خمسة أعوام على اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.. هل وصلت المحادثات إلى طريق مسدود؟

بداخل أحد مخيمات اللجوء على الحدود التركية-السورية
بداخل أحد مخيمات اللجوء على الحدود التركية-السورية Copyright Anonymous/AP2011
Copyright Anonymous/AP2011
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تمر اليوم خمسة أعوام بعد إبرام الاتحاد الأوروبي وتركيا في 18 آذار/مارس 2016 اتفاقا مثيرا للجدل لوقف تدفق اللاجئين نحو التكتّل، جاء ذلك بعد أزمة الهجرة التي شهدتها أوروبا عام 2015، مع وصول أكثر من مليون مهاجر إلى دول الاتحاد.ما الذي حققه الاتفاق؟ ولماذا يرغب الأتراك في إعادة مراجعته

اعلان

أعلنت المفوضية الأوروبية أن اتصالاً بالفيديو سيتم الجمعة بين قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، فيما يكمل الطرفان اليوم خمسة أعوام على إبرام اتفاق يخص اللاجئين. 

وفي 18 آذار/مارس 2016 اتفاقا مثيرا للجدل لوقف تدفق اللاجئين نحو التكتّل، جاء بعد أزمة الهجرة التي شهدتها أوروبا عام 2015، مع وصول أكثر من مليون مهاجر إلى دول الاتحاد.

ما الذي حققه الاتفاق؟ ولماذا يرغب الأتراك في مراجعته، ولمَ ترى أنقرة أن هذه المراجعة ستكون "مفتاح أجندة إيجابية مع أوروبا"، في حين يتهم الأوروبيون أنقرة بعدم الاتزام ببنوده؟

وينص الاتفاق على إعادة "مهاجرين غير قانونيين" من الجزر اليونانية إلى تركيا، ونددت به منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. غير أن ألأوروبيين تعهدوا بالمقابل "بإعادة توطين" سوريين بقوا في مخيمات اللاجئين في تركيا، ودفع شريحتين من ثلاثة مليارات يورو لمساعدة تركيا على استقبال اللاجئين.

إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول إلى دول التكتّل

كان يفترض أيضا أن يسرع الاتحاد الأوروبي عملية إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول بشرط استيفاء عدد من المعايير، تلك المتعلقة بالانضمام إلى الاتحاد الاوروبي وكذلك المحادثات حول توسيع الاتحاد الجمركي. 

وهاتان المسألتان لا تزالان حالياً في طريق مسدود.

وتم التعهد بدفع ستة مليارات يورو دفعت منها 4,1 مليارات حتى الآن بحسب المفوضية الأوروبية التي دعمت أكثر من 100 مشروع لتزويد اللاجئين بالاحتياجات الأولية والرعاية الصحية والتعليم. 

وبحسب بروكسل، من المتوقع أن تتواصل المدفوعات لمعظم المشاريع حتى 2022 و2023.

أوروبا تضخ 535 مليون يورو إضافية لمساعدة اللاجئين في تركيا

في عام 2020، خصص الاتحاد الأوروبي 535 مليون يورو إضافية لمساعدة اللاجئين في تركيا. من جهتها تؤكد أنقرة أنها صرفت "3,6 مليارات يورو فقط للسوريين" مشيرة إلى أنها تستقبل على أراضيها 3,7 مليون سوري.

تراجع عدد المهاجرين الوافدين إلى اليونان بشكل كبير

انخفض عدد الذين يعبرون بحر إيجه من 856 ألفاً في 2015 إلى 173 ألفاً في السنة التالية و30 ألفاً في 2017. ولم يبلغ بالكاد 10 آلاف في 2020 لكن ذلك يفسر إلى حد كبير بسبب تأثير جائحة كوفيد.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الأوروبين جوزيب بوريل إن هذا الاتفاق "واجه انتقادات شديدة لكنه أعطى نتائج ملموسة" مشيرا إلى "انخفاض كبير في الخسائر في الأرواح وتراجع العبور بشكل غير قانوني وتحسن وضع اللاجئين والمهاجرين في تركيا". وأضاف "الأرقام تثبت ذلك ".

تركيا تستعيد 2140 مهاجراً من الجزر اليونانية

منذ العام 2016، استعادت تركيا 2140 مهاجراً من الجزر اليونانية في حين تم توطين 28,621 لاجئاً سوريا من تركيا في الاتحاد الأوروبي. ويأخذ الاتحاد على أنقرة توقفها عن إعادة مهاجرين غير قانونيين من الجزر اليونانية منذ بداية الوباء.

مكافحة مهربي البشر

وصرحت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون في الآونة الأخيرة "نتوقع من تركيا أن تؤدي قسطها، خصوصا مكافحة مهربي البشر وأن تستأنف إعادة المهاجرين من الجزر اليونانية".

وقالت إنه بعد توقف، استأنف الاتحاد الأوروبي في آب/اغسطس 2020 استقبال لاجئين من الذين بقوا في تركيا. وأوضحت أنه "تم توطين 2500 إلى 3000 منذ العام الماضي".

قال نائب وزير الخارجية التركي المكلف الشؤون الأوروبية فاروق قايماقجي "نحن لا نستعيد المهاجرين لأن الاتحاد الأوروبي لا يفي بالتزاماته الواردة في الاتفاق".

الاتحاد الأوروبي والتعاون مع تركيا في شمال سوريا

وطالب خصوصا الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع تركيا في شمال سوريا لافساح المجال أمام عودة اللاجئين الى هناك لكن أيضا بمساعدة مالية إضافية لتقديم الرعاية لنصف مليون لاجىء من جنسيات أخرى متواجدين على الأراضي التركية.

أنقرة تهدد بالغاء الاتفاق

يرغب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي هدد في الماضي عدة مرات بالغاء الاتفاق للضغط على الاتحاد الأوروبي، في تجديده وتوسيع نطاقه. تطالب تركيا بآفاق للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، واستئناف المفاوضات حول الاتحاد الجمركي وتحرير تأشيرات الدخول.

الاتحاد الاوروبي "يرفض بشدة استخدام تركيا للمهاجرين لأغراض سياسية"

وفي الرابع من الشهر الجاري، أصدر وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي بيانا عبروا فيه عن رفضهم الشديد "لاستخدام تركيا للمهاجرين لأغراض سياسية". 

اعلان

ودعا وزراء الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد عقب اجتماع طارئ تركيا لتنفيذ كامل بنود اتفاق عام 2016 والذي التزمت أنقرة بموجبه بمنع تدفق اللاجئن إلى أوروبا مقابل دعم مالي.

العلاقات مع تركيا على جدول أعمال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي

وكانت تركيا قد رفضت اتهامات الاتحاد الأوروبي بأنها تستغل المهاجرين "لابتزاز" الاتحاد بعد أن فتحت حدودها أمام المهاجرين الساعين إلى بلوغ أوروبا. وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن على أوروبا دعم المبادرات التركية الهادفة إلى تسوية النزاع في سوريا إذا أرادت وضع حد لأزمة المهاجرين. وستكون العلاقات مع تركيا على جدول أعمال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي في 25 و26 آذار/مارس.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: "معجزة" تحققُ للاجئة فلسطينية وأطفالها حلمَ الوصولِ إلى اليونان

تركيا تطلب من وسائل إعلام مصرية معارضة "تخفيف النبرة" تجاه السلطات المصرية

أنقرة وشركاؤها في الاتحاد الأوروبي.. المحادثات الصعبة