شاهد: نساءُ الطوارق في الجزائر سياجٌ لحماية التقاليد ووتدٌ لخيمة التاريخ

اعلان

بضفائر الشعر الأسود وزخارف الحنّاء الجميلة، وبنقوش وشم مشبع دلالةً ورمزية تُعرف نساء الطوارق في الجزائر، وهنّ اللواتي ما برحن يغزلنَ من خيوط الشمس أوتاداً تشدّهنّ إلى حاضرة الصحراء الكبرى في أفريقيا.

وتتبوأ المرأة الطوارقية مكانة اجتماعية مرموقة، تتميز بها عن باقي النساء في المجتمعات البدوية الإفريقية، إذ أنها تعدّ صاحبة قرارٍ في أوساط أسرتها وصاحبة امتيازات داخل مجتمعها.

الطوارق الذين يُقدّر عددهم بنحو ثلاثة ملايين ونصف المليون، تتمدد رقعتهم الجغرافية في منطقة فزان الليبية وآزواد وآدغاغ المالية، وأيّير النيجيرية، إضافة إلى منطقة هقّار في جنوب الجزائر.

أطراف التاريخ

ملابس نساء الطوارق في الهقّار، كما زينتهنّ، تتكئ على حكايا موغلة في القدم، فحين ينظر المرء في أشيائهنّ تلك، فكأنه يرى أطراف التاريخ ويكشفُ سراً من أسرار الصحاري.

والتزيّن والتجمّل عند الطوارقيات له طقوس أصبحت مع الزمن رمزاً للهوية الأمازيغية الأصيلة ودليلاً على الاعتزاز بتلك الهوية والتشبث فيها، علماً أن المساحيق المستخدمة في التجميل كلها مواد طبيعية أثبتت جدارتها على مرّ العصور، وذلك وفق ما تؤكد إحدى نساء الطوارق التي تقول "هذا هو مصدر مكياج نساء الطوارق، هذا الحجر يُطلق عليه مكاراس، وهذا الحجر الأحمر يسمّى تيفيدست، جميع مواد التجميل هي منتجات طبيعية".

الموسيقى

للطوارق آلات موسيقية تقليدية يتمّ استخدامها في الأفراح والأعراس، منها التيندي، وهي آلة إيقاعية، و إمزاد وهي آلة وترية تشبه الكمان وتعدّ الأهم في موسيقى الطوارق، ويعزف على هذه الآلة النساء فقط، وقد أدرجت هذه الآلة وما يتعلق بها من مهارات ضمن لائحة التراث العالمي الثقافي اللامادي للإنسانية. وتشكلت في العصر الحاضر العديد من الفرق الموسيقية الطارقية من أشهرها "تيناريوين"، "تركافت"، "تاميكريست"، "إمرهان" و"توماست".

الصياغة والزخرفة

يتجلّى الإبداع الفني لدى الطوارق في صياغة المجوهرات والحلي وزخرفات السروج المعدنية والجلدية التي تسمى "تريكت"، إضافة إلى صناعة السيوف، والتي يعدّ أبرزها سيف "تاكوبا"، كما يصنّع الطوارق القلائد الذهبية والفضية المسماة "تاسغالت"، والأقراط التي يُطلق عليها "إزابان"، فضلاً عن صناديق ذات زخارف معدنية تستخدم لنقل الأمتعة.