تعرف أين دفن أشهر طغاة أوروبا خلال القرن العشرين

تعرف أين دفن أشهر طغاة أوروبا خلال القرن العشرين
بقلم:  Thaïs Jacquet
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مع احتدام الجدل في إسبانيا حول نقل جثمان دكتاتورها العسكري السابق فرانسيسكو فرانكو من مرقده الحالي في وادي الشهداء، تحاول الحكومة الاشتراكية الجديدة في اتخاذ القرار النهائي من عدمه .. لطالما كان هذا الموضوع مثار جدل ليس في إسبانيا فحسب بل في كل أرجاء أوروبا حيث وجد ودفن طغاة راحلون.

اعلان

مع احتدام الجدل في إسبانيا حول نقل جثمان دكتاتورها العسكري السابق فرانسيسكو فرانكو من مرقده الحالي في وادي الشهداء، تحاول الحكومة الاشتراكية الجديدة اتخاذ القرار النهائي من عدمه .. لطالما كان هذا الموضوع مثار جدل ليس في إسبانيا فحسب بل في كل أرجاء أوروبا حيث وجد ودفن طغاة راحلون.

يورونيوز تأخذكم في جولة للتعرف على المراقد التي دفن فيها بعض أكثر حكام أوروبا السابقين قمعاً ووحشية:

بينيتو موسيليني (1883-1945)، إيطاليا

كان موسوليني زعيم الحزب الفاشي الوطني الذي حكم من 1922 إلى 1945 وحول إيطاليا لدولة ديكتاتورية. بعد محاولة الفرار مع عشيقته في عام 1945 ، سرعان ما تم القبض على الاثنين ، وإطلاق النار على أجسادهم وهي معلقة رأساً على عقب. تم دفن الزعيم السابق في قبر دون الإشارة إلى اسمه، ولكن نقل جثمانه لاحقاً إلى مكان مجهول، تماماً بعد 12 عاما من وفاته، واتخذ هذا القرار بعد أن سرق أنصار الفاشيين جثته لفترة وجيزة. في عام 1957، دفن في نفس المدينة التي ولد فيها، بريدابيو، في مقبرة سان كاسيانو. وأصبح قبره الآن مكانا يحتفي فيه من يحنون إلى الفاشية بذكرى أحداث هامة وازدهرت بسببه السياحة الجنائزية.

جوزيف ستالين (1878-1953)، الاتحاد السوفياتي

اشتهر ستالين ، زعيم الحزب الشيوعي وحاكم الاتحاد السوفيتي في الفترة من 1924 إلى 1953 ، بغرس الرعب بين سكان الاتحاد السوفييتي. توفي ستالين بسكتة دماغية عام 1953 ، عن عمر ناهز 74 عاما ، في مقر إقامته خارج موسكو. تم تحنيطه داخل ضريح لينين في موسكو. إلا أنه تم نقل جثته ودفنها لاحقاً على بعد 20 مترا عند حائط نيكروبوليس في الكرملين. وقد قرر نيكيتا خروتشوف، أحد خلفاء ستالين والذي كان يدينه بسبب جرائمه، نقل مكان الجثة. قبر ستالين اليوم هو أحد أبرز المعالم السياحية في موسكو.

رويترز
قبر ستالين هو واحد من عدة قبور ظاهرة على يسار الصورة، المبنى الرئيسي هو ضريح لينينرويترز

أنطونيو دي أوليفيرا سالازار (1889-1970)، البرتغال

اشتهر سالازار، رئيس وزراء البرتغال بين عام 1932 إلى 1968، باعتماده على الشرطة السرية "إستادو نوفو" لفرض القمع في البلاد. بعد تعرضه لإصابات خطيرة في الرأس بعد حادثة سقوط في منزله الصيفي، اضطر الرئيس البرتغالي إلى استبداله لأن الأطباء ظنوا في البداية أنه لن ينجو. بعد سنتين توفي عن عمر ناهز 81 عاما بسبب نوبة قلبية ولم يعرف أبدا أنه تم استبداله كقائد. دفن في مقبرة مدينة فيمييرو، وهي نفس المدينة التي ولد فيها ، وتحول منزله إلى متحف صغير. المقبرة والمتحف متاحان للزيارة.

