة للصين كما تفعل الأخيرة اليوم".

الصين تصف الانتقادات بالمثيرة للسخرية

وبعد تهاطل الانتقادات نددت الصين حينها بتصريحات مناوئة واصفة ما يقال عن نوايا الصين الخفية بأنه " مثير للضحك".ورفض مسؤولون صينيون مرارا مزاعم بأن بكين تسعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال تقديم المساعدة الطبية لدول أخرى ، قائلين إن المزاعم ناتجة عن تصورات خاطئة عميقة الجذور لأهداف الصين في الغرب.   وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ "سمعتُ مرات عدة الغربيين يذكرون كلمة "دعاية" بالنسبة إلى الصين. أرغب في أن أسألهم: عمّا يتحدثون تحديداً؟". وسألت "ماذا يريدون؟ أن تبقى الصين مكتوفة اليدين أمام هذا الوباء الخطير؟".

صربيا تقلل من مساعدات أوروبا

في صربيا ، قلل المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي والمسؤولون ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة من ملايين اليورو التي قدمت على شكل منح وقروض من بروكسل وأشاد وا بالمساعدات الصينية. كما طالبت تيارات من المعارضة بالكشف عن المساعدة التي تقدمها الصين ومقارنتها بتلك التي تقدمها بروكسل.

ومع ذلك ، فإن اقتراح رئيس الوزراء الصربي بإقامة نصب تذكاري لتكريم الصداقة  الصينية-الصربية خلال الوباء  لقي استجابة هزيلة من بعض الصرب الموالين للغرب. حيث علق أحدهم : "هل سنقوم ببناء أمجاد  لأولئك الذين تسببوا في انتشار الوباء العالمي؟"

الصين تفعل  نفوذها السياسي والاقتصادي في جنوب شرق أوروبا

كانت كل من صربيا والمجر بوابات مهمة إلى أوروبا بالنسبة للصين من خلال مشاريع البنية التحتية والمشاريع الاستثمارية. تعمل الصين منذ سنوات على زيادة نفوذها السياسي والاقتصادي في جنوب شرق أوروبا من خلال مشاريعها الاستثمارية العالمية منها مبادرة الحزام والطريق هي المبادرة الصينية التي قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر، من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.

الاستثمارات الصينية في صربيا

تشمل استثمارات الصين في صربيا ما يقدر بـ 6 مليارات دولار في شكل قروض لبناء الطرق السريعة والسكك الحديدية ومحطات الطاقة بالإضافة إلى عقود لإدخال شبكة الجيل الخامس ومعدات تكنولوجية أخرى. 

الحكومة المجرية أشادت بالصين والدول الآسيوية الأخرى. كما قلل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ووزراء آخرون من المساعدة التي قدمها أعضاء الاتحاد الأوروبي لبلاده .   قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان إن بلاده "لم تتلق مساعدات من بلدان الاتحاد الأوروبي لمواجهة وباء كورونا كما هو منشود".  لكن بروكسل تقول على عكس ذلك وترى "أن الحكومة في بودابست تحصل على مبالغ تقدر بالمليارات سنويا من بروكسل. كما استخف أوربان بالذين"ينتقدون السلطات الاستثنائية الممنوحة لقيادة المجر خلال حالة الطوارئ التي أعلنت بسبب الوباء". 

ففي نهاية مارس صادق برلمان المجرعلى قانون يمنح فكتور اوربان، رئيس الوزراء المعروف بتوجهاته القومية، سلطات جديدة واسعة يقول إنه يحتاج إليها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد. قال وزير الخارجية بيتر سيزيجارتو: "إن كل أوروبا ، بما في ذلك أوروبا الغربية ، تنتقد دائمًا بشكل غير عادي وكثيرًا ما تعطينا دروسا في الديمقراطية لكن الجميع يقف في الطابور لشراء الكمامات والمعدات الطبية من الصين..من المحتمل أنه بعد نهاية ازمة كورونا سوف نعيد تقييم السياسيات الأوروبية".اما الرئيس التشيكي ميلوس زيمان ، المعروف بمواقفه المؤيدة لروسيا والصين فقال في خطاب متلفز في 19 مارس أن "الصين كانت الدولة الوحيدة التي ساعدتنا في توصيل المعدات الطبية الواقية".

كما حذرت مجموعة من الخبراء عبر تقرير نشر هذا الشهر من ان  "الصين كانت نشطة بشكل متزايد في المجالات السياسية والاقتصادية في المنطقة" في المنطقة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

اليونان تحارب على جبهات لإنقاذ قطاع السياحة من الإفلاس

صندوق النقد الدولي يتوقع تراجع النمو العالمي بسبب كورونا ويلوح بأسوأ ركود منذ 1930

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا