تعرف على الدول الأوروبية الأكثر استهلاكا للحوم

لا يزال استهلاك اللحوم الحمراء في أوروبا الغربية مرتفعاً عما كان منذ عقود
لا يزال استهلاك اللحوم الحمراء في أوروبا الغربية مرتفعاً عما كان منذ عقود Copyright Pixabay
Copyright Pixabay
بقلم:  Samir Youssef
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة إلى أن سكان أوروبا الغربية يستهلكون اللحوم أكثر من سكان أوروبا الشرقية.

اعلان

نسمع اليوم في أوروبا، أكثر فأكثر، عن ناس اتخذوا القرار بالتوقف عن استهلاك اللحوم الحمراء، أو الدجاج، أو أقلّه الحد منها في مطابخهم. بطبيعة الحال، إن أكثرية القرارات التي يتخذها بعض الأفراد ناتجة عن وعي طارئ متعلق بـ "صناعة اللحوم" وسوقها وضررها.

الأمر إذاً له خلفية أيكولوجية، فمناصرو البيئة يعتبرون استهلاك اللحم بطريقة مفرطة يسيء إلى الطبيعة ومواردها.

صناعة اللحوم، وهذه لها إحصائيات نحن بغنى عن الدخول في تفاصيلها الآن، تتطلب الكثير من المياه الحلوة، وتسهم في تلوث التربة والينابيع، وفي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أيضاً.

صناعة اللحوم كذلك تجبر الشركات الكبرى على استثمار الأراضي الزراعية، وزرعها بالحبوب، كالصويا مثلاً، حيث يتمّ الاعتناء بتلك الزراعات الموحدة عن طريق استعمال المبيدات الزراعية والحشرية.

نقاشات في المفوضية الأوروبية

لقد كثر الكلام في الآونة الأخيرة في المفوضية الأوروبية حول استخدام مادة "الغليفوسات" الذي اكتشفته "مونسانتو" الأميركية، أو حتى "راوند أب"، المبيد الذي انتشر في كل بلدان العالم وهو من إنتاج الشركة نفسها.

السؤال المطروح اليوم يتعلق بضرر هذه المواد الكيميائية بالأرض. ما هو تأثيرها المباشر على الإنسان؟ هل هي مسرطِنة؟ هل يجب منعها في أوروبا؟ هذه الأسئلة تطرح يومياً في أروقة دوائر القرار في العواصم الغربية، ومن أجلها يقوم العلماء بالبحوث وتصدر تقارير مفصلة.

إضافة إلى الجانب الصحي، يجب التذكير أيضاً بارتفاع أسعار اللحوم في الاتحاد الأوروبي، مع أنه في الحقيقة، يمكن شراء لحوم "أرخص"، يتم استيرادها من الخارج أو حتى من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ولكن كثيرين من المستهلكين يشككون في جودة هذه السلع وفي فائدتها للجسم. لا بل أن كثيرين صاروا مقتنعين اليوم بأنها مضرة للجسم وللبيئة في آن معاً.

لقد رأينا جميعاً منذ فترة فضيحة ذبح الأبقار المريضة شمال بولندا، واكتشفت اللجان المعنية أن تلك اللحوم يتم توزيعها في كثير من دول الاتحاد الأوروبي. لا شكّ أنها كانت أرخص من غيرها!

كلّ هذا للقول إن اللحوم الجيدة قد تكون باهظة الثمن في الحقيقة بالنسبة إلى المواطن العادي، خصوصاً ما يعرف اليوم باللحوم العضوية "Bio"، أي اللحوم المأخوذة من حيوانات تم تربيتها بطريقة تحترم البيئة وأكلت "أكلاً نظيفاً".

ما مدى تأثير كل هذه الأخبار على معدل استهلاك اللحوم الفردي في أوروبا؟ وكيف يتعامل المستهلك مع الأمر؟ هل تضاءلت نسبة الاستهلاك الفردي؟ وأيّ دول أوروبية تتصدر معدّل الاستهلاك الفردي للحم في أوروبا؟

الأكثر استهلاكاً: إسبانيا والنمسا

بعد إلقاء نظرة على الدول التي توفرت فيها البيانات، يتبيّن لنا أن إسبانيا (90.04) والنمسا (90.87) تتصدران قائمة الدول الأوروبية من حيث معدّل الاستهلاك الفردي السنوي للحوم.

الأقل استهلاكاً: البوسنة والهرسك، أذربيجان وجورجيا

يمكن القول إن دول أوروبا الشرقية أو البلقان بشكل عام تستهلك لحوماً بشكل أقل من دول أوروبا الغربية. هذا ما تشير إليه الإحصائيات أقله. ذلك أن معدّل الاستهلاك الفردي السنوي في البوسنة والهرسك بلغ 32.21 كيلوغراماً للشخص، و31.10 كليوغراماً للشخص في أذربيجان، بينما بلغ نحو 27.89 كيلوغراماً في جورجيا.

انخفاض ملحوظ في فرنسا

في العام 2008 بلغ معدّل الاستهلاك الفردي للحم في فرنسا 91.09 بحسب الأرقام التي تشير إليها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وانخفض هذا المعدل اليوم حتى وصل إلى 86.76.

مع ذلك، يرى مراقبون أن دول أوروبا الغربية لا تزال تستهلك أكثر مما كانت تستهلك منذ أربعة عقود من الزمان، حيث بلغ معدّل الاستهلاك الفردي السنوي فيها في العام 1961 نحو 43 كيلوغراماً من اللحم.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

سابقةٌ غذائية تاريخية.. بدء تقديم لحم دجاج مصنوع مخبريا في سنغافورة

ألمانيا تحقق في وفاة 25 يُعتقد أنّهم قضوا نتيجة تناول لحوم ملوَّثة

قلق في البرازيل من تداعيات نقل السفارة إلى القدس على صادرات اللحوم للدول الإسلامية