ماي إلى برلين وباريس لـ "تمديد بريكست" ومفاوضاتها مع المعارضة لازالت متعثرة

ماي إلى برلين وباريس لـ "تمديد بريكست" ومفاوضاتها مع المعارضة لازالت متعثرة
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أربعة أيام، تفصل عن الموعد المقرر لمغادرة بريطانيا التكتّل الأوروبي (12 نيسان/أبريل)، وخلال هذه المدّة، ستواصل ماي جهودها الحثيثة من أجل الحصول على اتفاق يحمّلُ مقومات تمكّنه من نيلِ مصادقة مجلس العموم البريطاني.

اعلان

لقاءٌ مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وآخر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعّله أبرز ما سُجِّل في أجندة رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي لهذا الأسبوع الذي يرجّح أن يكون حاسماً بالنسبة لملف مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.

واستبقت ماي زيارتها للبلدين بتصريح أدلى به المتحدث باسمها اليوم الاثنين، حين قال إن على الحكومة اتخاذ جميع الاستعدادات اللازمة لخيار مغادرة التكتّل من دون صفقة.

أربعة أيام، تفصل عن الموعد المقرر لمغادرة بريطانيا التكتّل الأوروبي (12 نيسان/أبريل)، وخلال هذه المدّة، ستواصل ماي جهودها الحثيثة من أجل الحصول على اتفاق يحمّلُ مقومات تمكّنه من نيلِ مصادقة مجلس العموم البريطاني.

وكان مجلس العموم رفض ثلاث مرات حتى الآن الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه بين لندن وبروكسل. وقالت ماي في هذا الصدد: "لا أعتقد أنهم (النوّاب) سيوافقون استناداً إلى ما هو عليه الوضع اليوم".

لكنّ مساحة التحرك أمام ماي ستنتهي على الأغلب يوم الأربعاء القادم، حين يجتمع المجلس الأوروبي بشكل طارئ لمناقشة تطورات أزمة بريكست، لذا تسعى ماي إلى طرق البوابتين الأهم للتكتّل؛ الألمانية والفرنسية لعلّها تعود من هناك بما يدِّعم اتفاقها على نحو يصار إلى تمريره في البرلمان، وفي حال لم تحصل على مرادها، فحسب المراقبون، فستحاول ماي إقناع الألمان والفرنسيين بقبول طلبها تأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى أواخر شهر حزيران/يونيو القادم.

وكانت ماي طالبت تأجيل خروج بريطانيا من التكتل إلى 30 يونيو حزيران إلا أن الاتحاد الأوروبي يصر على ضرورة أن تقدم ماي أولا خطة قابلة للتنفيذ لتأمين الاتفاق على خطتها للخروج من التكتل والتي رفضها البرلمان البريطاني .

ماي إلى برلين وباريس

متحدث باسم الحكومة الألمانية أعلن اليوم الاثنين إن تيريزا ماي ستجتمع مع المستشارة ميركل في برلين غدا الثلاثاء لبحث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث شتيفن زايبرت إن ترابط باقي دول الاتحاد وعددها 27 كان دائما أمرا مهما لألمانيا وإن المحادثات ستعقد من هذا المنطلقـ، مضيفاً أن بلاده تريد أن تظل العلاقات مع بريطانيا وثيقة وودية قدر الإمكان بعد الخروج.

ومن ناحيته، قال مسؤول رئاسي اليوم إن الرئيس ماكرون سيستضيف تيريزا ماي لبحث محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في قصر الإليزيه غدا.

ويوضح المحلل السياسي أندريه بيكتوف أن ماي ستحاول إقناع برلين وباريس من أجل دعم التمديد لبريكست حتى أواخر شهر حزيران/يونيو القادم، لافتاً في هذا السياق إلى أن المستشارة ميركل تبدي مرونة بعض الشيء تجاه ملف بريكست، بيما فيه مسألة التمديد، بينما الرئيس الفرنسي، هو أكثر تطلباً، وهو ـ أي ماكرون ـ يرى أن هناك خيارين أمام ماي؛ إما الخروج دون اتفاق أو تمديد طويل للمادة 50 من معاهدة لشبونة.

ويضيف بيكتوف أن ماكرون يجد أن الكرة الآن هي في الملعب البريطاني، وأن على لندن أن تقدم خطة بديلة تكون ذات مصداقية للخروج من الاتحاد الأوروبي قبل قمة المجلس الأوروبية المقررة الأربعاء القادم، مذكّراً بما قاله ماكرون الأسبوع الماضي بأن فرنسا منفتحة على تأجيل بريكست لفترة طويلة بناءً على شروط معينة لكن ذلك "ليس حتميا ولا تلقائيا.. أنا أكرر هذا هنا عن قناعة".

ويشير بيكتوف إلى أن ميركل تؤكد على ضرورة أن يكون هناك اتفاق يضمن خروجاً منظماً لبريطانيا من التكتّل على اعتبار أن ذلك يعد من مصلحة الطرفين؛ لندن وبروكسل على حد سواء، حسب تعبيره.

وعن توقعاته بما ستسفر عنه لقاءات ماي في برلين وباريس، قال بيكتوف الخبير في الشؤون السياسية البريطانية والأوروبية: "لن تحدث هذه اللقاءات أي اختراق فيما يتعلق بملف بريسكت".

