بعد تهديدات إيران ... واشنطن ترسل تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط

بعد تهديدات إيران ... واشنطن ترسل تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط
Copyright Melissa Sue Gerrits/The Fayetteville Observer via APMelissa Sue Gerrits
Copyright Melissa Sue Gerrits/The Fayetteville Observer via AP
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أن الولايات المتحدة سترسل تعزيزات الى الشرق الأوسط بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق وتهديد إيران ب"ردّ قاس"، ما يثير الخشية من نزاع مفتوح بين الجانبين.

اعلان

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة سترسل تعزيزات إلى منطقة الشرق الأوسط بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق فجر اليوم وتهديد إيران بـ"ردّ قاس"، ما يثير الخشية من نزاع مفتوح بين الجانبين.

نشر 3500 جندي إضافي في المنطقة

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية في تصريح لوكالة فرانس برس، إن الولايات المتحدة بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في المنطقة لتعزيز أمن المواقع الأمريكية.

وتوعّدت إيران اليوم الجمعة بالرد على اغتيال قائدها العسكري الكبير قاسم سليماني في العراق على أيدي الأمريكيين،"في الوقت والمكان المناسبين".

وحذر العراق من "حرب مدمرة" بعد إقدام طائرة أمريكية مسيرة على اغتيال رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني والقيادي الكبير في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس عبر استهداف موكبهما قرب مطار بغداد بصواريخ، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، بالإضافة إلى أشخاص آخرين.

وأثارت العملية الأمريكية التي نفذت بأمر من الرئيس دونالد ترامب، قلقا في العالم ودعوات إلى ضبط النفس.

وكشف مسؤول عسكري أمريكي لوكالة فرانس برس، أن العملية نفذت بـ"ضربة دقيقة لطائرة مسيرة استهدفت سيارتين قرب مطار بغداد" كانتا ضمن موكب سليماني والمهندس.

وكان سليماني 62 عاما، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، الجيش العقائدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وموفد بلاده إلى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران فيها.

وكان المهندس رسمياً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي يشكل جزءا من القوات العراقية ويُعد موالياً لإيران، لكنّه كان يعتبر على نطاق واسع القائد الفعلي للحشد.

وروى مسؤول محلي أن المهندس جاء إلى المطار لاستقبال سليماني، "الأمر الذي لا يحصل عادة". "استقبله مع زائرين آخرين، قبل أن تستهدف سياراتهم وتصاب".

ترامب: لا نسعى لتغيير النظام

قال  ترامب الجمعة إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى "تغيير النظام" في طهران، واصفا إياه بأنه "الإرهابي الرقم واحد في العالم".

وشدّد ترامب من منتجعه في فلوريدا حيث يمضي عطلة على أن الضربة كان هدفها "وقف" حرب وليس إطلاقها، مؤكدا أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان يخطط لهجمات "وشيكة" ضد دبلوماسيين وعسكريين أميركيين.

وقال ترامب في تغريدة سابقة على موقع "تويتر"، "الجنرال قاسم سليماني قتل أو أصاب آلاف الأمريكيين بجروح بالغة على فترة طويلة وكان يخطط لقتل عدد أكبر بكثير، لكنه سقط!"، مشيرا إلى أنه كان يجب أن يُقتل "قبل سنوات عدة".

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن قاسم سليماني "كان يخطط لعملية كبيرة في المنطقة، كانت ستعرض حياة العشرات إن لم يكن المئات من الأمريكيين للخطر"، مضيفا "كان هذا هو التقييم الاستخباراتي الذي وجه عملية اتخاذ قرارنا".

ورأى الخبير الأمريكي في المجموعات الشيعية المسلحة فيليب سميث، أن الضربة هي "أكبر عملية تصفية عند رأس الهرم تقوم بها الولايات المتحدة، وهي أكبر من العمليتين اللتين قتلتا أبا بكر البغدادي وأسامة بن لادن"، زعيمي تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

واعتبر رئيس وزراء العراقي عادل عبد المهدي أن الضربة الجوية الأمريكية تشكل "تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة" في العراق.

ووصف المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الضربة الجوية الأمريكية بـ"الاعتداء الغاشم"، معتبرا أنها "خرق سافر للسيادة العراقية وانتهاك للمواثيق الدولية".

أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة

وجاء في بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أن "الهجوم الإجرامي على الجنرال سليماني، كان أكبر خطأ استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن الإدارة الأمريكية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة".

وأضاف البيان أنه "على المجرمين أن يترقبوا انتقاما قاسيا في الوقت والمكان المناسبين".

اعلان

وكان مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي زار منزل سليماني معزيا، توعد "بانتقام قاس". وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام في البلاد.

وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص في طهران وفي مناطق أخرى تنديدا "بالجرائم" الأمريكية، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، وهم يهتفون "الموت لأمريكا".

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن "الأمة الإيرانية الكبيرة والدول الحرة الأخرى في المنطقة ستنتقم من أمريكا على هذه الجريمة البشعة".

كما صدرت دعوات في العراق للرد على العملية الأمريكية، فأمر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر باستئناف نشاطات "جيش المهدي"، أبرز قوة مسلحة شيعية قاتلت القوات الأمريكية في العراق.

وقال أحد أبرز قياديي الحشد الشعبي هادي العامري "نناشد كل القوى الوطنية توحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبية التي أصبح وجودها عبثا بالعراق".

اعلان

في لبنان، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله المدعوم من إيران "القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم".

وأعلنت طهران ظهرا تعيين نائب قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني خلفا لسليماني الذي كان مكلفا العمليات الخارجية لإيران.

وفي مؤشر إضافي على الخشية من حصول تصعيد، دعت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها لمغادرة العراق "فورا".

وأعلنت وزارة النفط العراقية أن العديد من موظفي شركات النفط العاملة في العراق من "حاملي الجنسية الأمريكية غادروا العراق استجابة لطلب حكومتهم".

ولم تشر إيران إلى تفاصيل نقل جثمان سليماني إلى البلاد. إلا أن الحشد الشعبي أعلن أن جثماني سليماني والمهندس سيشيعان غدا السبت في بغداد، ثم ينقلان إلى مدينة كربلاء، ثم إلى مدينة النجف في جنوب البلاد حيث سيوارى المهندس الثرى.

اعلان

بحث البرلمان العراقي في التواجد العسكري الأمريكي

وسيلتئم البرلمان العراقي الأحد. وصدرت دعوات من داخل المجلس لجمع تواقيع نواب للمطالبة بأن يبحث البرلمان في التواجد العسكري الأمريكي في البلاد الذي يعد اليوم 5200 جندي.

وجاءت الضربة الأمريكية بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران وللحشد الشعبي على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية ما أعاد الى الأذهان أزمة السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن في طهران في 1979.

وتصاعدت في الشهرين الأخيرين الهجمات على قواعد عراقية تضم عسكريين أمريكيين أسفرت عن جرح ومقتل عدد من العسكريين العراقيين، وصولا إلى استهداف قاعدة عسكرية في كركوك شمال بغداد بثلاثين صاروخاً في 27 كانون الأول/ديسمبر، ما تسبب بمقتل مدني أمريكي.

وقد ردّت الولايات المتحدة في 29 كانون الأول/ديسمبر بقصف منشآت قيادة وتحكم تابعة لكتائب حزب الله، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي، ما تسبب بمقتل 25 مقاتلا.

انقسام الأراء في واشنطن بين مؤيد ومعارض

وتأتي الضربة الأمريكية قبل أقل من سنة على الانتخابات الرئاسية. وقد انقسمت الآراء حولها في واشنطن.

اعلان

وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي (الحزب الديموقراطي) إن قتل سليماني في ضربة أمريكية يهدد بإحداث "تصعيد خطير للعنف".

في المقابل، كتب السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام على "تويتر"، "أنظر بتقدير إلى العمل الشجاع للرئيس دونالد ترامب ضد العدوان الإيراني"، مضيفا "أقول للحكومة الإيرانية، إذا كنتم تريدون المزيد فستحصلون على المزيد".

ردود أفعال عالمية

وعبرت دول عدة من مختلف أنحاء العالم عن قلقها من حصول تصعيد.

وأعلن قصر الإليزيه الجمعة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبقى على "اتصال وثيق" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمتابعة الوضع في العراق "وتجنب تصعيد جديد خطير للتوتر"، وأنه دعا "كل الأطراف إلى ضبط النفس". وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع بوتين.

ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى ضبط النفس بعد اغتيال سليماني.

اعلان

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "مع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه".

وذكرت الوكالة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلقى اتصالاً هاتفيًا من بومبيو تمّ خلاله "استعراض تطورات الأحداث في العراق والجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر في المنطقة".

وأعلنت شركتا "الملكية الأردنية" و"طيران الخليج" الجمعة تعليق رحلاتهما المتجهة إلى بغداد في إجراء احترازي.

وسارت تظاهرات منددة بالضربة الأمريكية في لاهور في باكستان.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بعد اغتيال سليماني .. العراق "على حافة الهاوية"

بعد مقتل سليماني ... "الحرب العالمية الثالثة" تجتاح "تويتر"

جون كيربي: التهديد الإيراني حقيقي وسنضمن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها