أفاد تقرير لوكالة "بلومبرغ" بأن دولًا أوروبية تعمل على إعداد مقترح من 12 بندًا يهدف إلى إنهاء الحرب الروسية استنادًا إلى خطوط القتال الحالية، تمهيدًا لتقديمه إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإشراف عليه.
ألغى البيت الأبيض خططه لعقد لقاء قريب بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعدما كان الزعيم الجمهوري ينتظر الاجتماع ببوتين خلال "أسبوعين تقريبًا" في بودابست، كما أعلن في وقت سابق.
وبدت لهجة ترامب حادة حين تطرّق إلى اللقاء المرتقب، قائلًا: "لا أريد أن أعقد اجتماعًا بلا جدوى.. لا أريد إضاعة الوقت، لذا سنرى ما سيحدث".
في المقابل، أوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن أي لقاء محتمل قد يستغرق وقتًا للتحضير، معتبرًا أن اجتماعًا كهذا "سيحتاج إلى استعداد جدي وتحضيرات دقيقة".
واتهم مبعوث بوتين الخاص للاستثمار والتعاون الاقتصادي، كيريل ديمترييف، في منشور على منصة "إكس"، وسائل الإعلام "بتحريف التعليقات المتعلقة بـ"المستقبل القريب" لتقويض القمة المرتقبة"، مضيفًا أن "التحضيرات لا تزال مستمرة" لعقد الاجتماع بين ترامب وبوتين.
يأتي ذلك بعد أن ظهر التوتر بشكل واضح حيال تصريحات مسؤولي واشنطن وموسكو بشأن لقاء بوتين–ترامب، إذ كان من المقرر أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين، سيرغي لافروف وستيف ويتكوف، بشكل تمهيدي، إلا أن الاجتماع أُلغي.
وقد نقلت وسائل إعلام عن مصادر أن ذلك يُعقّد احتمال لقاء الزعيمين، وربما يعود لاختلاف في الرؤى حول مسألة إنهاء الحرب، غير أن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، علّق لاحقًا على الأنباء المتداولة بقوله: "لا يمكن تأجيل شيء لم يُتفق عليه أصلًا."
خطة أوروبية
في غضون ذلك، أفاد تقرير لوكالة "بلومبيرغ" بأن دولًا أوروبية في طور إعداد مقترح مكوّن من 12 بندًا لإنهاء الحرب الروسية استنادًا إلى خطوط القتال الحالية، وتقديمه إلى ترامب للإشراف عليه.
وقالت مصادر للوكالة إن المقترح ينص على التزام روسيا بوقف إطلاق النار ووقف التقدم الميداني، على أن تُرفع العقوبات عنها بشكل تدريجي، وتستعيد نحو 300 مليار دولار من احتياطات البنك المركزي المجمّدة.
في المقابل، ستحصل كييف على ضمانات أمنية وأموال لإصلاح أضرار الحرب، ومسار للانضمام السريع إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عودة جميع الأطفال المرحَّلين إلى أوكرانيا وتبادل الأسرى، كما ستشارك روسيا في إعادة الإعمار.
وتقترح الخطة أيضًا أن يبدأ الجانبان مفاوضات حول إدارة الأراضي المحتلة، مع تأكيد أوروبا أنها لن تعترف بأي احتلال روسي لأوكرانيا.
مع ذلك، ذكرت مصادر أمريكية أن روسيا لا تزال متمسكة بشروطها السابقة لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، وقد أرسلت مطلع الأسبوع بيانًا أسمته "الوثيقة غير الرسمية"، تضمَّن مطالبها بالسيطرة الكاملة على منطقة دونباس الأوكرانية.
زيلينسكي في السويد
يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السويد، الأربعاء، من أجل توقيع اتفاق لـ"تصدير" أسلحة، وفقًا لما أعلنته الحكومة السويدية.
ويلتقي زعيم كييف برئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في مدينة لينكوبينغ، المقر العام لشركة "ساب" لصناعات الدفاع التي تنتج طائرات "غريبن".
وكان كريسترسون قد كتب في وقت سابق على منصة "إكس": "وجود أوكرانيا قوية وقادرة يمثل أولوية رئيسية بالنسبة إلى السويد، وسنواصل الحرص على أن تكون أوكرانيا قادرة على الرد على العدوان الروسي."
وقد علّقت السويد في العام الماضي خططها لإرسال مقاتلات من طراز "غريبن" إلى أوكرانيا، ردًا على طلب من الدول الشريكة لإعطاء الأولوية لطائرات "إف-16" الأمريكية.
الوضع الميداني
ميدانيًا، قُتل شخصان في كييف في هجوم جوي روسي استهدف صباح الأربعاء العاصمة الأوكرانية، بحسب ما أعلن رئيس الإدارة العسكرية المحلية.
كما تعرّضت مقاطعة تشرنيهيف الأوكرانية، اليوم الأربعاء، لهجوم روسي كبير بواسطة 20 طائرة مسيّرة، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في بلدة نوفوخورود-سيفيرسكي، وفق حاكم المقاطعة فياتشيسلاف تشاوس.
في غضون ذلك، قال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كوستيانتينيفكا في مقاطعة دونيتسك، سيرهي هوربونوف، في منشور على "فيسبوك" إن الهجمات الروسية أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة آخر في المدينة، فيما ذكر حاكم مقاطعة سومي، أوليه هريهوروف، أن هجومًا بطائرة مسيّرة روسية أدى إلى إصابة تسعة أشخاص في المقاطعة.
وقد انقطعت الكهرباء عن مئات الآلاف من السكان في مقاطعة تشرنيهيف الأوكرانية، وكذلك عن نحو ألف شخص في منطقة كامينكا–دنيبروفسكا بمقاطعة زابوروجيا الأوكرانية المحتلة، بسبب تبادل الطرفين للضربات.
واستنكرت وزيرة الطاقة الأوكرانية، سفيتلانا غرينتشوك، "الهجوم الضخم" الذي شُنّ صباح الأربعاء على منشآت الطاقة في البلاد.
كما أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في منشور على "فيسبوك"، أن القوات الأوكرانية استهدفت مصنعًا كيميائيًا في مدينة بريانسك الروسية، مضيفةً أن "نتائج الضربة لا تزال قيد التقييم".
من جهة أخرى، أعلن الحاكم المعيَّن من قبل روسيا في منطقة خيرسون المحتلة جنوبي أوكرانيا، فلاديمير سالدو، أن هجومًا أوكرانيًا أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين في بلدات خاضعة للسيطرة الروسية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" عن السلطات المحلية مقتل شخص في قرية نوفوسترويفكا-بيرفايا بمنطقة بيلغورود الروسية.