ذهول في الجزائر بعد كشف قيمة أموال الإعلانات التي استفادت منها الصحف في عهد بوتفليقة
أحدث تقرير صحفي أجرته إحدى الصحف المحلية في الجزائر مع مسؤول عن وكالة تعنى بتنظيم وتوزيع الإعلانات الحكومية على وسائل الإعلام المقروئة والسمعية البصرية جدلا كبيرا وسط الجزائريين والمهتمين بحقل الإعلام من طلبة وصحفيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
وكان مدير "وكالة الوطنية للنشر والإشهار" العربي ونوغي كشف خلال حوار صحفي عن أرقام ضخمة من الأموال العمومية استفادت منها صحف كعائدات عن إعلانات على صفحاتها في الوقت الذي كانت متوقفة عن الصدور أو تعود مكليتها لمسؤولين استخدموا هويات شخصيات أخرى كواجهة لتجنب "تضارب المصالح".
ووفق وما ذكره مدير الوكالة كانت عائدات الأموال تذهب لمسؤوولين أو أبناء مسؤولين في الدولة وبرلمانين وحتى شخصيات رياضية قاموا بتأسيس مؤسسات إعلامية للإستفادة من هذه الأموال.
وبلغت قيمة أموال الإعلانات (الإشهار) المقدمة لوسائل الإعلام قرابة 15 ألف مليار سنتيم أي ما يعادل 115 مليون دولار خلال العشرين سنة الأخيرة.
ونشر مستخدمو تويتر تغريدات عبروا من خلالها عن ذهولهم من حجم الأرقام والشخصيات التي كانت واراء تأسيس صحف لجني ثروة.
وأشار مستخدمون لواقع الإعلام في الجزائر الذي نخره الفساد وأدى إلى "جرائد بلا قيمة وحرية تعبير منعدمة".
كما علق آخرون على الأرقام التي كان يمكن أن تصنع "مدينة إعلامية تنافس كبرى القنوات العالمية".
ولعل من بين أكثر الأسماء التي شدت انتباه الجزائريين هو اسم اللاعب ومدرب المنتخب الجزائري السابق رابح ماجر الذي حصل على أموال ضخمة من الإعلانات عقب تأسيسه لصحيفتين لم تكونا معروفتين لدى الجزائريين لمحدودية انتشارهما.
كما كشف مدير الوكالة أيضا عن أسماء صحف أجنبية كبيرة استفادت من أموال بهدف "تلميع صورة نظام بوتفليقة" على الساحة الدولية على حد قوله.
وتحصي الجزائر قرابة مئة وخمسين صحيفة ورقية دورية وفق أرقام وزارة الإتصال الجزائرية وذلك منذ فتح مجال الإعلام للخواص في تسعينيات القرن الماضي، في حين لايزال البلد حديث العهد في المجال السمعي البصري بعدما سمحت السلطات بانشاء قنوات تلفزيونية خاصة نهاية 2011، لتنهي بذلك قرابة 50 سنة من احتكار السلطة للتلفزيون والإذاعة.