شهدت مدينة روبيه بالقرب من ليل في شمال فرنسا، عملية سطو اليوم بعدما اقتحم عدد من اللصوص متجر مجوهرات في وسط المدينة واحتجزوا صاحب المتجر وزوجته لفترة وجيزة قبل أن يفرّوا بالغنيمة.
وقدّرت الشرطة قيمة المسروقات "بين 500 ألف ومليون يورو" (بين 580 ألفًا و1.2 مليون دولار)، فيما فُتح تحقيق يشمل تهم الخطف والجريمة المنظمة والابتزاز المسلّح.
وفي واقعة منفصلة، فجّر عدد من الأشخاص خزنة مخصّصة لنقل الأموال داخل المكتب البريدي الرئيسي في روبيه، قبل أن يلوذوا بالفرار وبحوزتهم الحقيبة التي كانت موجودة في الداخل.
وتبيّن لاحقًا أنّ الحقيبة لم تضمّ سوى أكياس فارغة، في وقت أوقفت الشرطة ستة أشخاص على خلفية العملية.
سرقة متحف اللوفر
تأتي هذه السرقات بعد ضجة أحدثتها عملية اقتحام متحف اللوفر الشهر الماضي، حين تمكّن أربعة لصوص من تنفيذ سطو في وضح النهار مستخدمين رافعة للوصول إلى نافذة في معرض أبولو، قبل تحطيمها وانتزاع ثماني قطع ملكية لا تُقدَّر بثمن خلال دقائق.
وأثارت العملية إحراجًا كبيرًا للسلطات الفرنسية، خاصة أنها وقعت بعد وقت قصير من افتتاح المتحف صباحًا، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول فعالية إجراءات الحماية داخل أحد أشهر المتاحف في العالم.
وكشفت التحقيقات عن ثغرات أمنية هيكلية، إذ أظهرت تقارير رسمية أن أنظمة الحماية غير مجهّزة بما يكفي لمواجهة محاولات التسلل والسرقة، وأن بروتوكولات التدخل بدت قديمة وغير فعّالة.
ووجّه نقابيون وبرلمانيون انتقادات حادة للجهات المسؤولة، معتبرين أن ما حدث يشكّل "فشلًا فادحًا" في حماية الإرث الوطني، فيما وصف سياسيون يمينيون العملية بأنها "إذلال لا يُحتمل".
وعمدت إدارة المتحف لاحقًا إلى نقل جزء من المجوهرات إلى خزائن تابعة لبنك فرنسا، بالتوازي مع خطة لتعزيز الأمن عبر حواجز مضادة للمركبات وأجهزة استشعار متطورة.
مع توسّع التحقيق، أعلنت المدعية العامة في باريس العثور على آثار حمض نووي في موقع السطو، مشيرة إلى احتمال أن تكون العملية من تنفيذ شبكة منظّمة تضم عناصر متمرّسة وربما "عقولًا مدبّرة".
ورغم توقيف مشتبه بهم، لم يُعثَر حتى الآن على المجوهرات المسروقة التي تُقدَّر قيمتها بـ88 مليون يورو (نحو 102 مليون دولار).