ما هي دول الاتحاد الأوروبي التي تتأهب لمساعدة أوكرانيا عسكريا ولماذا ترفض ألمانيا تزويدها بالأسلحة؟

قوات الدفاع الإقليمية الأوكرانية ، تشارك في مناورة عسكرية بالقرب من كييف في 25 ديسمبر 2021
قوات الدفاع الإقليمية الأوكرانية ، تشارك في مناورة عسكرية بالقرب من كييف في 25 ديسمبر 2021 Copyright SERGEI SUPINSKY/AFP or licensors
Copyright SERGEI SUPINSKY/AFP or licensors
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

في الوقت الذي ترفض موسكو الاتهامات بأنها تخطط لغزو أوكرانيا، مقابل توجيه دول غربية اتهامات لروسيا بأنها تستعد لغزو جارتها، طلبت كييف من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المساعدة العسكرية.

اعلان

في الوقت الذي ترفض موسكو الاتهامات بأنها تخطط لغزو أوكرانيا، مقابل توجيه دول غربية اتهامات لروسيا بأنها تستعد لغزو جارتها، طلبت كييف من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المساعدة العسكرية.

وكانت روسيا قد حشدت أكثر من 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، ما أثار اتهامات من الولايات المتحدة ودول أوروبية بأنها تستعد لغزوها. من جهتها، ترفض موسكو الاتهامات بأنها تخطط لغزو جارتها لكن الولايات المتحدة حذّرت من أن موسكو حشدت 70 في المئة من القوات التي قد تحتاجها لتنفيذ توغل واسع النطاق.

ومع ذلك، لا تزال مسألة تزويد أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة أي عدوان عسكري محتمل من قبل روسيا، تعتبر إشكالية ، ذلك أن بعض الدول الأوروبية ترفض إرسال أسلحة إلى مناطق النزاع و الأزمات، بذريعة "وقف التصعيد".

ألمانيا ترفض تزويد أوكرانيا بالأسلحة

رفضت الحكومة الألمانية الطلبات المتكررة من قبل أوكرانيا بالحصول على أسلحة دفاعية قالت إنها بأمسّ الحاجة إليها، فيما اكتفت برلين بإرسال 5 آلاف خوذة واقية فقط بدلاً من 100 ألف كانت قد طلبتها كييف.

كما قالت الحكومة الألمانية إنها "لم ترسل أسلحة إلى أوكرانيا؛ لأنها لا ترسل أسلحة فتاكة إلى مناطق الأزمات والنزاعات، وهي لا تريد تأجيج الموقف".

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء أنه يتوقع عقد قمة قريبا مع قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا، في مسعى لـ"وضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا" حسب قوله.

لم يخف عمدة كييف فيتالي كليتشكو خيبة أمله من الموقف الألماني. وكتب فيتالي كليتشكو في مقال نشرته صحيفة بيلد الألمانية "هذا تقاعس عن المساعدة وخيانة مصدرها الأصدقاء، حصلت في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه بلدنا بسبب التهديد الذي تشكله حشود القوات الروسية".

لوكسمبورغ تحذو حذو ألمانيا

وفي هذا السياق، قال وزير خارجية لوكسمبورغ ، جون أسيلبورن : "أعتقد أنه من الخطأ حقًا إخبار الناس أنه يمكن مواجهة التفوق العسكري الروسي على أوكرانيا من خلال إرسال الأسلحة لكييف".

ويقول مسؤولون أوكرانيون إن هناك حاجة ماسة إلى أي أسلحة بغية تعزيز القدرات العسكرية الدفاعية لأوكرانيا. من ناحية أخرى، يمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعم دول البلطيق وجمهورية التشيك وبولندا لتلقي الدعم العسكري.

بولندا ستزود أوكرانيا بقذائف لأنظمة الدفاع الجوي

في بداية الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش موراوسكي أن بلاده ستزود أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي محمولة وطائرات مسيرة وغيرها من الأسلحة الدفاعية.من مثل صواريخ غروم Grom (منظومة صاروخية بولندية محمولة مضادة للطائرات)، وأنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار التي تستخدم للأغراض الدفاعية.

يعتقد ياغو رودريغيز، المحلل السياسي المقيم في بروكسل أن "بولندا أرسلت بالفعل طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا، وهي طائرات تحلق فوق منطقة، وتنتظر اي تحركات من الهدف قبل أن تهاجم بعد ذلك"

كما أوردت وسائل إعلام أن وارسو أرسلت صواريخ غروم المحمولة المضادة للطائرات، وهي أسلحة موجهة حراريًا كما يمكنها التصويب نحو الطائرات على بعد ثلاثة كيلومترات، كما تستخدم هذه الأسلحة بشكل أساسي ضد الدبابات لإبطاء هجوم بري محتمل.

جمهورية التشيك

وافقت الحكومة التشيكية قرارها في 26 يناير على تزويد أوكرانيا بأكثر من 4000 قذيفة مدفعية من عيار 152 ملم، و تقدر قيمة الأسلحة 1.7 مليون دولار أمريكي.

كما أعلنت لاتفيا وليتوانيا أنهما على استعداد لتزويد أوكرانيا بصواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات، ومعدات أخرى لتعزيز القدرات العسكرية الدفاعية لأوكرانيا.