أدولف هتلر (1889-1945)، ألمانيا

حكم هتلر ، المدعوم من حزبه النازي ، ألمانيا بقبضة من حديد من عام 1933 إلى عام 1945. وبينما يعرف الكثير عن حياة هتلر، فإن وفاته بقيت غامضة إلى حد ما. تحوم العديد من الفرضيات حول كيفية وفاته، لكن أكثرها شيوعًا هي الانتحار في مخبئه. و قيام مساعدوه النازيون بحرق سجادة مع جثة الفوهرر، لكن جسده لم يحترق بالكامل وعثر عليه بعد أيام من قبل جندي سوفيتي. واعتقد في وقت لاحق أن السوفييت نثروا بقايا هتلر حول برلين وقرب راثنو. ومع ذلك ، يقول منظّرو المؤامرة إن هتلر هرب إلى الأرجنتين، وهو موقع فر إليه العديد من أعضاء الحزب النازي، وهي فرضية ضحدها العلماء.

فرانسيسكو فرانكو (1892-1975)، إسبانيا

لقد جذب فرانكو، الذي سميت فترة طويلة من تاريخ أسبانيا على اسمه، "إسبانيا الفرانكوية"، انتباه الناس مرة أخرى، لكن هذه المرة من قبره. بعد دفنه لأكثر من 40 عامًا في "فالي دي لوس كيدوس" أو وادي الشهداء كما يعرف بالعربية، تدرس الحكومة الاشتراكية الجديدة في إسبانيا نقل رفات الدكتاتور الفاشي إلى مقبرة إل باردو، بالقرب من منزل ملكي قديم. وانبثقت الفكرة من حقيقة أن "فالي دي لوس كيدوس" لا ينبغي أن يكون مكانًا يمجد الديكتاتورية، بل نصباً تذكارياً للحرب الأهلية.

رويترز
فرانشيسكو فرانكو مدفون في وادي الشهداء في مدريدرويترز

جوزيف بروز تيتو (1892-1980)، يوغوسلافيا

دفن تيتو، وهو رجل دولة وزعيم شيوعي في يوغسلافيا من 1945 إلى 1980، في ضريح "بيت الزهور"، الواقع جنوب بلغراد. وأقيمت له جنازة رسمية حضرها رؤساء دول من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم رؤساء وزراء إسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وتركيا. وتحول الموقع الذي دفن فيه، وهو قريب من مكان سكنه في سنوات ما بعد الحرب، إلى معلم سياحي، حيث يوجد متحف وحدائق وضريح للرجل المشهور بقمع خصومه السياسيين والمنشقين.

مارشال بيتان (1856-1951)، فرنسا

دفن بيتان، وهو رئيس وزراء فرنسي سابق معروف بتعاونه مع النازيين، في مقبرة بور جوانفيل. في عام 1970 ، أخذت جثته من قبل مجموعة متطرفين ادعت أنها تريد دفنه في فردان لتكريم ذكراه، حيث كان يعرف باسم أسد فردان لدوره في المعركة التي اشتعلت بين ألمانيا وفرنسا بين شباط/ فبراير وكانون الأول/ ديسمبر عام 1916 أثناء الحرب العالمية الأولى وكانت أكبر وأطول معاركها على الجبهة الغربية. بعد ثلاثة أيام من محاولة هذه المجموعة، تم العثور على الجثة في باريس وأعيدت إلى مقبرة بور جوانفيل. واتبعت الحكومة الفرنسية تقليد وضع الزهور على قبره لسنوات قبل أن تضع احتجاجات لليهود نهاية لهذه العادة. واتخذ القرار من قبل الرئيس في عام 1993.

نيكولاي تشاوشيسكو (1918-1989)، رومانيا

أدين زعيم رومانيا الشيوعي تشاوشيسكو، والذي حكم البلاد لأكثر من عشرين عاماً، بالإبادة الجماعية رفقة زوجته إيلينا، في محاكمة استغرقت ساعة واحدة فقط في يوم عيد الميلاد عام 1989، وتم إعدامهما في نفس اليوم. دفن الزوجان في مقبرة في بوخارست، إلا أن جثمانيهما أخرجا من مرقديهما في عام 2010 بناء على طلب من الأقارب الباقين على قيد الحياة للتأكد من هويتهما. وعلى الرغم من حكم نظامه بالخوف والحرمان والفقر، أصبح قبره معلمًا سياحيًا ومكانًا للحج لأولئك الذين يحنون إلى أيام الحكم الشيوعي.

