فرجين هي مساعدة رعاية تبلغ من العمر 48 عامًا وتعمل في مأوى مسنين في فرنسا، قررت التوجه لعيادة في لوهانز مصممة لمنح العاملين الصحيين فترة راحة هم في أمس الحاجة إليها بعد ما قاسوه.
بعد أن وصلت إلى أعتاب الانهيار بسبب ضغط عملها أثناء ذروة انتشار وباء كوفيد-19، اتخذت فرجيني قراراً بطلب المساعدة رغم أنها عادة من تقدمها للآخرين.
فرجين هي مساعدة رعاية تبلغ من العمر 48 عامًا وتعمل في مأوى مسنين في فرنسا، قررت التوجه لعيادة في منطقة لنكة مصممة لمنح العاملين الصحيين فترة راحة هم في أمس الحاجة إليها بعد ما قاسوه.
تتذكر فيرجين الوضع وتصفه بالكارثي، وتصف تأثيره عليها وكيف شعرت أنها في دوامة لا يمكن الخروج منها، وكيف عزلت نفسها عن عائلتها وأصدقائها ولم تعد تمارس أياً من الأنشطة التي كانت شغوفة بها، وفقدت أي دافع للاهتمام بنفسها حتى.
وتحدثت فرجيني عن وعود كثيرة أعطيت لهم كعاملين في المجال الطبي ولم ينفذ منها شيء، بل حتى العمل وبعد أن كان اختيارياً في البداية أصبح إلزامياً لاحقاً وفقاً لها. وتتذكر فرجيني بأسى ما شهدته خلال العام الماضي حيث سجلت الدار التي تعمل لديها تسعة وفيات خلال يومين في الأسبوع الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، هؤلاء التسعة كانوا أشخاصاً رافقتهم واعتنت بهم على مدى سنوات وكانوا كالأسرة الواحدة.
وعن طريقتها في مواجهة الأمر تقول فيرجيني إنها لجأت إلى المهدئات ومسكنات الألم والكحول حتى تتمالك نفسها وتكمل المهام الموكلة إليها، وتعترف بأنها تأخرت في طلب المساعدة لشعورها بالعار من أن تطلب إجازة مرضية رغم أنها لم تعد قادرة على القيام بعملها بشكل صحيح، وتقول إنها أخيراً عندما اتخذت القرار وأتت إلى هذه العيادة ذهلت عند وصولها، لكونها هي المريضة هذه المرة، إلا أن التسليم بذلك في النهاية غير كل شيء.
من جهتها تقول الدكتورة أنياس أويلسنر، وهي طبيبة نفسية في عيادة لوغوز: "كانت هناك صدمة في الموجة الأولى. هناك إيماءات وصور شاهدتها وسمعتها كثيرًا، الكثير من الأمور العالقة التي كان يجب حلها. يستغرق الأمر قدرًا معينًا من الوقت حتى يشعر الناس بالسوء والتصدع، لذا لم ينهاروا خلال البداية مع الموجة الأولى، بدأ الانهيار خلال الصيفي. بالمثل حصل خلال الموجة الثانية، الانهيار كان في نهاية الشتاء بعد بداية هذا العام"، وعن الشعور بالذنب والخجل لدى مقدمي الرعاية الصحية الذين لجأوا إلى العيادة تقول: "هناك عار أن تكون ضعيفًا عندما تكون مقدم رعاية، كما لو كان عليك دائماً أن تكون قويًا وبصحة جيدة، والأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم هو أخذ مكان المريض بعد أن كانوا معتادين أن يكونوا هم أنفسهم من يقدمون الرعاية للآخرين".
تقول جولي، وهي أخصائية تغذية في مستشفى للأمراض النفسية ومريضة في العيادة، إن النشاط البدني يسمح لهم بالتخلص من التوتر والتفكير بأشياء أخرى واستعادة اللياقة، وتضيف: "في المنزل لا نفعل أي شيء عندما نشعر بالاكتئاب، لا نتحرك، لذا هذا يعيدنا إلى الدوامة".