إستونيا تعتزم التبرع بكمية غير محددة من صواريخ "جافلين"

كما قالت إستونيا إنها تعتزم التبرع بكمية غير محددة من صواريخ "جافلين" المضادة للدروع . لكن في يناير/كانون الثاني، منعت ألمانيا إستونيا، وهي دولة حليفة لها في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من تقديم دعم عسكري لأوكرانيا، عبر رفض إصدار تصاريح لتصدير أسلحة ألمانية المنشأ إلى كييف، التي تستعد لغزو روسي محتمل.

وأشار مسؤول حكومي إستوني إلى أن الحكومة ما زالت تحاول إقناع ألمانيا بتغيير رأيها. ومن المفارقات أيضًا، أن ألمانيا تعد واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم ولديها ضوابط صارمة على مكان إرسال الأسلحة.

ألمانيا قدمت مساعدات اقتصادية لأوكرانيا

ألمانيا نفسها، أرسلت مؤخرًا 5 آلاف خوذة واقية فقط إلى أوكرانيا، بالنسبة لـ ياغو رودريغيز، المحلل السياسي المقيم في بروكسل فإن هذه المساعدة القادمة من ألمانيا هي "سياسية" بالدرجة الأولى. مضيفا أن ألمانيا قدمت مساعدات اقتصادية لأوكرانيا، لكن " عدم الرغبة في إرسال السلاح لا تعني اختيار مسار السلام، إنها تعني عدم الاستعداد لدعم أوكرانيا بأي ثمن" حسب قوله.

وجدير أن المستشار الألماني أولاف شولتز أكد في وقت سابق من هذا الشهر، أن برلين "قدمت أكثر من ملياري يورو في غضون سنوات قليلة إلى كييف كمساعدات اقتصادية".

اعلان

مواقف إسبانيا و هولندا والدنمارك

رفض ألمانيا إرسال أسلحة إلى أوكرانيا يناقض مواقف حلفاء آخرين، مثل إسبانيا التي أرسلت فرقاطة إلى البحر الأسود، أو الدنمارك، التي نقلت طائرات مقاتلة إلى ليتوانيا وحرّكت فرقاطة إلى شرق بحر البلطيق، فقد قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن إن بلادها "لن ترسل في الوقت الراهن جنودا إلى أوكرانيا"

في حين حركت هولندا كتائب عسكرية إلى مناطق دول أخرى في الناتو وليس صوب الأراضي الأوكرانية في مسعى لـ" ردع روسيا في حال نشوب أي هجوم محتمل ضد أوكرانيا"، كما يقول المسؤولون الهولنديون.

ماذا تقول معاهدات الاتحاد الأوروبي الدفاعية؟

بالنسبة لـ ياغو رودريغيز، المحلل السياسي المقيم في بروكسل "من غير المعقول أيضًا أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من مساعدة أوكرانيا عسكريًا للدفاع عن حدودها، ففي معاهدات الاتحاد الأوروبي، لا يمكن للتكتل التدخل سوى دفاعا عن دولة عضو أخرى تعرضت للعدوان ".

أما أولكسندر سوشكو، مدير مؤسسة النهضة الدولية في كييف فأوضح لنا قائلا: "لا أؤمن بالاحتلال الكامل لأوكرانيا فالسكان يعارضون ذلك وليس لدى موسكو موارد كافية" وأضاف " يمكن أن تحاول إنشاء نظام على الطراز البوسني، أي إرساء معالم دولة منقسمة وغير فعالة، وفي هذه الحال ستتحكم روسيا في أجزاء من أوكرانيا" حسب قوله.

أوكرانيا.. دولة "رائدة" في التصنيع العسكري

اعلان

كانت أوكرانيا ، حتى سنوات قليلة مضت، واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم. وعندما كانت أوكرانيا جزءًا من الاتحاد السوفياتي السابق، أنتجت 30٪ من الأسلحة السوفياتية حينهات.

يعمل بقطاع التصنيع العسكري في أوكرانيا مليون عامل موزعين عبر أكثر من 750 مصنعًا على مستوى البلاد. في عام 2012 ، كانت كييف رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم ويعتبر العملاء الرئيسيون لكييف في مجال استيراد العتاد العسكري : باكستان والصين وروسيا. كما أنتجت كييف قطع غيار لأنظمة الأسلحة، ولكن لم تكن لديها صناعة قادرة على إنشاء تصنيع عسكري بنظام متكامل، بالإضافة إلى ذلك، واجهت أوكرانيا مشكلة رئيسية أخرى وهي استشراء الفساد بشكل لافت للنظر.

الدعم الأمريكي

قدمت الولايات المتحدة 2.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ عام 2014. كما أرسل الناتو مدربين عسكريين لتدريب القوات الأوكرانية. حصلت أوكرانيا من الولايات المتحدة على صواريخ جافلين (FGM-148 Javelin) أمريكية الصنع حيث تعول كييف على هذه الصواريخ بشكل كبير لصدّ الغزو الروسي المحتمل. لكن عقد الصفقة الموقع بين واشنطن و كييف، يحظر استخدام هذه الأجهزة في حالات "القتال".

أوروبا التي تعتمد على روسيا في إمداداتها من الغاز، لا تريد مواجهة عسكرية.، لكن مع تصعيد روسيا لتهديداتها ضد أوكرانيا باتت مصادر الطاقة أحدث سلاح في سياق هذه الأزمة من طرف موسكو.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الرئيس الأوكراني يتوقع عقد قمة مع قادة روسيا وفرنسا وألمانيا قريبا

هل الضمانات الأمنية كفيلة بدفع أوكرانيا لتتخلى عن السلاح النووي؟

ما الإجراءات التي تسبق تفعيل آلية ربط ميزانية الاتحاد الأوروبي بالمعايير الديمقراطية الأساسية؟