نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من النشوء إلى السقوط

لافتة على أحد الشواطئ في مقاطعة الكاب الغربية كُتب عليها "المنطقة البيضاء" أثناء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في 23 يونيو 1976.
لافتة على أحد الشواطئ في مقاطعة الكاب الغربية كُتب عليها "المنطقة البيضاء" أثناء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في 23 يونيو 1976. Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

استند هذا النظام الذي أنشأه الحزب الوطني الذي سيطر على الحياة السياسية في البلاد من العام 1948 حتى 1994، إلى ثلاث ركائز: قانون تصنيف السكان وقانون الإسكان المنفصل وقانون الأرض.

اعلان

شكل الفصل العنصري الذي كافحه الأسقف ديسموند توتو الذي توفي الأحد عن 90 عاما، نظاما سياسيا قائما على التمييز العنصري استمر حوالى نصف قرن وسقط رسميا في العام 1991.

فصل عرقي

مع تجاهل الغالبية السوداء، ولدت جنوب إفريقيا المعاصرة "بين البيض" في العام 1910، من اتحاد المستعمرين البريطانيين والأفريكانيين (أو البوير) الذين يتحدرون من أصول هولندية.

استند هذا النظام الذي أنشأه الحزب الوطني الذي سيطر على الحياة السياسية في البلاد من العام 1948 حتى 1994، إلى ثلاث ركائز: قانون تصنيف السكان وقانون الإسكان المنفصل وقانون الأرض.

كان السكان يصنّفون منذ ولادتهم أربع فئات: بيض، سود، خلاسيون وهنود. وفي الحياة اليومية، خصصت حافلات ومطاعم وشبابيك تذاكر وحتى شواطئ للبيض. وحظر الزواج المختلط والعلاقات الجنسية بين الأعراق. وكان السود يحصلون على تعليم أو رعاية صحية أقل جودة.

حجزت معظم الأراضي (87 %) للبيض. وأجلي نحو 3,5 ملايين شخص قسرا ونقل السود إلى "بلدان السود" (أماكن للنوم) و"بانتوستانات" (محميات عرقية). وما زالت مشكلة إعادة توزيع الأراضي قائمة حتى اليوم.

حتى العام 1986، كان على السود التنقل حاملين "تصريحا"، أي وثيقة هوية تحدد المكان الذي يسمح لهم بالذهاب إليه، تحت طائلة خطر السجن أو دفع غرامة.

مقاومة

ولّد نظام الفصل العنصري مقاومة على الفور. وتبنى المؤتمر الوطني الإفريقي في البداية أساليب غير عنيفة، ودعا إلى إضرابات وحملات مقاطعة وعصيان مدني.

في العام 1960، فتحت الشرطة النار على متظاهرين في شاربفيل ما أسفر عن مقتل 69 من السود. وحظر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي والحزب الشيوعي وفرضت حالة طوارئ.

واختار حزب المؤتمر الوطني الإفريقي العمل السري والكفاح المسلح. وفي العام 1964، حكم على زعيمه نيلسون مانديلا بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بتهمة "التخريب".

وفي العام 1976، نزل آلاف من تلاميذ المدارس إلى شوارع سويتو للتنديد بقانون يقضي بفرض تدريس اللغة الأفريكانية. وبدأت الشرطة إطلاق النار لكن الاحتجاج استمر وقتل عدة مئات من الأشخاص.

وفي العام 1977، توفي ستيف بيكو، مؤسس حركة الوعي الأسود، في السجن بعد تعرضه للضرب على أيدي الشرطة. ولفتت مذبحة شاربفيل انتباه العالم إلى القمع الوحشي للنظام، ما أدى إلى بدء عزلة جنوب إفريقيا دوليا.

وتراكمت العقوبات الدولية ضد جنوب إفريقيا، فاستبعدت من الألعاب الأولمبية وطردت من هيئات الأمم المتحدة وفرض عليها حظر أسلحة، وشارك نجوم من عالم الموسيقى في احتفال ضخم أقيم في ملعب ويمبلي في لندن عام 1990، للتنديد بنظام الفصل العنصري وتكريما لمانديلا.

أول انتخابات حرة في العام 1994

في شباط/فبراير 1990، فاجأ الرئيس فريدريك دو كليرك الذي كان قد تولى السلطة قبل خمسة أشهر، البلاد بإضفاء الشرعية على المعارضة السوداء. فأفرج عن نيلسون مانديلا في 11 شباط/فبراير بعد 27 عاما في السجن. وبعد عام ونصف عام، في 30 حزيران/يونيو 1991، ألغي نظام الفصل العنصري رسميا.

لكن التحول الديموقراطي لم يكن سهلا وخاليا من العقبات. قاوم المتطرفون البيض التغيير بعنف، وتحول التنافس بين مقاتلي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وحزب الزولو إنكاثا إلى أعمال عنف دامية.

وأضيفت إلى ذلك هجمات كان يشنها متطرفون بيض (لا سيما حركة المقاومة الأفريكانية) وسود (الأفارقة من جيش تحرير شعب آزان). وفي نيسان/أبريل 1993، كادت البلاد أن تشهد حربا أهلية بعد أن أحد مؤيدي اليمين المتطرف الأبيض، الأمين العام للحزب الشيوعي كريس هاني، حليف حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

وفي نيسان/أبريل 1994، أجرت جنوب إفريقيا أول انتخابات متعددة العرق طاوية صفحة نظام الفصل العنصري. وعند انتخابه رئيسا قال نيلسون مانديلا "أحرار أخيرا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

سقوط 19 قتيلا في إطلاق نار داخل حانتين في جنوب إفريقيا

موسكو تدرس اقتراح حلف الأطلسي إجراء محادثات الشهر المقبل

لحظة إطلاق أسدين في محمية بجنوب إفريقيا بعد إنقاذهما في أوكرانيا