"مشروع ليلى" تقسم لبنان والكنيسة تهدد باللجوء إلى القضاء

حامد سنو المغني الرئيسي لفرقة "مشروع ليلى" اللبنانية في بيروت (أرشيف)
حامد سنو المغني الرئيسي لفرقة "مشروع ليلى" اللبنانية في بيروت (أرشيف) Copyright رويترز
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

رأى البعض في موقف رجال دين مسيحيين تطرفاً يذكر بمحاكم التفتيش في القرون الوسطى. بأي حال الجدال في لبنان حول "مشروع ليلى" بدأ من أيقونة السيدة العذراء ووصل إلى التهديد والحديث عن "عبدة الشيطان".

اعلان

طالب مسؤولون في الكنيسة اللبنانية المارونية بإلغاء حفلة فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية المقررة في 9 آب/أغسطس المقبل ضمن فعاليات مهرجانات بيبلوس في مدينة جبيل، قائلين إن أغانيها تمس المقدسات الدينية.

غير أن الدعوات التي جاءت على لسان بعض المسؤولين الدينيين، رافقتها تهديدات بهدر الدماء ومنع الفرقة من تقديم الحفل في جبيل في الموعد المحدد حتى لو كان ذلك بالقوة.

وقدمت فرقة "مشروع ليلى" عروضاً في مختلف أنحاء لبنان والولايات المتحدة وأوروبا سابقاً، وهي تضمّ مغنياً يجاهر بمثليته الجنسية، الأمر الذي لا شك أنه زاد الطين بلّة، وسط توجيه انتقادات للفرقة وميول الفنانين الجنسي فيها، واتهام أعضائها بأنهم من "عبدة الشيطان".

وأثارت أغاني "مشروع ليلى" جدلاً في المنطقة من خلال كلمات تتناول الاضطهاد والطبقية والطائفية ورهاب المثلية.

وفي بيان أصدرته يوم الإثنين، قالت مطرانية جبيل الكاثوليكية المارونية إن أغاني الفرقة "تمس بغالبيتها بالقيم الدينية"، مضيفة أنه لا يليق بجبيل استضافة حفلات موسيقية "تتعارض بشكل مباشر مع الإيمان المسيحي".

وطالبت المطرانية منظمي المهرجان بإلغاء الحفل ولكن لم يصدر تعليق رسمي من المنظمين حتى الآن.

وقالت فرقة "مشروع ليلى" في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إنها قدمت أغانيها في حفلات أقيمت في جميع أنحاء لبنان في السابق. وفعلاً قدمّت الفرقة حفلة في عام 2010 على نفس المدرج في بيبلوس.

وأضافت أنه "من المستغرب أن تثور موجة من الاعتراضات على أغنية من هذه الأغنيات الآن، مع العلم أنها لا تسيء إلى أحد بشيء ولا تنتقص من أي من القيم والأديان".

وأضافت "هدفنا الارتقاء بالفن وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية... مع التأكيد على احترامنا للأديان ورموزها كافة".

انقسام في وسائل التواصل الاجتماعي

في خضم "المعركة الحالية الدائرة في وسائل التواصل الاجتماعي، قام الطرف المؤيد لإلغاء الحفلة بتعويم منشور قديم لمغني الفرقة الأساسي، حامد سنّو، الذي تشارك ذات مرة صورة أيقونة معدّلة للسيدة العذراء، وقد استُبدل وجهها بوجه النجمة الأميركية مادونا.

والواقع أن هذا المنشور قد يكون السبب الأساسي في الجدل الواسع الذي نراه اليوم.

ومن الواضح أن تقاسم "حامد سنوّ" للأيقونة لم يمرّ مرور الكرام، خصوصاً وأنه في بلد مثل لبنان، يقدّر الانتماء الديني والمذهبي من خلال الأسماء. بقول آخر، رأى مسيحيون في تشارك سنّو، المسلم، صورة مثل هذه، تعدياً على المسيحية.

الكاتب اللبناني الياس خوري كان له رأي آخر، حيث وصف ما تتعرض له الفرقة بالحملة التحريضية قائلاً إنها "تذكر بمحاكم التفتيش التي كانت الكنيسة تقوم بها في أوروبا في القرون الوسطى".

وتابع خوري بالقول إن ما يحصل "اعتداء سافر على حرية التعبير وإذكاء للمناخ الطائفي الذي يلتهم كل شيء في لبنان".

وعبر محبو الفرقة عن تضامنهم مع المجموعة وأنشأوا صفحة خاصة لهذا المسألة على فيسبوك. وكتب الموسيقار والملحن اللبناني مارسيل خليفة على وسائل التواصل الاجتماعي يقول "الحرية لمشروع ليلى".

وبرز موقف الأب عبدو أبو كسم، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، أيضاً في الأوساط اللبنانية في الساعات الأخيرة، إذ أعلن الأخير أن "المركز كان منكباً على دراسة ملف "مشروع ليلى" الذي يهين المقدسات في بعض أغانية ويشكل إساءة وخطراً على المجتمع".

وقال أبو كسم، الذي كانت له مواقف مشابهة أخرى تجاه أعمال فنية، إنه "سيكون هناك للكنيسة موقف حازم" مذكراً بأن "بعض المرجعيات الروحية الإسلامية تعترض على الفرقة أيضاً".

وفيما بدت الآراء التي سمعناها من رجال الدين الذي يمتلكون صفات رسمية في لبنان، موحدة، برزت أصوات دينية أخرى، تعارض منطق القمع والتهديد والقوة، مثل الأب نسيم قسطون الذي قال "إن التهديد والوعيد ليسا طريقة المسيح".

اعلان

أخبار أخرى في يورونيوز:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

معاناة اللاجئين السوريين في لبنان مستمرة ... وتتجدد صيفاً وشتاءً

تقرير لليونيفيل: قذيفتين إسرائيليتين تسببتا في مقتل صحفي وإصابة 6 آخريين في جنوب لبنان

لبنان: الرغبة في الاحتفال بقدوم رمضان تنغصها الحرب على غزة