ماليزيا تعلن الحرب على النفايات البلاستيكية: أرضنا ليست مكب العالم

من مصنع غير قانوني لإعادة تدوير النفايات ختمته السلطات الماليزية مؤخراً
من مصنع غير قانوني لإعادة تدوير النفايات ختمته السلطات الماليزية مؤخراً Copyright REUTERS/Lai Seng Sin
Copyright REUTERS/Lai Seng Sin
بقلم:  Samir Youssef
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بعد إعلان الصين في بداية 2018 التوقف عن استيراد معظم النفايات البلاستيكية من الدول الغنية، تحولت بلاد آسيوية أخرى إلى وجهة لتلك النفايات. في ماليزيا "الصرخة طلعت".

اعلان

أعلنت الحكومة الماليزية اليوم، الثلاثاء، أنها ستعيد أكثر من ثلاثة آلاف طنّ من النفايات البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير، إلى مصادرها الأساسية ألا وهي البلدان الغربية وأستراليا.

وبحسب ما تقوله يو بي ين، وزيرة البيئة والطاقة والتغير المناخي الماليزية، فإن بلادها اتخذت الخيار خوفاً من أن تتحول إلى مكب للنفايات البلاستيكية التي تنتجها الدول الغنية.

وتظهر الأرقام الرسمية في البلاد أن ماليزيا استقبلت في العام الماضي أكثر من سبعة ملايين طن من النفايات، بعد أن زادت نسبة الاستيراد ثلاثة أضعاف عن 2017، لتصبح بذلك الوجهة الأولى للنفايات البلاستيكية في العالم بعد أن كانت الصين تحتل هذا المركز سابقاً.

وكانت الصين، تستورد، في الفترة الممتدة من 1992 إلى 2018 نحو 45 بالمئة من نفايات العالم البلاستيكية، وقد أعلنت في بداية العام الماضي أنها ستتوقف عن استيراد القسم الأكبر من تلك النفايات، ما أثر على بلاد آسيوية كثيرة.

في الواقع، خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، كانت الصين مستعدة لدفع سعر جيد لقاء تلك النفايات حيث أن اقتصادها الصناعي كان بحاجة إلى مواد أولية من هذا النوع.

تغير الحال اليوم. ثمة طموح صيني، له دوافع بيئية، تتعلق بالتلوث أولاً، دفع الحكومة إلى إيقاف الاستيراد. ثم أن الصناعات الصينية، ثانياً، لم تعد كما السابق. أصبحت الصين اليوم تنتج "هواوي" ولم تعد دولة تصنع الألعاب البلاستيكية والبضائع السيئة، كما كان يشاع عنها.

المهم في هذا كله هو أن الإعلان الصيني أحدث زلزالاً في الغرب في العام 2018، حيث لم تملك أي من كندا أو الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية أو أستراليا بديلاً عن العقود المبرمة مع بكين.

تعتبر المنطقة الآسيوية حيث تقع ماليزيا ملوثة بالبلاستيك بشكل خاصYoussef, Samir

ولكن القرار الحكومي أثر على الشركات الصينية أيضاً، فسريعاً انتقلت تلك الشركات المتخصصة في إعادة التدوير إلى بلاد آسيوية أخرى، أبرزها ماليزيا وفيتنام، وذلك قد يعطي صورة أوضح عن القرار الماليزي اليوم، إذ تحول بحر آسيا، بحسب تقارير إلى مكب للنفايات البلاستيكية.

لقد شاهدنا في غير مرة هذه السنة عملية انتشال حيتان نافقة من بحر آسيا، وقد وجد فيها المختصون كميات كبيرة من البلاستيك، خصوصاً في الأرخبيل الإندونيسي الذي لا يبعد كثيراً عن كوالالمبور.

وشاهدنا أيضاً غزو النفايات البلاستيكية لشواطئ فيتنام، ما دفع الجهات البيئية المعنية إلى إطلاق لقب "سلة مهملات النفايات البلاستيكية العالمية" على بحر آسيا.

نفايات الدول الغنية: ما هب ودبّ

تقول وزيرة البيئة الماليزية إن ثمة 60 حاوية من النفايات التي وصلت إلى البلاد بطريقة غير شرعية وهي تحتوي على ما هبّ ودب، مثل علب الحليب الفاسدة من أستراليا، والأقراص المدمجة من بنغلادش، والإلكترونيات من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والسعودية.

ولا تخفي بي ين سخطها مما ترى فيه "علاقة القوي بالضعيف" وتقول إن بلادها ستقاتل رغم كل شيء. وتشير الوزيرة إلى أن شركة بريطانية صدّرت إلى ماليزيا 55 ألف طنّ من المواد البلاستيكية خلال العامين الفائتين.

وتضيف بي ين قائلة "ماليزيا لن تتحول إلى مكب النفايات العالمية... سنقاتل. حتى لو كنا بلداً صغيراً، سنقاتل، ولا يمكن أن تقوم بلدان العالم القوية بالتنمر علينا فقط لأننا بلد صغير".

أ ب
الفلبينيون تظاهروا منذ أيام في مانيلا ضد استيراد النفايات الكندية أيضاًأ ب

لقد قامت الحكومة الماليزية بختم عدة مصانع غير قانونية لتدوير النفايات بالشمع الأحمر منذ تموز/يوليو الفائت، فاق عددها 150 مصنعاً، كما أرجعت شحنة بحرية من النفايات إلى إسبانيا في بداية الشهر الحالي.

في السياق، تنوه بي ين إلى أمر في غاية الأهمية، ألا وهو أن المواطنين في الدول الغربية والدول الثرية يقومون بتقسيم نفاياتهم المنزلية بحسب الترتيب المتبع، ولكنهم في واقع الأمر لا يعلمون أنها تصل إلى الدول النامية.

وتطالب بي ين تلك الدول بإعادة النظر بالطريقة التي تتم عبرها إدارة ملفات البلاستيك، وبالتوقف عن شحن النفايات إلى الدول النامية. ذلك أن معظم الدول الأوروبية "تلزم" مواطنيها إلى حد ما بترتيب النفايات في البيت، فيوضع البلاستيك في مكان، والأوراق والكرتون في مكان آخر، والنفايات العضوية في مكان آخر وآخر.

وتختم بي ين بالقول "مواطنو الدول الغنية يضيعون الوقت ليرتبوا بعناية النفايات في بيوتهم ولكن الأكياس تنتهي في مكبات في الدول النامية، حيث تتم إعادة تدويرها بطريقة غير قانونية، ما يؤدي إلى عواقب بيئية وصحية وخيمة".

أيضاً على يورونيوز:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"يونيليفر" العملاقة تتعهد بخفض استخدام البلاستيك الجديد إلى النصف

شاهد: من باريس إلى الرياض.. لماذا تطفئ مدن العالم أنوارها في"ساعة الأرض"؟

إعادة تدوير نفايات بلاستيكية إلى أثاث مدرسي في كينيا