في بلغاريا بلد الدانوب.. مناطق بأسرها تعاني شحّاً في المياه ووزير البيئة رهنَ الاعتقال

في بلغاريا بلد الدانوب.. مناطق بأسرها تعاني شحّاً في المياه ووزير البيئة رهنَ الاعتقال
Copyright Euronews
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

كان بدأ منسوب المياه خلّف سدّ بيرنيك بالتراجع قبل نحو شهرين نتيجة التسرّب الهائل للمياه من الأنابيب المهترئة، وقد تمّ توجيه تحذيرات لوزارة البيئة بهذا الشأن، غير أنّها لم تقم بما يلزم لوقف هدر المياه التي لم يتبق منها خلف السدّ سوى 3 ملايين متر مكعب من أصل 20 مليون متر مكعب.

اعلان

حتى رياض الأطفال، في منطقة بيرنيك الواقعة جنوب العاصمة البلغارية، صوفيا، لم تكن بمنأى عن تداعيات شحّ المياه نتيجة "الفشل في اتخاذ التدابير المناسبة لتجنب الهدر الحاد للسد الذي يوفر مياه الشرب إلى بيرنيك والقرى المجاورة"، هذا الفشل كانت السلطات حمّلت وزرَه لوزير البيئة، نينو ديموف، فقامت باعتقاله بتهمة "سوء إدارة متعمدة لأزمة المياه".

تقول مديرة روضة الأطفال "كالينا مالينا"، ميهيلا إيفيلوفا: "نقوم بشراء المياه المعدنية من أجل الشرب وطبخ وجبات الأطفال، أما بالنسبة للمياه المستخدمة لأغراض التنظيف والصرف الصحي، فإننا نقوم بتخزينها في براميل حينما يبدأ ضخّها في الساعة الثالثة مساء، فما أن تُضَخُّ المياه في الأنابيب، حتى نشرع بأعمال الغسل والتنظيف، ثم نبدأ بعدها بملء البراميل لاستخدامها في اليوم التالي".

وكان منسوب المياه خلف سدّ بيرنيك قد بدأ بالتراجع قبل نحو شهرين نتيجة التسرّب الهائل للمياه من الأنابيب المهترئة، وقد تمّ توجيه تحذيرات لوزارة البيئة بهذا الشأن، غير أنّها لم تقم بما يلزم لوقف هدر المياه التي لم يتبق منها خلف السدّ سوى 3 ملايين متر مكعب من أصل 20 مليون متر مكعب، وفق ما تؤكده التقارير.

ثمّة هدرٌ في مياه الشرب يقدّر بنحو 65 بالمائة. هذه المياه يتم فقدانها نتيجة تسرّبها، ما أدى إلى شحّ المياه في بيرنيك، ونتيجة لذلك، اتّجهت السلطات بدءاً من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بتقنين المياه. وسيستمر هذا الإجراء، وفقاً للتقديرات، حتى شهر نيسان/أبريل القادم.

منطقة بيرنيك التي يعيش فيها نحو 90 ألف نسمة، تقوم على أطرافها مصانع وشركات تصلها المياه باستمرار، وحينما تمّ تحذير الوزير ديموف من انخفاض المياه في الخزّان الرئيس للمنطقة لمستويات قياسية، لم يقم بتغيير خطة توزيع المياه، وهو ما أثار حفيظة عمدة برنيك المعيّن حديثاً.

يقول عمدة بيرنيك، ستانيسلاف فلاديميروف: "الخزان حالياً لا يستطيع تزويد قطاع الصناعة، الأولوية هي لتزويد السكان، لا يمكن ضخّ مياه الشرب النظيفة إلى المصانع. هذه كيانات صناعية كبيرة ويمكنها حفر الآبار وإيجاد مصدر بديل للمياه".

لم يُجب مصنع برنيك للصلب على طلبنا لإجراء مقابلة، لكنّ نقابات العمّال في المدينة حذرت من أنه في حال ما تمّ وقف ضخّ المياه إلى المصنع، فقد يتسبب ذلك في توقف 1500 عامل عن العمل.

وكانت السلطات في بيرنيك قد عارضت تقنين المياه قبل الانتخابات البلدية في شهر تشرين الأول/أكتوبر، خشية حدوث تداعيات سياسية، غير أن السلطات، وأمام الواقع الذي خلّفه تراجع منسوب المياه في الخزان، تتجه إلى جرّ المياه عبر البنية التحتية لإمدادات صوفيا التي تبعد عن بيرنيك مسافة 20 كيلومتراً، لكنّ حتى مثل هذا الأمر ليس هيناً وربما يحتاج إنجازه الى أسابيع وربما أشهر.

ويجدر بالذكر أن البرلمان البلغاري وافق الأسبوع الماضي على تعيين إميل ديميتروف"وزيرًا للبيئة خلفاًُ لديموف، هذا في وقت تواجه فيه البلاد الكثير من التحديات البيئية نتيجة تلوث الهواء والأنهار وانحسار رقعة الغابات.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

كوبنهاغن تطمح لتكون صديقة للبيئة خلال استضافتها منافسات اليورو 2020 لكرة القدم

ترامب يطلق معركته التجاريه ضد أوروبا من منتدى دافوس

مخاوف من ارتفاع منسوب مياه المحيطات نهاية القرن