وتشهد المدينة المقدسة حالة من الاحتقان الشديد بسبب التضييق الذي تفرضه الدولة العبرية على الراغبين في الوصول إلى أجزاء من البلدة القديمة وجاء تهديد الإجلاء القسري لسكان حي الشيخ جراح من منازلهم ليزيد نار الغضب اشتعالا
ليلة دامية شهدها المسجد الأقصى أمس الجمعة وأسفرت عن جرح ما لا يقل عن 200 فلسطيني جاؤوا لأداء صلاة التراويح قبل أن تباغتهم القوات الإسرائيلية وتلاحقهم حتى داخل المصلي القبلي نفسه. وقد أطلقت تلك القوات القنابل الصوتية والرصاص المطاطي ما أدى لإصابة بعض الفلسطينيين بجراح خطيرة في العين والرأس وقد استدعت الإصابات لدى ما لا يقل عن ثمانين شخصا نقلهم إلى المستشفى.
وقد أظهرت مقاطع فيديو مصورة جنود إسرائيل وهم يقتحمون باحة المسجد الأقصى فيما كان المصلون بما فيهم النساء والأطفال يؤدّون صلاة التراويح في آخر جمعة من شهر رمضان.
وقد رد الفلسطينيون بإلقاء الحجارة والزجاجات البلاستيكية على القوات الإسرائيلية التي عمدت لإغلاق أبواب المسجد الأقصى على المصلين الذين كانوا في الداخل لمدة ساعة أو يزيد.
وتشهد المدينة المقدسة حالة من الاحتقان الشديد بسبب التضييق الذي تفرضه الدولة العبرية على الراغبين في الوصول إلى أجزاء من البلدة القديمة وجاء تهديد الإجلاء القسري لسكان حي الشيخ جراح من منازلهم ليزيد نار الغضب اشتعالا. إذ تقع 4 أربع عائلات فلسطينية تسكن هذا الحي الذي احتلته إسرائيل في حرب حزيران 67 تحت طائلة دعوى قضائية رفعها مستوطنون يهود بذريعة أن تلك المنازل توجد على أراض يملكونها. أما المحكمة الإسرائيلية العليا التي نادرا ما تحكم لصالح الفلسطينيين إذا ما تعلق الأمر بعقارات أو أراض، فقد حددت جلسةً في العاشر من هذا الشهر للبت في الاستئناف الذي تقدمت به العائلات المهددة بالطرد من منازل تقيم فيها منذ عشرات السنين ودون أن يكون لها مكان آخر تلجأ إليه.
وقد لقيت قضية طرد عائلات الشيخ جراح صدى كبيرا صاحبته حملة تضامن واسعة على الشبكة العنكبوتية وسط تحذيرات أممية ودولية من مغبة خروج الأمور عن نطاق السيطرة.