إسبانيا ستخرج رفات الديكتاتور فرانكو من قبره.. فهل ستفتح معه جرحا غائرا؟

اتخذت الحكومة الإسبانية، الجمعة، خطوة تمهد الطريق أمام نقل رفات الدكتاتور السابق، فرانثيسكو فرانكو، من موقعه في "وادي الشهداء"، بهدف تحويل ضريحه إلى نصب تذكاري لضحايا الحرب الأهلية الإسبانية.
ويطمح الحزب الاشتراكي، الذي عاد للحكم في يونيو/حزيران، منذ فترة طويلة لتغيير وضع "وادي الشهداء"، الذي يميزه صليب يبلغ ارتفاعه 152 مترا على سفح جبل قرب مدريد، والذي يقول منتقدون إنه النصب الوحيد الباقي لأحد قادة الفاشية في أوروبا.
ويعتبر الموقع قبلة للأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة، إذ يرون أن الوقت مناسب "من أجل فتح صفحة جديدة والمضي قدما".
وأصدرت الحكومة مرسوما يقيد المطالبات القانونية بمنع استخراج رفات فرانكو، بما في ذلك من قبل أحفاده، إذ لا تزال حقبة فرانكو موضوعا حساسا في إسبانيا، بعد أكثر من 40 عاما على وفاته.
وكان الجنرال فرانكو وصل إلى السلطة سنة 1936، عبر انقلاب عسكري ضد الديمقراطيين والاشتراكيين، ما أدى إلى نشوب حرب أهلية استمرت حتى 1939.
وحظي فرانكو بدعم من الألماني هتلر والإيطالي موسيليني، قبل أن يعلن حياده في الحرب العالمية الثانية، ثم يحكم البلاد بقبضة من حديد.
وخلال فترة حكمه بين عامي 1939 و1975، قتل عشرات الآلاف من أعدائه أو سجنوا في حملة للقضاء على المعارضة، بينما قتل ما لا يقل عن 500 ألف مقاتل ومدني في الحرب الأهلية التي أدت لانقسام البلاد.
للمزيد على يورونيوز:
بهذا الخصوص، قالت كارمن كالبو، نائبة رئيس الوزراء، في مؤتمر صحفي: "لن يرقد في وادي الشهداء سوى رفات الذين لاقوا حتفهم نتيجة للحرب الأهلية الإسبانية".
ويحتاج هذا الإجراء إلى موافقة البرلمان، لكن حتى في ظل المعارضة أو امتناع الحزب الشعبي أو حزب "ثيودادانوس" (المواطنون) عن التصويت، يبدو من غير المرجح رفض الإجراء.