ماما كويبا.. سيدّة المطبخ الأنغولي و"أيقونة" الطهي المحلي

ماما كويبا.. سيدّة المطبخ الأنغولي و"أيقونة" الطهي المحلي
Copyright euronews
Copyright euronews
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقال
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

ماما كويبا أضافت الكثير للمطبخ المحلي، فهي تطهو وتعلم، رغم تأكيدها على أنها تطهو "على السليقة"، لكنّ هذا التواضع الجمّ لا يخفي حقيقة أنها تمكّنت من شق مسارٍ مثير للإعجاب في عالم الطهي ما جعلها بحق أيقونة وطنية ذات همّة شبابية عالية.

اعلان

تُعرف في أنغولا بأنها طاهية الطعام المعشّق بالنكهة المحلية التقليدية، إنها ماما كويبا التي اختارها الأنغوليون ثلاث مرات باعتبارها شخصية العام في البلاد، تلك البلاد المشهورة بطعامها اللذيذ، بدءاً من أطعمة الشارع وصولاً إلى أفخرها وأكثرها بذخاً في أرقى المطاعم والفنادق.

ماما كوبيا التي تعدّ رمزاً للثقافة الأنغولية، تستهل يوم العمل بالتوجّه إلى السوق في العاصمة لواندا، حيث تختار بنفسها مكوّناتِ أطباقها السحرية التي تنتمي إلى المطبخ الأنغولي، هذا المطبخ الذي ترفع لها القبعات داخل البلاد وخارجها، ولهذا ما أن تدخل ماما كويبا السوق إلا وتواجهها موجةٌ ترحيب وتصيف تليق بأمثالها من ملوك الطهي وساداته، حتى أن مدير مطعم فيتروفيو، بيدرو دي كامبوس، يطلق عليها لقب "أيقونة" عالم الطهي.

ويقول: :إنها سفيرة المطبخ الأنغولي، وهي سيدة غاية في الروعة"، مستطرداً "لقد قدّمت الكثير للمطبخ الأنغولي".

ماما كويبا امرأة محبوبة، لكنها في الوقت عينه، زبونٌ متطلبٌ ومتعب بالنسبة للباعة في السوق حيث بدأت من هناك حياتها المهنية.

اسمها الحقيقي كاتارينا فير يسيمو دا كوستا، تُعرف أيضاً باسم نتاليا لأنها ولدت في عيد الميلاد كما أنها تُعرف باسم ماما كويبا، وتعني قبيحة بلغة كيمبوندو، وفي هذا الصدد تقول موضحة: "أطلقوا علي هذا الاسم عندما بدأت البيع في السوق، كنت حينها في الثامنة والثلاثين من العمر، كان ثمّة فتيات في العشرينيات، كن صغيرات وجميلات.. كنت أكبرهنّ وأبشعهنّ، وكان علي الاستسلام اتجاه لقب قبيحة..، ولكن.. بسطةُ ماما كوبيا كانت، ببساطة حيث يمكنك أن تأ كل وتشرب"، على حد قولها.

في بداية انطلاقتها بدات ماما كويبا بيع المشروبات، وفي تلك الأثناء اشترت موقداً وطاولة خشبية قديمة ووضعتها إلى جانب "بسطتها" في السوق، وذلك من أجل أن تطهو لأبنائها بعد انتهاء دوامهم المدرسي، وكذلك لزوجها عند عودته من العمل، وتقول: "كانت رائحة الطعام المطهو تثير شهية البائعين والمتسوقين في آن معاً، فكانوا يطلبون مني قليلاً من الطعام".,

تلك كانت البداية، لكنّ الطهي لا شكّ بأنه عملٌ شاق، بدءاً من التسوق مروراً بالتنظيف والتقطيع، وصولاً إلى الطهي والتقديم.

عندما توسّع عمل ماما كويبا اضطّرت إلى مغادرة السوق وفتح مطعم في المدينة، واستهلت عملها بطهي الطعام لأعضاء منتخب أنغولا لكرة القدم، تقول ماما كويبا عن ذلك اليوم: "أذكر أنه كان يوم سبت، نسيت العام الذي حقق فيه فريق أنغولا الفوزَ في مباراته الرائعة، يومها استقبلت في المطعم أعضاء الفريق وقدمت لهم الطعام".

ومن مطبخ متواضع، إلى أحد أفضل المطاعم في لواندا.. هكذا كانت مسيرة ماما كوبيا في عالم الطهي حيث سجّلت حضوراً رائعاً بل وطاغياً، صنعت من خلاله منصّة اجتماعية هامة لدعم حملات وطنية كمكافحة العنف ضد المرأة، حتى أنها ظهرت يوماً في برنامج الواقع "بيغ براذر".

ماما كويبا أضافت الكثير للمطبخ المحلي، فهي تطهو وتعلم، رغم تأكيدها على أنها تطهو "على السليقة"، لكنّ هذا التواضع الجمّ لا يخفي حقيقة أنها تمكّنت من شق مسارٍ مثير للإعجاب في عالم الطهي ما جعلها بحق أيقونة وطنية ذات همّة شبابية عالية.

شارك هذا المقال

مواضيع إضافية

شاهد: أعمدة الدخان تتصاعد من مطار تشوجويف العسكري الأوكراني عقب قصف روسي