للمزيد في "يورونيوز":

محادثات معثّرة بين الحكومة والمعارضة

لقاء ماي مع ميركل وماكرون، يأتي فيما لا زالت المحادثات متعثّرة بين الحكومة والمعارضة في بريطانيا، ففي الأمس قالت شامي تشاكرابارتي كبيرة مسؤولي السياسات القانونية في حزب العمال البريطاني: إن ماي لم تتزحزح "قيد أنملة" عن خطوطها الحمراء بخصوص الخروج من الاتحاد الأوروبي مما يشير إلى انحسار الآمال في انفراجة سريعة قبل قمة للاتحاد الأوروبي.

وأضافت تشاكرابارتي لقناة سكاي نيوز: "الانطباع الذي لدينا حتى الآن هو أن السيدة ماي لم تتزحزح قيد أنملة عن خطوطها الحمراء... من حيث المضمون، لا يوجد مثقال ذرة من الحركة حتى الآن من جانب الحكومة".

اعلان

وتابعت "من الصعب تخيل أننا سنحقق تقدما حقيقيا الآن دون انتخابات عامة أو استفتاء ثان على أي اتفاق يمكنها تمريره في البرلمان".

يجدر بالذكر أن المتحدث باسم ماي أعرب اليوم عن أمله في أن تستأنف الحكومة محادثاتها الرسمية مع حزب العمّال المعارض لمحاولة إيجاد حل للمأزق المتعلق بمغادرة بريطانيا التكتّل الأوروبي.

نفتاح لـ"محافظين" على البقاء في التكتّل

من ناحية أخرى قال جاكوب ريس موج، وهو نائب بارز عن حزب المحافظين ومن المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي، إنه إذا ظلت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بعد تاريخ 12 أبريل نيسان فينبغي عليها أن تكون أصعب الأعضاء مراساً وترفض إطار عمل ماليا مدته سبع سنوات.

وأضاف ريس موج الذي يتزعم مجموعة‭ ‬إي.آر.جي للمشككين في الاتحاد الأوروبي من أعضاء حزب المحافظين الحاكم لقناة سكاي نيوز "إذا أجبرنا على البقاء فينبغي علينا أن نكون الأصعب مراسا.

"عندما يتم طرح إطار العمل المالي لسنوات عديدة وإذا كنا لا نزال في الاتحاد فهذه هي فرصتنا التي لا تأتي إلا مرة كل سبع سنوات للتصويت برفض الميزانية"، على حد تعبيره.

اعلان

البريطانيون يريدون زعيما قويا وإصلاحات سياسية

وتبيّن الوقائع أن تداعيات "بريكست"، حتى قبل تنفيذه، قد ألقت بتداعياتها الثقيلة على المشهد السياسي في بريطانيا، الذي وقف عاجزاً أمام الاستعصاء الذي يمرّ به ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما بدد ثقة الجمهور البريطاني بالقادة السياسيين في البلاد، فقد وظهر استطلاع للرأي أن الناخبين يريدون زعيما قويا قادرا على كسر القواعد وإجراء إصلاحات كبيرة بعدما تسببت أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي في تراجع ثقتهم في النظام السياسي إلى أدنى مستوى منذ 15 عاما.

وكشف الاستفتاء الذي أُجري عام 2016 أن المملكة المتحدة منقسمة حول أشياء أكثر من عضوية الاتحاد الأوروبي، وأشعل نقاشا حول كل الأمور بدءا من الانسحاب من التكتل الأوروبي والهجرة وحتى الرأسمالية والإمبراطورية وماذا يعني أن تكون بريطانيا.

وبعد مرور أكثر من أسبوع على الموعد الأصلي الذي كان مقررا أن تخرج فيه بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهو 29 مارس آذار، فإن شيئا لم يُحل. ولا تزال البلاد غير متيقنة بشأن كيف ومتى أو ما إذا كان ذلك سوف يحدث.

ووجد بحث أعدته مؤسسة (هانسارد سوسايتي) أن 54 بالمئة من الناخبين البريطانيين يريدون زعيما قويا قادرا على كسر القواعد بينما يقول 72 بالمئة منهم إن النظام السياسي يحتاج إلى "كثير جدا" أو إلى "قدر كبير" من الإصلاح.

ووصل حجم الثقة في النظام السياسي إلى أدنى مستوى له خلال تاريخ الاستطلاع البالغ 15 عاما، وحتى أنه أقل من المعدل الذي وصل له بعد فضيحة النفقات عام 2009 عندما اتضح أن نواب البرلمان حملوا دافعي الضرائب جميع نفقاتهم.

اعلان

ووفقا لمؤسسة هانسارد سوسايتي "الناس متشائمون من مشاكل البلاد وحلها المحتمل، وهناك أعداد كبيرة على استعداد لإجراء تغييرات سياسية جذرية".

وكان ربع الأشخاص فقط يثقون في طريقة تعامل النواب مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأُجري الاستطلاع بين 30 نوفمبر تشرين الثاني و12 كانون الأول/ديسمبر من قبل شركة إبسوس موري.

المصادر الإضافية • رويترز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بريكست: اجتماعٌ مطوّل لحكومة ماي وسط صخب في البرلمان وإحباط في الشارع

برنامج «على الهواء» يطلق تغطية يورونيوز للانتخابات الأوروبية ويكشف النقاب عن استطلاع حصري

مع بدء إجراءات سحب الجنسية منه.. ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي قرب باريس