رويترز
قبر تشاوشيسكو وزوجتهرويترز

إريش هونيكر (1912-1994)، ألمانيا الشرقية

تحول هونيكر من سياسي وأمين عام حزب الوحدة الاشتراكية إلى رجل مطارد ومسجون ومنفي في نهاية حياته. بعد محاولته الفرار من ألمانيا وطلب اللجوء في موسكو في السفارة التشيليّة، قدم للمحاكمة في برلين عام 1992 للاشتباه بدوره في جرائم القتل التي طالت الألمان عند حائط برلين ممن كانوا يحاولون اجتيازه. ومع ذلك ، تم الإفراج عنه بسبب اعتلال صحته وانطلق إلى تشيلي ليلتحق بأسرته هناك. في عام 1994، توفي ودفن في سانتياغو في مقبرة جنرال دي سانتياغو.

ماتياس راكوسي (1892-1971)، هنغاريا

راكوسى ، المعروف باسم "أفضل مريدي ستالين المجريين"، كان زعيماً شيوعياً مجرياً من 1945 إلى 1956. قام خلال فترة توليه السلطة بعمليات اعتقال وسجن ونفي وقتل لحوالي 200 ألف شخص، حسب كتاب "تاريخ المجر". في عام 1956، استبدل السوفيت، تحت قيادة نيكيتا خروتشوف وازدراؤه لستالين، نائبه به. واضطر راكوسي إلى مغادرة المجر تحت حجة رسمية مفادها تدهور صحته وانتهى به المطاف في غوركي. عام 1970، وافقت اللجنة المركزية في المجر على السماح لراكوسى بالعودة إلى البلاد إذا قبل شروطًا شملت الإقامة الجبرية والصمت لكنه رفض. توفي في غوركي عام 1971 وأحرق جثمانه وأعيد رماده "سراً" إلى المجر بعد 11 يوما، وفقا لكتاب الشطرنج لعبة من أجل الديمقراطية: المجر بين الشرق والغرب ، 1944-1947.

فويتشخ ياروزلسكي (1923-2014)، بولندا

كان ياروزلسكي، آخر زعماء بولندا الشيوعيين، معروفًا بالقمع السياسي وحملته الوحشية على نقابة العمال البولنديين المعروفة باسم "سوليداريتي"، عندما أعلن الأحكام العرفية في عام 1981. وقد دفن ياروزلسكي في مقبرة بواسكي عسكرية في وارسو. وتزين الزهور والشموع قبر جاروزيلسكي ما يرجح وجود زيارات من قبل عائلة الزعيم السابق أو ممن يحنون من البولنديين لعهده.

تودور زيفكوف (1911-1998)، بلغاريا

أشرف زيفكوف، الزعيم الشيوعي لبلغاريا من 1954 إلى 1989 ، قائد حملة قمع شديدة ضد المعارضين السياسيين وجماعات حقوق الإنسان في بلاده. دفن في المقبرة المركزية في صوفيا. وقد تم لاحقا تخريب قبره وسرقة تمثاله. ونقل موقع Novinite.com عن أحد العاملين في المقبرة أنه لا يوجد من يزور أو يهتم بقبر زيفكوف.

جورجيوس بابادوبولوس (1919-1999) وستيليانوس باتاكوس (1912-2014)، اليونان

قاد جورجوس بابادوبولوس انقلاب 1967 وقام بفرض قوته كحاكم ورئيس للمجلس العسكري في البلاد حتى عام 1974. وتوفي في عام 1999 ودفن في مقبرة أثينا الأولى وهي المقبرة الرسمية للمدينة والأقدم فيها.

في حين توفي ستيليانوس باتاكوس، وهو ضابط عسكري وقائد في المجلس العسكري حتى عام 1974، في عام 2016 عن عمر ناهز ال 103. ودفن في مسقط رأسه في كريت.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

طريق مفتوحة أمام الحكومة الإسبانية لنقل رفاة الجنرال فرانكو

حنين لتشاوشيسكو في ذكرى الـ 25 لاعدامه

شاهد: مقتل ثلاثة أشخاص جراء إعصار عنيف ضرب ولاية إنديانا الأمريكية