تقرير: الأموال السعودية "تدير ابتكارات" وادي السيليكون وأكبر الشركات تعجز عن إيقاف تدفقها

كشف تقرير نشره موقع "بيزنيس إنسايدر" بنسخته الفرنسية، أمس الأحد، عن امتلاك صندوق الاستثمار العام في السعودية لما نسبته خمسة في المئة من شركة "أوبر" للنقل.
كما قال التقرير إن صندوق الاستثمار العام أيضا أحد كبار المستثمرين في صندوق "سوفت بنك"، والذي يمتلك 16 في المئة من "أوبر"، إلى جانب حصص في شركات كبيرة.
بالمقابل، يسلط التقرير عن تسليط الضوء على علاقة وادي السيليكون، الذي يفتخر بتغيير العالم، بـ"نظام غير ديموقراطي"، لا سيما فيما يتعلق بـ"السجل المقلق" في حقوق الإنسان بالسعودية.
صانع أباطرة المال
وكانت المملكة قد تعرضت لانتقادات واسعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الحريات، بالمقابل، يشير التقرير إلى توجيه الانتقادات أيضا إلى وادي السيليكون، الذي بات يتعرض للهجوم كما لم يحدث من قبل، بسبب عدم اعتباره الحصول على أموال سعودية بـ"الأمر المهم".
ووفق التقرير، يسعى المشرّعون الأمريكيون إلى إيجاد طريق لإيقاف تدفق الأموال والبيانات، لا سيما في ظل تنامي التواجد السعودي في وادي السيليكون.
وبلغة الأرقام، يقول التقرير إن صندوق الاستثمار العام في السعودية يمتلك 5.2 في المئة من شركة "أوبر" للنقل.
وفيما تمتلك مجموعة "سوفت بنك" اليابانية 16.3 في المئة من أسهم "أوبر" من خلال "سوفت بنك فيجن فاند"، فإن أكبر المستثمرين في المجموعة هو "صندوق رؤية المملكة" السعودي، إذ يساهم بمبلغ 45 مليار دولار من تمويل الصندوق الضخم البالغ 100 مليار دولار.
وفي وادي السيليكون، يعتبر "سوفت بنك فيجن فاند" هو صانع أباطرة المال بلا منازع، وبتمويله لشركات ناشئة مثل "سلاك" و"وي ورك" و"دورداش" و"جي إم كروز"، ما يعني أن النقد السعودي يموّل بشكل كبير وأساسي جزءا كبيرا من ابتكارات وادي السيليكون.
تعذيب واعتقالات وقمع حريات
إلى جانب ذلك، فإن صندوق الاستثمار السعودي هو أحد المساهمين في "تيسلا" و"ماجيك لاب" و"فيرجين غلاغتيك"، أي في مجالي الواقع المعزز والفضاء الخارجي.
في هذا السياق، يشير التقرير إلى ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ اعتبر تدفق الأموال السعودية بمثابة حقيقة مزعجة لصناعة تفتخر بسعيها لجعل العالم مكانا أفضل.
بالمقابل، يشير التقرير إلى تقارير منظمات حقوقية وإنسانية، لا سيما "العفو الدولية"، فيما يتعلق بانتشار التعذيب والاعتقالات التعسفية داخل المملكة، وعدم السماح للمرأة بالسفر دون إذن من "ولي الأمر"، إلى جانب قيادة الرياض لتحالف مسؤول عن الغارات الجوية على اليمن، والتي تسببت بوقوع آلاف الضحايا والجرحى.
إلى جانب ذلك، هناك قضية مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي، الذي قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، على رأس فريق اغتيالات من مواطني بلاده، فيما تشير تقارير صحفية إلى تورط رأس السلطة في المملكة في القضية.
للمزيد على يورونيوز:
- أرامكو السعودية تشتري حصة بقيمة 1.2 مليار دولار في هيونداي أويل بنك للتكرير الكورية
- "وول ستريت جورنال": وعود سعودية بعشرات ملايين الدولارات لقوات حفتر للهجوم على طرابلس
ويخلص تقارير "بيزنيس إنسايدر" إلى أن هذه الممارسات في المملكة تتناقض تماما مع تطلعات شركات وادي السيليكون، الذي يسعى، من جملة أهدافه الكثيرة، إلى جعل العالم مكانا أفضل للحياة.