تحديات التنافسية الأوروبية

تحديات التنافسية الأوروبية
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

القدرة التنافسية لشركة ما يعني الإنجذاب إلى سلعها وخدماتها. استطرادا، حين نتحدث عن القدرة التنافسية لبلد ما، هذا يعني ، عن كافة شركاته.
هناك بعدان : التنافسة السعرية
وغير السعرية .
التنافسية السعرية هي قدرة الشركات على تقديم منتجات أقل تكلفة من منافسيهم. إنها تعتمد على :

• تكاليف الإنتاج التي تعتمد على إنتاجية الشركات
• وأسعار الصرف التي تجعل من المنتج أكثر أو أقل تكلفة في الخارج
• وتكاليف النقل . التنافسية غير السعرية هي قدرة الشركات على تقديم المنتجات التي تتميز بالنوعية أو القدرة على الإبتكار.
لقياس ربح أو خسارة القدرة التنافسية لبلد ما، نقارن تطور تكاليف الإنتاج أو اسعار الإنتاج المحلي مع منتجات في أماكن أخرى. لكن هذا لا ياخذ بعين الاعتبار سوى
التنافسية السعرية .
قياس القدرة التنافسية غير السعرية أعقد .
بالإمكان أن ننظر إلى تطور الإنتاجية التي تاخذ بعين الإعتبار تكاليف الإنتاج وتعكس القدرة على الابتكار ايضاً ، وجودة البنى التحتية أو العمل، مثلاً.
في السوق الأوربية الموحدة، المواطن الأوربي يتمتع بمستويات معيشية عالية. لذلك بالإمكان مقارنة التنافسية الأوربية بقطعة من الشوكولاته صنعت في إثنين
وعشرين مليون شركة ولها سوق يمثل أكثر من 500 مليون مستهلك . لكن وصفة الشوكولاته غير موحدة في الاتحاد الأوروبي، لذلك كيف نحافظ على القدرة
التنافسية رغم الفوارق الهيكلية ؟
بروكسل ، العاصمة العالمية للشوكولاته . بضعة مئات من الأمتار المربعة جمعت أكبر العلامات التجارية في البلاد. العلامات الشهيرة في أوروبا.
ليونيداس هي الأقدم .منذ 100 عام هذه العلامة التجارية لم تتغير.
للحفاظ على القدرة التنافسية، قيمة الشوكولاته البلجيكية تتمثل في الحفاظ على الصناعة التقليدية الفريدة من نوعها . تكلفة الشوكولاته هي ستون في المائة من المواد الخام وأكثر من ثلاثين في المائة من القوى العاملة … خبرة مكلفة لكن من الصعب تقليدها.
تسعون في المائة من مبيعات هذه العلامة التجارية في منطقة اليورو … ماتبقى فقط يذهب إلى الولايات المتحدة واليابان و الصين. ثلاث دول من الدول الكبرى
المصدرة للمنتجات الغذائية البلجيكية. السوق الأوروبية لها الأولوية بسبب عدم وجود الحواجز التجارية.

الصادرات تمثل اربعون في المائة من مبيعات ليونيداس، واثنان وخمسون في المائة من المبيعات تمثل كافة الصناعات الغذائية البلجيكية.
في اوربا، ، بلجيكا هي الدولة التي شهدت زيادة في منتجاتها الغذائية خلال السنوات العشر الماضية ..
انه أحد القطاعات القليلة التي شهدت زيادة في خلق فرص عمل .
شركات مثل ليونيداس شجعت التنافسية في بلادهم … لكن العقبات كثيرة ! بإيما مارتشيغاليا، المعروفة باسم سيدة أعمال ايطاليا الحديدية- الرئيس التنفيذي
المشارك لمجموعة مارتشيغاليا و رئيسة أعمال أوروبا. تتحدث عن التحديات الرئيسية التي تواجه التنافسية الأوروبية.

إيما مارتشيغاليا :
“ التحديات هي ، قبل كل شيء، الإبتكار. فهم كيفية صناعة المنتجات الجديدة. التحدي الثاني هو خلق فرص عمل وتدريب الأشخاص، أشخاص جيدون . والتحدي الثالث هي التدويل. غزو أسواق جديدة ينمو فيها عدد المستهلكين.
المشكلة هي القدرة التنافسية بطريقة موحدة. كمثال، علينا إعتماد سياسة اوربية موحدة للطاقة. هذا غير ممكن، في بلد ما سعر الطاقة مرتفع للغاية بينما في بلد آخر
على العكس، منخفض جداً. مثال آخر هو ما نطلق عليه السوق الداخلية . على سبيل المثال، ليس من الجيد وجود بعض مشاكل عمل في فرنسا أو ايطاليا تختلف عن
الموجودة في المانيا أو المملكة المتحدة. لذلك لخلق فرص متكافئة نحن بحاجة إلى المزيد من أوربا .
“علينا إتباع سياسات موحدة في مجال البحوث والتنمية ، وفي البنية التحتية – لذلك أعتقد ان فكرة التنافسية هي للتمكن من منافسة السوق الخارجية ايضاً. ليس من
الجيد ان نفهم ما يحدث داخل أوروبا فقط ولا نحاول أن نفهم ما يجري، في الولايات المتحدة وآسيا مثلاً.
في بعض الأحيان، الأوروبيون أقل إبتكاراً من الولايات المتحدة مثلاً. لذلك علينا ان نكون في غاية الإبتكار.
أقل بيروقراطية ! ربما يجب ان نخفض 30 ٪ من القوانين غير المجدية على مستوى الدول الأعضاء وعلى المستوى الأوروبي . في دول الجنوب ، الشركات
المتوسطة والصغيرة لا تتمكن من الحصول على قروض من البنوك ، لذلك عدم امكانية الاستثمار، يعني عدم امكانية الحصول على موظفين جيدين وتدريبهم .
الحصول على التمويل من المشاكل الرئيسية التي يتعين حلها على الفور ، والاتحاد المصرفي له وسيلة للقيام بهذا.”

