قضية اللاجئين تعود إلى الواجهة في بولندا وهذه المرة عبر الملف الأوكراني

منظر عام للعاصمة البولندية، وارسو
منظر عام للعاصمة البولندية، وارسو Copyright Czarek Sokolowski/AP
Copyright Czarek Sokolowski/AP
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

في الوقت الذي قامت فيه دولٌ عدّة بسحب بعثاتها الدبلوماسية المعتمدة لدى كييف، أعلنت وارسو استمرار عمل طاقمها الدبلوماسي في أوكرانيا، لتسهيل عمليات المغادرة لمن أراد من الأوكرانيين اللجوء إلى خارج البلاد.

اعلان

مع تصاعد حدّة الأزمة الأوكرانية، تستعد بولندا، ودولٌ أوروبية أخرى، لاستقبال لاستقبال مئات الآلاف الذين قد يفرون من أوكرانيا في حال تعرّّض بلادهم لغزو روسي، لكنّ وارسو لا زالت تعقد آمالاً على إمكانية تجنّب السيناريو الأسوأ لهذه الأزمة التي باتت الشغل الشاغل للأوروبيين.

ففي الوقت الذي قامت فيه دولٌ عدّة بسحب بعثاتها الدبلوماسية المعتمدة لدى كييف، بما فيها الولايات المتحدة، أعلنت وارسو استمرار عمل طاقمها الدبلوماسي في أوكرانيا، لتسهيل عمليات المغادرة لمن أراد من الأوكرانيين اللجوء إلى خارج البلاد.

يقول نائب وزير الخارجية البولندي، مارسين برزيداتش، إن بلاده التي استقبلت عدداً كبيراً من المهاجرين الاقتصاديين الأوكرانيين في السنوات الأخيرة لا سيما بعد التوغلات الروسية في أوكرانيا، العام 2014، قامت خلال الأسابيع الماضية بوضع خطط لاستقبال اللاجئين من تلك البلاد التي تتشاركان حدوداً طولها يتعدى 500 كلم.

بولندا وقضية اللاجئين

في بولندا ثمة موقف مناهض لقضية اللاجئين والمهاجرين لطالما وُصف بـ"المتشدد"، والذي يرجعه بعض السياسيين إلى عدم الرغبة في استيعاب البلاد عدداً كبيراً من الأِشخاص المتحدرين أصول دينية وعرقية مختلفة.

يجدر بالذكر في هذا السياق أن الحدود البولندية مع بلاروس، شهدت الصيف الماضي محاولات اختراق قام بها مهاجرون ولاجئون قادمون من منطقة الشرق الأوسط، إلا أن حكومة وارسو تعاملت مع هذا الملف بتشدد، وعلى الرغم من أن اتفاقية جنيف بشأن اللاجئين، تلزم بولندا بتلقي طلبات اللجوء ومعالجتها، غير أن الحكومة أعلنت عن تعديل خاص بلوائح المعابر الحدودية في 20 آب/أغسطس الماضي، أتاح لها التنصل من تلك المسؤولية، حيث تم اعتبار أولئك المهاجرين أشخاصا غير مرحب بهم في البلاد وبات لزاماً عليهم مغادرتها.

لكنّ الأوكرانيين، يتشاركون مع البولنديين في أصولهم السلافية، كما أنّ لدى الشعبين اللغة ذاتها والعادات والتقاليد نفسها، وخلال السنوات الأخيرة، قام المهاجرون الأوكرانيون بتعويض النقص في سوق العمل داخل بولندا، حيث يعيش ما بين مليون ومليوني أوكراني.

يقول برزيداتش في مقابلة إذاعية، اليوم الاثنين: إن بولندا تأمل ألا تتصاعد الأزمة في أوكرانيا، لكن بلادنا تستعد لكافة الاحتمالات، بما في ذلك احتمال تدفّق عدداً كبيراً من اللاجئين.

السيناريو الأسوأ

برزيداتش وخلال المقابلة التي أجراها معه "راديو بلس" يتابع قائلاً: "بشأن هذا السيناريو الأسوأ، نحن لا نتحدث عن مئات أو آلاف، بل إننا نتحدث عن أعداد أكبر بكثير"، مضيفاً أن وزارة الداخلية تعد "سيناريوهات داخلية وبنية تحتية وخطط" منذ أسابيع عديدة، إسكان اللاجئين في منازل ومهاجع ومنشآت رياضية وأماكن أخرى.

وطُلب من المسؤولين المحليين، بما في ذلك رؤساء البلديات، إعداد تقارير عن التسهيلات التي يمكنهم توفيرها، وفقًا لما ذكره كرزيستوف كوسينسكي، رئيس بلدية سيتشانو، وهي بلدة بولندية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

من جهته، يقول وزير الداخلية البولندي ماريوس كامنسكي في تصريحاتٍ أدلى بها يوم أمس الأحد: إن بلاده تستعد لـ"سيناريوهات متنوعة" لتدفق محتمل للاجئين إذا هاجمت روسيا أوكرانيا.

وفي تغريدة له على "تويتر" كتب كامنسكي: "فيما يتصل بالوضع في أوكرانيا فإننا نستعد لسيناريوهات متنوعة. أحدها استعدادات إقليمية ترتبط بتدفق محتمل للاجئين من أوكرانيا".

تحذيرٌ مجري واستعداداتٌ سلوفاكية

يبلغ عدد سكّان أوكرانيا أكثر من 43 مليون نسمة ومساحتها أكثر من 600 ألف كيلومتر مربع، تحدها من الشرق روسيا ومن الشمال يلاروس ومن الغرب بولندا وسلوفاكيا والمجر، ومن الجنوب رومانيا ومولدوفا غير العضو في الاتحاد الأوروبي.

في المجر، حذر رئيس الوزراء فيكتور أوربان من تدفّق "مئات الآلاف أو حتى ملايين" اللاجئين من أوكرانيا التي لها حدود برية مشتركة مع المجر بطول نحو 100 كيلومتر، في حال اندلاع حرب على الأراضي الأوكرانية.

سلوفاكيا أيضاً تستعد لاستقبال موجة من اللاجئين في حالة نشوب حرب في أوكرانيا، وقد أعدت الحكومة في براتيسلافا خطة للاستجابة لهذا السيناريو، لكنّ هذه الخطة لا تزال سرّية.

يقول وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد: "وفقًا للدراسات والتحليلات الموجودة لدينا، يمكنني القول: إن هجوماً عسكرياً روسيا على أوكرانيا، وإن كان محدوداً، سينتج عنه تدفّق عشرات اللالاف من اللاجئين باتجاه الحدود مع بلادنا"، مضيفاً أن أولئك الهاربين من الحرب سيحصلون على صفة لاجئين.

ويتابع وزير الدفاع السلوفاكي حديثه بالقول: "من منظور أوروبي، فإن الوضع الحالي هو الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية"، على حد وصفه.

يشار إلى أن وزير الداخلية التشيكي فيت راكوسان عرض على براتيسلافا إرسال ضباط شرطة لمساعدتها في حالة اندلاع الحرب في أوكرانيا وتدفق اللاجئين إلى إلى سلوفاكيا.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مؤشر الديمقراطية لعام 2021: ما هو ترتيب البلدان العربية؟

الرئيس البولندي يعترض على قانون يسمح للفتيات ابتداء من 15 سنة بالحصول على حبوب منع الحمل

بعد إعلان بوتين استعداد روسيا لحرب نووية.. وارسو تخصص 30 مليون يورو لبناء الملاجئ