نظم أعضاء بالحزب الشيوعي الروسي مسيرة في شوارع موسكو الجمعة، لإحياء ذكرى ضحايا اقتحام البيت الأبيض الروسي في أكتوبر 1993، وقام المشاركون في المسيرة بوضع الزهور عند النصب التذكاري
وقال غينادي زوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي الروسي، في كلمة له: "ما حدث في أكتوبر 1993 كان انقلاباً على الدستور وعلى الشرعية، لقد دمر يلتسين ومجموعته نظاماً سياسياً كاملاً وقتلوا المئات من المواطنين الأبرياء الذين دافعوا عن الديمقراطية الحقيقية".
وفي السياق ذاته، قال فلاديمير كاشين، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي: "الدرس الأساسي من أحداث 1993 هو أن الديمقراطية الغربية التي روج لها يلتسين كانت مجرد غطاء لتدمير الدولة السوفيتية وسرقة ثروات الشعب، نحن اليوم نواصل النضال من أجل العدالة الاجتماعية ومن أجل روسيا قوية ومستقلة".
وقال أحد المشاركين في المسيرة: "نحن هنا دفاعاً عن الدستور السوفيتي، أصدقاؤنا كانوا هنا، وكنا نحن أنفسنا هنا، وسقط منا شهداء".
وتعد المواجهة التي استمرت عشرة أيام في أكتوبر 1993، والتي نشأت عن الصراع بين الرئيس السابق بوريس يلتسين والحكومة، من أكثر أحداث القتال الشوارع دموية في تاريخ موسكو، حيث قتل أكثر من 140 شخصاً وأصيب أكثر من 400 آخرين.
وأضاف مشارك آخر: "هذا ليس مجرد يوم للذكرى. إنه نضالنا من أجل روسيا، من أجل الغد، من أجل مستقبل مشرق لبلدنا وشعبنا. إذ لولا الحزب الشيوعي الروسي وأولئك الرجال الذين وقفوا ضد حكم يلتسين آنذاك، من الصعب تخيل ما كان يمكن أن يحدث لروسيا".
وأكد مشارك آخر: "جئنا هنا لتكريم ذكرى من ماتوا دفاعاً عن الحكومة السوفيتية، عن دستورنا الذي انتهكه يلتسين وشركاؤه"
وتعود أحداث أكتوبر 1993 إلى الأزمة الدستورية التي نشبت بين الرئيس آنذاك بوريس يلتسين والمجلس الأعلى للسوفييت ، حيث أصدر يلتسين مرسوماً بحل البرلمان، ما أدى إلى تمرد نواب المعارضة بقيادة نائب الرئيس ألكسندر روتسكوي ورئيس البرلمان رسلان غاسبولاتوف، واستمرت المواجهات لعشرة أيام، انتهت باقتحام القوات الموالية ليلتسين مبنى البرلمان، البيت الأبيض، باستخدام الدبابات.
وقد أشارت التقديرات الرسمية إلى مقتل 147 شخصاً وإصابة أكثر من 400 آخرين خلال المواجهات، بينما تؤكد مصادر المعارضة أن العدد الحقيقي للضحايا يتجاوز 1500 شخص، ويعتبر الشيوعيون وأنصارهم أن هذه الأحداث مثلت نهاية الحقبة السوفيتية وبداية عصر جديد من "الرأسمالية المتوحشة" في روسيا.