لكن على الرغم من العقبات ، الكثير من الدول الأوروبية أمسكت بزمام التنافسية . تقسيم الخريطة – سيؤدي إلى “ اللحاق بركب الكتلة “ هناك الكثير من التحديات مع الإستمرار بالمحاولة. وهناك المعتدلون الذين يواجهون بعض المشاكل لكنهم يعملون أفضل … وهناك مجموعة تتكون من دول تنافسية مميزة. هولندا ، هنا
أمستردام ، لها مكانة جيدة . في أمستردام ، هناك أكثر من ألف شركة ناشئة … انها المدينة التي فيها معظم التطبيقات النقالة في العالم … وهذا أكسبها لقب APP- Sterdam …

إن كنت تستخدم الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي، هناك إحتمال كبير من أن التطبيقات صممت في أمستردام. لأن أمستردام ، في هولندا، تعد العاصمة الأوروبية
للتقنيات الجديدة .
ما اسباب النجاح؟ أندريه هاردت أسس شركته قبل ثلاث سنوات فقط . Squla سكالا هي اليوم الشركة الرائدة في السوق في إلإنترنيت للأطفال.
أحد مفاتيح المجاح هو لأنها في أمستردام ..

أندريه هاردت ، المؤسس و الرئيس التنفيذي لشركة سكالا يقول: “هنا يوجد مزيج من المواهب . النظرة الدولية. في الوقت ذاته، الإبداع لأن إبداع الكثير من الأشخاص التقنيين يجعل من الموقع جذاباً للغاية … إن لم تكن في وادي السيليكون ، أعتقد أن أمستردام مكان جيد للبدء. “ من كاليفورنيا إلى أمستردام ، هي رحلة مايك لي . هذا المهندس الأمريكي عمل لفترة طويلة في شركة آبل في الولايات المتحدة قبل المجئ إلى هولندا.

مايك لي ، مهندس ومؤسس المنظمة غير الحكومية :Appsterdam
“ أمستردام لها بنية تحتية هي المهارة. ولديها الكثافة ايضاً. أكثر من 100 جنسية تعيش فيها. يمكن ان نحصل على رأي عالمي في الأعمال لا يمكن الحصول عليه في
أي مكان آخر في العالم “ .

في الواقع، المدينة تستفيد من البنى التحتية المثالية، من القوى العاملة الماهرة و تتمتع بحوافز ضريبية مواتية جدا للمبتدئيين. هذه النقاط الثلاث تجعل من أمستردام
واحدة من المدن الأكثر تنافسية في أوروبا.المشكلة هي نقص التمويل. فالإعانات العامة شحيحة والمصارف حذرة .
بيتر بول فان ، مدير صناعة الإعلام – Accenture يقول:
“ التركيز ليس على البنوك أو المستثمرين فقط . بل محاولة التركيز على السوق لأن العثور على شركة كبيرة تبحث عن نوع خاص من ابتكاراتك ، سيدخلك
إلى السوق و التسارع يمكن أن يكون أكثر بكثير من خمسة ملايين يورو من الاستثمار “ .
، من بين أكبر عشر دول اوربية استثمرت فيها الشركات الناشئة في أوروبا ، هولندا تحتل المرتبة السادسة فقط.
ومع ذلك إستقرت فيها عمالقة الإنترنت . غوغل وتويترو الأمازون وغيرها …
هذا القطاع الذي كان في مراحله الأولى قبل أزمة العام 2008، الآن هو الأكثر نشاطاً في القارة .
التطبيقات النقالة قد خلقت حوالي 800 الف وظيفة في أوروبا ، 300 ألف منها لتطوير البرمجيات .
لكنها لا تزال بعيدة عن وادي السليكون. حسابات أوروبا تحتل المركز الخامس في السوق العالمية للإنترنت.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية وخطته الجديدة لتمويل المشاريع

هل ستخلق الروبوتات الوظائف أم ستدمرها؟

أوروبا : كيفية التغلب على عدم المساواة في الأجور؟