أحدث الموت المفاجئ لقائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح صدمة في الشارع الجزائري. لم يكن أحد يتوقع أن القائد العسكري الذي كان يخرج إليهم...
أحدث الموت المفاجئ لقائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح صدمة في شارع الجزائري. لم يكن أحد تقريباً يتوقع أن القائد الذي كان يخرج إليهم في خطابات أسبوعية على امتداد نحو 10 أشهر كاملة، سيموت في ظرف جد حساس جداً تمر به البلاد.
توفى قايد صالح يوم أمس، الإثنين، عن عمر ناهز الثمانين عاماً وتم تعيين قائد القوات البرية، اللواء سعيد شنقريحة، بدله، ليصبح قائد أركان الجيش الجزائري الجديد.
في سيرة صالح، توالت ردود أفعال رواد الفضاء الافتراضي الجزائري، حيث انقسموا بين فريقين، الأول بدا يكيل المديح لرجل الدولة، العسكري، والثاني "شامتاً" به.
ومثلما أحدثت خطابات "القايد" في حياته انقساماً لدى المتظاهرين، حيث دعت شريحة كبيرة إلى انسحاب العسكر من الساحة السياسية والمطالبة بدولة مدنية، دافع آخرون عن صورته، التي تمثل الجيش، والذي رأوا فيه "حامياً للحراك".
السجال يتجدد
عاد السجال ليشتد من جديد بعدما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك" بمناشير تذكر بمناقب قائد الجيش، ودوره البارز منذ بداية الحراك خصوصاً ضغطه على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة من أجل التنحي.
واعتبره الكثيرون "بطلاً" أدى الأمانة وقالوا إن "التاريخ سيذكره مطولا".
ورأو فيه الرجل الذي اختار التعامل مع التظاهرات "بسلمية بدل استخدام القوة وإراقة الدماء، ليسقط بذلك "مخططات" من أراد إخراج الدبابات إلى الشارع وقمع المتظاهرين"، في إشارة إلى سعيد بوتفليقة.
غير أن هناك طرفاً أخر رأى في ردود فعل الفئة الأولى نوعاً من "التقديس" و"التبجيل غير المبرر" بقائد الجيش المتوفي خصوصاً وأن قايد صالح كان من ضمن الذين طالب الحراك في الجزائر برحيلهم.
أضف إلى ذلك أن موقف قايد صالح في الأسابيع الأولى من الحراك لم يكن إيجابياً.
كما ذكر البعض أن قايد صالح الذي كان الحاكم الفعلي في الجزائر بعد رحيل بوتفليقة، كان وراء التضييق والقمع الذي شهدته المظاهرات في عدد من المرات والتوقيفات بحق نشطاء وحقوقيين لايزالون وراء القضبان.
واعتبر البعض موت قايد صالح نهاية أحد وجوه "الدولة الأمنية" القائمة منذ عهد الرئيس السابق، ولم يتوان البعض عن التطرق إلى هذا الموضوع، وأحياناً "الشماتة" "القايد" لهذا السبب تحديداً.
تتجه الأنظار الآن إلى قائد الجيش الجزائري الجديد بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة وتحوم تساؤلات حوله فيما إذا ما كان سيتبع نفس نهج سلفه في التعامل مع المتظاهرين الذين لا يزالون مصرين على الخروج إلى الشارع كل جمعة.
في الوقت الذي يرى فيه متابعون للشأن الجزائري أن تعين شنقريحة هو إجراء كان مستعجلا ولابد منه بحكم التراتبية في هرم الجيش، في انتظار من تجده "السلطة الفعلية" أو الجيش الرجل الأنسب لشغل المنصب.