أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الأحد جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" بوقف استخدامه تكنولوجيا مراقبة الهواتف في المعركة ضد فيروس كورونا، ما لم يبدأ البرلمان تشريع إرشادات للممارسة المثيرة للجدل.
أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الأحد جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" بوقف استخدامه تكنولوجيا مراقبة الهواتف في المعركة ضد فيروس كورونا، ما لم يبدأ البرلمان تشريع إرشادات للممارسة المثيرة للجدل.
وقالت المحكمة في قرارها إن على البرلمان أن يبدأ العملية التشريعية يوم الخميس.
الحكومة تدافع والحقوقيون يهاجمون انتهاك الخصوصية
هذا القرار يأتي بعد ساعات من إعلان وزير الصحة الإسرائيلي أنه سيستقيل بعد ضجة عامة بشأن تعامله مع الأزمة وإصابته بوباء كوفيد19.
وقالت إسرائيل الشهر الماضي إنها تستخدم تكنولوجيا المراقبة الهاتفية الخاصة بجهاز "الشاباك" للتعرف على الأشخاص المعرضين للفيروس من خلال تتبع تحركات أولئك المصابين بالفعل. ثم تأمر الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بالمصابين بحجر أنفسهم في المنازل.
وبينما يدافع المسؤولون عن الممارسة كإجراء لإنقاذ الأرواح، تهاجمها جماعات الحقوق المدنية بوصفها اعتداء على الخصوصية.
وأشاد مركز عدالة، وهو مركز حقوقي عربي غير ربحي داخل إسرائيل، بقرار المحكمة لكنه قال إنهم "قلقون للغاية" من أن المحكمة أعطت فعلاً الحكومة الكثير من الوقت لإجراء هذه الممارسة وتشريعها.
وقال المركز: "قرار المحكمة العليا الذي يعترف بعدم شرعية الإجراء ولكنه يسمح باستمراره يلحق ضرراً شديداً بالحقوق المدنية لجميع المواطنين".
وقال جهاز الأمن العام "الشاباك" إنه يراجع القرار وليس لديه أي تعليق آخر.
لكن الوزير في الحكومة يوفال شتاينتز، وهو حليف لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصف الحكم بأنه "مثير للقلق" واتهم المحكمة "بالتدخل المفرط وغير الضروري".
وزير الصحة المستقيل يدافع عن أدائه
في غضون ذلك، أبلغ وزير الصحة يعقوب ليتسمان نتنياهو أنه سيتنحى عن منصبه في بيان، لم يتطرق فيه إلى قيادته الوزارة معظم العقد الماضي والتي تعرضت لانتقادات شديدة.
بدلاً من ذلك، سيتولى وزارة الإسكان للتعامل مع أزمة االسكن في البلاد.
تعرض ليتسمان، وهو سياسي أرثوذكسي متشدد لم يتلق تدريبًا طبيًا رسميًا، لانتقادات بسبب أدائه في المؤتمرات الصحفية، كما يحكى عن مقاومته مقترحات لتشديد إجراءات الإغلاق التي قد تؤثر على المجتمع الديني في البلاد.
في وقت مبكر من هذا الشهر، تم تشخيص ليتسمان بوباء كوفيد 19 بعد تجاهل أوامر وزارته لتجنب الصلاة الجماعية في الأماكن العامة، وتعافى لاحقاً.
في مقابلة تلفزيونية يوم الأحد، قال ليتسمان إنه لم ينتهك أبدًا قواعد الإغلاق وهو يغادر منصبه استعداداً لتحد جديد، وليس بسبب الضغط العام.
وقال لقناة 13 التلفزيونية مشيراً إلى تفشي المرض: "من الواضح أن الأمور تغيرت إلى الأفضل".
وتم الإشادة بالحكومة بشكل عام لأنها احتوت أزمة فيروس كورونا، حيث أصاب الفيروس أكثر من 15000 إسرائيلي وقتل ما يقرب من 200 شخص، دون أن ينهك النظام الصحي كما حصل في أماكن أخرى، وبدأت البلاد في تخفيف أسابيع من الإغلاق.